سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 3769 - 2012 / 6 / 25 - 00:29
المحور:
الادب والفن
مآدب من ضوء
-*-**-*-*
سامي العامري
------
تعالي يا كل وشوشاتِ الوديان
وإلإّ ستقطِّبُ الفراشةُ حاجبَيها ,
دعي الفراشة تخرج من محراب وردتها
كما تخرج حورية من بحر
ثم ينهمر الثناء بعد ذلك
كواكبَ صغيرةً بحجم صلوات الصبح
***
لو كنتَ تحبُّ حقاً
لفخرتَ بمن تحب
وأبرزتَ صورته عند كل نقطة تفتيش
لا أن تبرزَ
صورةَ مَن يسألكَ
عن صورة حبيبك الأول !
***
كنتُ صغيراً
وكان يهتم بما أكتب ويسندني .
مرةً قلت له شعراً :
يمتدُّ جرحي فوق صدري زورقاً .
فابتسم وضرب على كتفي
بقسوةٍ محببةٍ ثم قال :
جميل خاصة إذا تصوَّرْنا الضلوع أمواجاً
ومنذ ذلك الوقتِ
بنيتُ زورق الشعر
من ضلوع الموج
وأبحرتُ
ولكن نحو غربة وبلا صديق !
***
أيها القلبُ
لا تسترح
إلا وهي تسري
على أوتارٍ من أضواء الشموع
أطرقْ بابها
إخترع لها عيدَ ميلاد
أو طيفَ مَعاد
أنت كلمة توترتْ
لتتلوى لا ألماً بل نغماً
***
مَن يلمسْ جراح روحي المستترة
أحَبُّ عندي من ذلك الذي يداوي
جروحي الظاهرة لكي أهدأ وأغفو
***
قيثارةٌ ساهدة
ترتعشُ على زند المَدار
علِّميني أيتها القيثارة لغتَكِ
لعلَّ رمشَ الحبيب يرفُّ لها ,
أوليست أوتارُكِ رموشاً
والنسيمُ كُحلاً ؟
أتخيلها ستفرح
وتفتح قلبَها لليل محفظةَ نجوم
***
كالعنبر البري
يغار النهر عليّ
من
ملامسة عنقهِ
مع أني لستُ نورساً
***
فضاء يتميز بفرحي ويتصف بهذياني
ودونَهُ
أودية تردِّدُ أنفاس قبيلة بائدة
تلاحق نشأتي وتبسم لأغراضي
وأنا حافٍ إلا من خُفّ الأفق
ومن أحاديث تتعقبني
مجدولةً بالوشايات
***
مغفورةٌ كل أشواطي
لأني أستلهم ضعفي وطيشي وهناتي
لأصنع منها قلائدة
تصارحُ بالمسك جيدَ السراب
وبلذة المنتصر أجمّع غباري
وأطعمُ ما يتبدى
من صغار المصابيح
***
متى تبني الصدفةُ العنيدةُ
لخيباتي
عُشاً من المفرقعات !؟
***
بعد لقاء معها ودعوة عشاء لذيذ
وكؤوسِ نبيذ
وكنا أربعة
قالت له عند باب الخروج
قبل أن تعود لمنزلها : أحبك .
فترَكنا وسار إلى بيته بشموخٍ
وكأنه رَجُلٌ بطابقين !
***
قلمي يهرعُ على هلوسة الأجراس
ليناديك :
دمتِ جمانةً يستضيءُ بها عدمي العميق ...
***
على ساحل بحر الشمال
في المساء
يصطفقُ الموجُ مع أمواجٍ تتلألأ في روحي
حيث الشوقُ يترك مقودَ سفينته
كقبطانٍ ثملٍ
ويقيم القمرُ لزملائه من التوابع المطفأة
مأدبةَ ضياء
------------
برلين
2012
#سامي_العامري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