أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مصطفى الصوفي - مع مكاريد الاخرس(الحان مكَرود)














المزيد.....

مع مكاريد الاخرس(الحان مكَرود)


مصطفى الصوفي

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 20:45
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قبل ايام شاركنا الاخرس على صفحته الفيسبوكية مقطعا موسيقيا لم أألف الحانه ولا اسلوبه و لم انجذب لإكمال الاستماع حينها , سألت الاخرس مازحا (عمي ابو الطيب ماتكول لي منين تجيب هذولة المطربين!؟) أجابني بانه الفنان فلان الفلاني. منحت ابو الطيب موسيقى اخرى متعمدا وكانت اغنية -sorry momo- للمغني الامريكي الشهير-eminam- وهو شاعر ومغني و مكَرود من نوع اخر, من عالم بعيد بآلالف الكيلومترات عن (شرق عدن) التي تحدث عنها الاخرس، يغني هذا الشاب ‏‎باسلوب ( الراب) الذي ابتكره السود واستخدموه تعبيرا عن احزانهم وآلامهم التي يتعرضون لها، تتلحن بايقاع ثابت قريب جدا على قرع القبائل الافريقية لطبولها يتخلل تلك الالحان القاء شعري باسلوب غاضب وتقترب تلك الاشعار كثيرا من الأبوذيات من ناحية الصياغة فكل شطر شعري ينتهي بكلمة على نفس القافية ..

نعود الى تلك الاغنية التي شاركتها مع ابي الطيب وهي تتحدث عن معاناة (ايمينيم) من امه
تبدأ الاغنية باعتذار (ايمينيم) عما سيقوله لامه وهو يشكي لها احزانه والظلم الذي تعرض له، (فايمينيم) لم يرَ اباه الذي هرب مع امرأة ما وتركه مع امه التي تتعاطى المخدرات وتمارس الجنس مع صاحبها السكير الذي أعتدى عليه في احد الايام يتأسف وهو يحفر قبرا وهو يشكى ضربها له ، يعاتبها يصف نفسه بالخزانة المملوءة بالأحزان والالم و يعود للاعتذار منها لان الوقت حان لافراغ تلك الخزانة واخبار الاخرين بحقيقة احزانه..
عاش (ايمانيم) في مجمعات سكنية للفقراء في مجتمع السود الذي نبذه بسبب لون بشرته البيضاء فعانى الامرين فهو( لا بالسمة ولا بالكاع )
رغم هذا بدأ يكسب احترام الاخرين عن طريق كتابة الشعر ومشاركته بمسابقات غناء (الراب) التي كانت تجرى في الاحياء الفقيرة التي يعيش فيها السود وليجد (ايمينيم) نفسه متربعا لعرش الراب ليكون اكبر مغني الراب شهرة وثراءً على الرغم من ذلك بقي ايمينيم على حاله يولول وينوح ويقول (يا يمة يا يمة) بطريقته الخاصة...
ان بحثت في سراديب نفس مكرودنا العراقي لوجدتها تخزن اطناناً من الحزن والويلات.

على كاهليه يحمل جبالاً من قهر الزمان و بنفسية منكسرة مذلولة بفعل خيبات الامل يدب على هذه الارض بأحلام صغيرة لاتتجاوز الحلم بلقمة معينة او قطعة ملبس او سقف افضل يجيره من حر الصيف الذي يشوي جلده المتورم من سياط الظالمين. لذلك لن نجد اي معالم للفرح في موسيقى واغاني المكاريد.
شخصيا انا لم أكن احب الاستماع للموسيقى الريفية الحزينة و لم اكن متيقنا من سبب ميول المكاريد لهذا النوع من الموسيقى حتى قراءة الكتاب،
ان المكاريد لديهم ميول رهيب يكاد يكون اشبه بالهوس النفسي لكل نوع من الاغاني المملوءة بالحزن والآهات والحسرات والـ(يا يمة يا بوية) فالموسيقى كما تعلمون هي الوسيلة الامثل للتعبير عن المشاعر التي تكمن في الانسان، كانت للمكاريد وسيلة مثلى لتفريغ هذا الاحتقان النفسي الذي يعانون منه، هذا الميول قد فسره لنا الاخرس باسهاب كبير معبرا عنه برومانسية في فصل (جنون وفنون ولطم ورقص) عن تأثير هذه الموسيقى على العاصمة:( كان المشهد غريبا، صرائف مهترئة البناء من الخارج ، عامرة بالرموز من الداخل، ترفرف فوقها رايات ترى من بعيد ، لا أعني تلك الأعلام الخضر والحمر المشرعة انما أقصد أولئك الذين راحوا يفرفرون بمواويلهم وطقوسهم الروحية مضيفين الى المدينة ضجيجا غير مسبوق).

