أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - حديث اللقلق والضفدعة قصتان على لسان الحيوان














المزيد.....

حديث اللقلق والضفدعة قصتان على لسان الحيوان


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 13:38
المحور: الادب والفن
    


مع الأفعى والقنفذ
(*)
ـــــــــــ
سامي العامري
ــــــــ

في غياب القنفذ ـ الأم تسللت الأفعى إلى صغار القنافذ الثلاثة في كومة من القش فابتلعت واحداً منهم وهرب الإثنان الآخران وأخبرا أمَّهما
فحزنت الأم وسارت تطلب الأفعى بعد أن وصفها الصغار لها
سارت الأم على العشب وبين السواقي والأنهار طويلاً وهي تفتش عن الأفعى حتى وجدتها
فقالت الأفعى للأم : بالله عليك ، أخبريني ما الذي سأفعله بك .
فقالت الأم بين السخرية والغضب : إن كنتِ تنوين المجازفة بابتلاعي فأنا رهن مشيئتك ، فالسمندل ليس أفضل مني حين يسير على الجمر ولا يتألم .
فقالت الأفعى : أتسخرين مني بينما أنت بضربة نواة التمر على أنفك تموتين حالاً ؟
فقالت الأم : هذه خرافة وأنت ابنة الخرافات ،
أنسيتِ أسطورة التفاحة ؟
فقالت الأفعى : التفاحة حقيقة , ألا ترين البشر مازالوا يتخبطون بالآثام ؟
قالت القنفذ ـ الأم : وآثامك أليس هناك من يحاسبك عليها ؟
قالت : كلا فأنا رمز للحكمة لا للشر كما تتخيلين ...
وأنت لو لم تكوني خوّافة لما ابتهلتِ من أجل درع شوكي يحميك .
قالت الأم : وأنت ماذا عن سُمِّكِ ؟
قالت : طالما كان سُمّي دواءً ومازال ولكن أنتِ بأي شيءٍ تنفع أشواكك ؟
قالت : التناقض الشاعري أو التعارض الجميل بين رقّتي كحيوان وديع وبين خشونة جلدي فأنا مضرب أمثال على خشونة المظهر ورِقّة المخبَر !
قالت الأفعى : هل تستطيعين خلع جلدك كما أنا !؟
قال : نعم ، بكل يُسرٍ
هنا غيرت الأفعى لهجتها فتحدثت مع القنفذ ـ الأم بود ودماثةٍ طالبة منها أن تفعل ذلك
فقالت الأم : لا أريد لأني سأشعر بالبرد
قالت الأفعى : أنا أدفئك
فقالت : في أحشائك , أليس كذلك !؟
ثم أضافت بعد توسل الأفعى : إلتفتي إلى الوراء لأني أحس بالحياء وسأتعرى وأختبيء خلف الشجرة تلك ثم أرمي لك جلدي كما المعطف ففعلتْ الأفعى فهجمت القنفذ ـ الأم على ذنب الأفعى فعضَّه وسحبته وتكورت على نفسها بينما الأفعى تئن ولا تستطيع الحراك
قالت القنفذ ـ الأم وهي تمسك ذنب الأفعى بيديها ورجليها :
أريني الآن أين حكمتك يا من التهمتِ صغيري في غيابي ...
هنا عرفت الأفعى السر فطلبت المغفرة وقالت : حلّي قيدي ولك عليَّ أن أقطع هذا النهر جيئة وذهاباً ثلاث مرات بعدد صغارك رغم أني لستُ أفعىً مائية وأنت تعرفين خطورة ذلك
تأملتْ القنفذ ـ الأم غير طويل ثم قالت :
رغم أني لا أصدِّقك ولكني مع ذلك سأحررك ولكن لا تظنَّي أنك حكيمة والآخرين حمقى ولا تظني أن هناك أعظم من الأمومة خاصة في حالتي أنا حيث فقدتُ صغيري ...
فحررتها ومضت إلى صغيريها
وسارت الأفعى شاعرةً بحرج وهزيمة , سارت لا تلوي على شيء وقبل الدخول إلى حفرتها ألقت نظرة على القنافذ ...
كان الصغيران يراقبانها ويتمتمان برضا ولكن من غير تشفٍّ .


