أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - مساج لمفاصل الزمن














المزيد.....

مساج لمفاصل الزمن


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


وجدتُني بعد طوفان غبطاتي
أنفخُ في فم الساحل
مانِحاً إياه قُبلة الحياة
وأُورِّقُ شعاعَ الشمس
مُنقِّحاً سنواتهِ الضوئية
ثُم بَعد عناء
هدهدتُ نخلةً
وغفوتُ على جدائلها السمراء

***

الخريفُ يجلس على مصطبةٍ
يتذكَّرُ الربيعَ ،
يصنع من ورقة تفاحٍ صفراءَ
لُفافة تبغٍ
وما أن يشعلها بشمس الصيف
حتى يهطل المطر !
كم أحب الخريف
فهو صديقي في عدم فهم الآخر له !

***

الورودُ في سندانتها
طرأ عليها التغيير
فهي شاحبة
وربما امتصتْ من دموعي أكثر من طاقتها ,
ودفاتري
نَمَتْ عليها الحروفُ والنقاط زغباً
فهي في الخفاء تهيءُ نفسها للرحيل
مع لوحات مونيه
وصوري في سنوات البوهيميا
وقهوتي ,
حتى قهوتي لم تعد تفوح بخاراً
بل كأنها تطرده : أنت طالق !
كل هذه الحميميات تغيّرت
أو أصيبتْ عقاربُ ساعتها بالتخثر
وسارت على
ملامحها الغضونُ كالعربات المَلَكية ,
ومع هذا
سألملم ضحكاتي
مثلَ جِنٍّ يلملمُ شظايا ألوهتهِ
وأنزل من تلٍّ
راقبتُ منه الناسَ
وأتبعُ حياتي الماضية لأغريَها
أو أسوطها
كي ترفلَ دون مناسبةٍ
كالأوتار مَسَّجَها قوسٌ نَزِقٌ

***

صباحٌ شديدُ الصفاء
يحفِّز على الخروج لعناقهِ
والبردُ شديدٌ أيضاً
ولأجلِ هذا
ارتديتُ معطفاً
وارتدتْ معدَتي شاياً
وخرجتُ يسبقني نسيمُ سيجارتي ،
وأفكِّرُ : ماذا أريد من الحياة ؟
طموحاتي فيها جدُّ صغيرةٍ
كالفتحةِ السفلى لتَنُّورِ أمي
ومع هذا يقف العالم كلَّه كالأسلاك المكهربةِ
ضدَّ تحقيقها
فأبتسمُ
كلُّ شيءٍ فيَّ يشيخُ إلا سخريتي ...
الفنانُ الحقيقي متفرِّجٌ ومشارِكٌ
في ذات الوقت
متفرِّجٌ على عواء الحياة المادي
ومشارِكٌ في سباقات الآلهة
تارةً يتقدم على إبليس بعدة أمتارٍ
وتارةً تسبقُهُ المسافةُ
ولكنه في النهاية سيصلُ
وينالُ جائزة
وغيرُهُ ينالُ جنازة !
ولكنْ أنا
ماذا سأنال ؟
لا يبدو أنَّ هذا السؤالَ مهمٌّ الآن
فقد فات أوانُهُ ...
إعتذرتُ لبردِ الصباح
عن حرارةٍ وقحةٍ
احتلَّتْ مَداخلَ دمائي

***

توحَّدْنا روحاً وجسداً
أمّا روحاً
فهي إذا أحسستُ بالحزن
تتساقطُ الدموعُ من عينيها لا من عينيَّ
وإذا أتعبتْها الحياةُ
أستنشقُ ضوءَ النجوم وأزفرهُ
حتى بساتين رئتيها
وأمّا جسداً
فكلّما ألجأ إلى الكتابة
تتسلَّل إليَّ
وهي تسير على أطراف أصابعي ...
وهكذا

***

توقّفا عند محلٍّ
لبيع الفواكه والخضار
على الرصيف
فجاء لها بتفاحةٍ
وقطعةِ جَزَرٍ وقال :
هذه التفاحة لك،
ثم أشار إلى قطعة الجزر وقال :
وهذه لأرنبة أنفك !

--------------
برلين
تشرين أول - 2012



#سامي_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكِ الضفائرُ ولي نواقيسُها
- الحُب ودموعهُ السمراء
- تأملات وانثيالات
- أناشيدُ قبلَ هبوطِ الخريف
- لا تُبرقي
- زقزقات محار
- ما يُحبِط وما يُغبِط
- هكذا تسترخي ضفيرةُ الوقت
- لألاء ودخان
- مشافهةُ الصهيل
- فتاة الهندباء
- مآدب من ضوء
- كلام الرُّخام
- السَّكَن في بيت القصيد
- شائعات
- الأسى والميلاد ووردة الربيع
- وطنٌ ولو بحجم حوصلة الطير !
- في اليوم العالمي للمرأة !
- مفاتن التيه
- نايٌ تلوَ ناي


المزيد.....




- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - مساج لمفاصل الزمن