ومن ثم يتحدث الاخرس عن طقوس الاعراس فيقول :
( ما يبرر دهشتي في الواقع هو امتلاء الذاكرة بتلك الطقوس البعيدة ، اعني طقوس العرس الشعبي الذي كان يقام في الهواء الطلق حيث تصف الكراسي بشكل مربع وينتصب في المقدمة مسرح شعبي متواضع وكانت ابرز مفردات تلك الاعراس هن الغجريات اللواتي يؤتى بهن لإحياء الحفل)
سأختتم مقالي هذا بما عبر عنه الاخرس من ارتباط وثيق بين طقوس الحاضر بالماضي
( يمكنك ان تتخيل الامر نفسة دائما وابدا، ما عليك سوى ان تنزل من التاكسي لتجد نفسك على تلة بديلة عن الجسر، ملابسك بابلية ، تتأمل الحشود نفسها، اقصد الخيط الادمي الحزين الممتد على مد البصر، انهم ذاهبون لإحياء طقوس الخليقة في الايساجيلا المعبد الرسمي في بابل حيث تتجسد تفاصيل موت مردوخ والحزن عليه ومن ثم بعثه وصراعه الحاسم ضد الفوضى لاستعادة النظام ، كان المشاركون يأتون حاملين تماثيل آلهتهم الصغيرة. الندب يشبه ندبنا واللطم يماثل لطمنا، ومواكب الماشين تمتد مثل مواكبنا الى حيث يغيم البصر وتتسع البصيرة. من أين ابتدأ الخيط الادمي الحزين هذا؟.. والى أين سينتهي؟ م لا احد يمكنه التثبت. فالعجلة تدور من الاف السنين، تموت اللغات وتتبدل النظم ، تصبح القنطرة جسرا والبعير كيا والسروال يتحول الى بنطال، تختفي الجدائل ليحل مكانها الذيل والنغمة لطمية . انواع الادب تتوالد و الاشكال الثلاثة الخادعة تواصل خداعنا فنخدع. والمقصود بالاشكال الخادعة أيها السادة هي الدين واللغة والمعرفة)..



#مصطفى_الصوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع مكاريد الاخرس (بين الوردي و الاخرس ).
- مع مكاريد الاخرس (ذكرياتي عن المكاريد).
- مع مكاريد الاخرس( المكَاريد في تكريت).
- مع مكاريد الاخرس( هل ليلى مكَرودة؟.)
- السيد المسئول جاسب المجيد حفظة الله ورعاة
- حَدَوث و عُربان
- الحريق العربي
- لصوص الانسانيه
- المُستلحد العربي
- اسطورة بغدادية. قصة قصيرة
- كفخة بلجن تصحون يا ال طوريج وال العوجة
- تقبل الاخر يا صاحب الدين
- دع الاخره لما تؤمن به
- دجلة دمنا وفرات دموعنا..(وطن)
- فلكلور المتثيقف
- دجلة دمنا وفرات دموعنا
- الأمن الجامعي ....حلاقين
- بحيرة الفكر
- رجال أصل الشرور
- للناقد أم للبسيط ؟


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مصطفى الصوفي - مع مكاريد الاخرس(الحان مكَرود)