حديث اللقلق والضفدعة
ـــــــــــ

صفقَ اللقلقُ بجناحيه وحنى رأسه حتى لامس الظهر وطقطق بمنقاره ودار حول نفسه عدة مرات في عشه فوق إحدى قباب الكنائس وفعلت شريكته مثلما فعل إيذاناً بالتزاوج حتى إذا تم هذا وفق احتفالية فائقة الروعة والغرابة حلّقا في الجو بشكل دائري مع تيارات الهواء المنعشة ، وعلى نحوٍٍٍ مفاجيءٍ حلقت الأنثى باتجاه معاكس قصدت من خلاله ملاقاة الذكر فالتقته وهمستْ له بأمر هام فاتجها بسرعة نحو الأرض والعشب الذي يشتعل !
وحين حطا على الأرض قالت الأنثى : إنه صيد وفير فالحشرت تهرب في كل اتجاه .
فتبسم اللقلق الذكر قاطعاً الطريق على ما لذ من الحشرات وفعلت الزوجة الأمر نفسه من طريق آخر .
ولمّا شبعا ذهبا إلى جدول ليشربا الماء وكانت هناك على مرتفعٍ قربَ الجدول ضفدعة قد راقبت اللقلقين وهما يفترسان الحشرات فاطمأنت على عدم تفكيرهما بافتراسها على الأقل لهذا اليوم وها هي عائمة وسط الجدول مطلَّة برأسها .
قالت للقلقين وهما على الضفة : أنتما غريبان وحسب علمي أتيتما أرضنا وسماءنا من بلاد القوقاز ، فلماذا هذه القسوة وأنتما ضيفان !؟
قالت أنثى اللقلق لزوجها : هذه ضفدعة بطرى ، تستطيع أن لا ترد عليها أو ردَّ باقتضاب ودعني أرشف الماء وأتحمم قليلاً .
قال اللقلق الذكر للضفدعة : أنظري ، نحن أقدم منك في هذه البلاد وحتى إسمي مأخوذ من اللغة السومرية القديمة حيث كانوا يطلقون علينا : لقلاقو ، فمن أنت ومن تكونين أيتها الصغيرة النتنة ؟
قالت الضفدعة : أنا أحيا كل فصول السنة هنا في بلادي وأنتم لا تأتون إلا في الربيع وتغادروننا نهاية الصيف .
فرد اللقلق : لو كان لديك جناحان كجناحيّ لما بقيت طيلة العام هنا في الجداول والمستنقعات .
وبقيا يتجادلان بينما اللقلق الأنثى ترش الماء على قوامها الرشيق وتصغي وتضحك على بعد عدة أمتار منهما ،

ثم صاحتْ بالضفدعة : كم أنت عنصرية ، بينما نحن نبني أعشاشنا على قباب الكنائس مثلما نبنيها على المآذن وعلى مداخن البيوت مهما كانت ديانة ساكنيها أو قوميتهم ،
ورغم لك سنعفو عنك ونحملك معنا نهاية الصيف إلى ما وراء البحار لتري عوالم وأمماً أمثالكِ فتعرفي الصداقات والعلاقات الأجمل والأبهى
قالت الضفدعة محاولةً التهكم : نعم تبنون أعشاشكم على قباب الكنائس وعلى المآذن دون تفرقة مثلما تبتلعون الفئران وصغار الأفاعي والضفادع دون تفرقة أيضاً !
أراد اللقلق الذكر التعقيب لكنه صمتَ ونزل إلى الماء قاصداً الإقتراب منها
فقالت الضفدعة بسخرية : هه تأخذونني إلى ما وراء البحار ...!
فنقَّتْ ونقَّت عدة مرات ثم غاصت في الجدول بسرعة خاطفة
فقال اللقلق الذكر لزوجته : رغم شبعي أردتُ أن أبتلعها حقاً وليكن ما يكون ولكنها فلتتْ !
قالت الأنثى : لا عليك يا حبيبي سنجعل من هذا الجدول قِبلتنا بدءاً من اليوم حتى نمسك بها !
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*)
من مجموعة قصصية قادمة على لسان الحيوان بعنوان : في ضيافة بجعة .



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطارحات بين الأسد واللبؤة وابن آوى
- شِراك المِسْك قصة وتصورات
- كُوني جِناحاً أو جراحاً
- مرايا من قلوب
- همهمات في دائرة المعنى
- الكينونة السارة
- وتهزمُني هزيمَ الرعد !
- قراءة في كتاب : أساتذة اليأس ... النزعة العدمية في الأدب الأ ...
- النص الحيُّ لا يحتاج إلى ناقد بل الناقد يحتاجه (*)
- حوار مع الشاعر سامي العامري - عزيزة رحموني
- دموع التماثيل
- طرافة النقد الشعري العراقي المعاصر ومرَحُهُ (*)
- قلبك الليلكيِّ
- الخسارة
- عزلة وكواكب صغيرة
- وديان مُكحَّلةٌ بالبروق
- مساج لمفاصل الزمن
- لكِ الضفائرُ ولي نواقيسُها
- الحُب ودموعهُ السمراء
- تأملات وانثيالات


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - حديث اللقلق والضفدعة قصتان على لسان الحيوان