أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى الصوفي - دجلة دمنا وفرات دموعنا














المزيد.....

دجلة دمنا وفرات دموعنا


مصطفى الصوفي

الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 21:33
المحور: الادب والفن
    


تغير لون كل شيء بسبب وميض ضوء قوي خفت بسرعه سابقا الضغط الذي رافقه اهتزاز المكان كعلبه قصدير ،الصوت مع ضغط هواء، تركز على اذني التي المتني، الوقت يمر ببطيء شديد ،كل ثانية مرت كأنها دهرا كاملا، كسول هو الزجاج الذي يسبح في الهواء، قبل ان يسقط على الارض، مثل فلم بطيء. محاولاً استجماع افكاري..
اهتزاز المكان، الصوت القوي، ثم لم اسمع شيء،
قطع الزجاج، الضغط، صراخ-يا به .. ...ا ويلي - الستائر سقطت.-ركز و.. أهدئ ....ركز ....و أهدئ -، يدي ترتعش، ساقي تشاركها.
نظرت حولي كل شيء متناثر كأن اعصار ضرب المكان، الغبار يملأ الاجواء،
خرجت من باب الصف.
جاء شاحب الوجه-اطلعوا خلصوا الناس امشوا شيلوا اخوتكم-يرتجف خوفا.
نظرت للسماء، دخان كثيف يبعد عني اقل من ثلاثين متر، خارج البناية، قدرت مكانه، بالضبط عند بوابتها.
اصوات رصاص، صفاره سيارة، ضوضاء بشرية،
صراخ-الله اكبر-لا اله الا الله-
حملت حقيبتي-ماذا تفعل الان؟!-
أهدئ ..و ... ركز....أهدئ ...و ركز.
الروح عزيزه، غادر المكان.
السقف الثانوي محطم على الارض
تجاوزت الباب الداخلي المخلوع
بقعه دم كبيره.
قفزت فوقها.
يركض.
باكيا يكلمني-فائز مجروح...فائز بطنه...شظيه في بطنه سقط هنا ...اخذوه آآآآه-
يشير الى بقعه الدم، مفجوع بصاحبه.
سرت خارجا، يكاد قلبي يخرج من بين اضلاعي رعبا، انفاسي سريعة
قميصه ممزق يصرخ
(اولاد الكلب ...خوات القحـ.... انعل دينـ... )
انهيار عصبي
يمسكونه ومحاولين ابعاده عن المكان..
دخان، سيارة تحترق، اخرى ممزقه.
رائحه كريهة، دخان اسود مخلوط مع رائحه شواء الابرياء.
بقايا هيكل سيارة في حفره-ها هي صانعة الاشلاء- بشر متناثرون.
بقع دماء, يجرني فضولي الى سيارة اسعاف وضعوا فيها شيء، نظرت، انطلقت تحمل بقايا انسان.
مبتعدا انا عن المكان خوفا من عودة عزرائيل.
السياج الخارجي مملوء ببصمات الشظايا، تجاوزت بقايا المنزل المجاور الذي تهدم.
الى مكان بعيد عن حفلة الموت وصلت.
سيارات الجيش منطلقة بسرعه جنونيه، يرمون الرصاص نحو الشمس- وخر ولك...افتح طريق-.
يؤشر بيده من فوق السيارة للناس
ضحكت ساخراً. في نفسي-هذا ما قدرتم عليه!؟-.
تذكرت، اهلي، امي بالذات, يجب ان أطمنهم انا بخير, سأسير بسرعه.....
العمر
سته عشر عاما ثلاثة ارباعها معاناه وحرمان بسبب الحصار والباقي في الخوف من الموت متناثرا كأشلاء
المكان
المدرسة الاعدادية في مدينتي
الوطن
في وقتها عراق محتل باعه ابنائه الخونة واستلموا قيمه ضميرهم بالدولار....
الى اين نفر مع ارواحنا التي تشوهت ولم يتبق منها شيء؟،
السنا المهوسين بالتصفيق للتافهين في عصر الظلم؟،
نحن المظلومين الذين صنعنا ظالمينا؟،
يا الهي لما لا يمكن ان نعيش الا على ضفاف دجله دمنا وفرات دموعنا؟،
ان نبقى ابدا هاربين
من خوف الى خوف
ومن موت الى موت
ومن ظلم الى ظلم
فيا رب الخوف،
يا رب الموت،
يا رب الظلم.
ماذا فعلنا بأنفسنا كي تغضب منا وانت الذي تسع رحمتك كل شيء؟.
الى متى سنبقى اشلائنا تعجن بطين ارضنا السوداء؟ .
الى متى نبقى مطاردين بالخوف والموت
نحن المنبوذين من رحمتك ورحمة هذا الدنيا والبشر ورحمه انفسنا ،
نحن الجائعين في حقولنا،
المسجونين في اوطاننا،
نحن الذين لا صوت لهم الا حين الانتخابات.
نحن ممسحه الاقدام التي تفرش تحت احذيه الداخل والخارج في هذا الوطن،
نحن من تبقى من اشور وسومر وبابل
نحن سادة الجهات الاربع...كنا.
واليوم الهاربين اليها..



#مصطفى_الصوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن الجامعي ....حلاقين
- بحيرة الفكر
- رجال أصل الشرور
- للناقد أم للبسيط ؟
- فلتر للترشيح
- المتثيقف العربي
- بلاد اللا حرية و اللا تعبير
- 201249
- فوبيا الحداثه


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى الصوفي - دجلة دمنا وفرات دموعنا