أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - خمس قصص على لسان الحيوان














المزيد.....

خمس قصص على لسان الحيوان


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 3623 - 2012 / 1 / 30 - 20:41
المحور: الادب والفن
    


- أفياء -
خمس قصص قصيرة
*******

قال جندبٌ لطائر سنونو : البشر مغرورون ولا أعلم بماذا ؟ أبالعقل ؟ وما جدواه وهاهم تعساء ؟
فكنْ مسروراً واشكرِ القدرَ يا زميلي لأنه لم يمنحك قدرةً على التفكير ؟
فعقَّبَ السنونو : نعم أنا أشكر القدر لعدم منحه لي قدرة على التفكير ولكن أنت كُنْ مسروراً أكثر فقد سبقتَني إلى ذلك بأشواط ,
فنقرهُ وطار به !

***
قال غرابٌ لسنجاب بينما هما على غصنَيْ شجرة جوز
لماذا تأكل بهذه السرعة وكأن خيرات الغابة كلها ستنفد بعد ساعة ؟
فردَّ السنجاب بينما هو منهمك بأكل ثمرة الجوز :
ليس الأمر كذلك بل لأنهم يعتقدون أنني نادرٌ لذا فهم سيأخذونني إلى حديقة الحيوان عاجلاً أم آجلاً
وعليهِ فلا يمكن لمثلي إلا أن يعانق كل شيء بدموع الوداع ,
والجوز لا طعم له من دون التنعم بفيء غصونه !

***
نظرتِ القطةُ إلى الجنديّ بحنان وهو يعدُّ نفسه لمغادرة وطنه
بعد يأسه من فهمٍ مُقْنِعٍ للحروب المتواصلة
فقالت لنفسها : ياللمسكين كم أتمنى لو أنه واحدٌ من صغاري فأحنو عليه وأرضعه
وأحميه حتى أردَّ له بعض الجميل فربما شعرَ أن الوطن دفءٌ وليس عقوبة
فقال لها وهو يمسح على فروة رأسها بحزن :
ستبقين مع بقايا أهلي وسأغادر لأقاتل في صفوف الشمس والبراعم
لأجلك , لأجل عالم عذب , لأجل نهار تتكاثر غيومه كالأراجيح
على طفولة قصيدة .

***

قال قردٌ لصديقه الفيل :
دعني أمتطيك
فسأل الفيلُ باستغراب : ولماذا أيها المجنون وهل يحتاج مخلوقٌ مثلك لوسائط نقل وأنت الماهر في القفز ؟
فردَّ القردُ : لا ولكني رغبتُ بالسباحة وتعرف القرود وكم هي متهمة بالخوف من الماء والعوم فيه .
فقال الفيل باستغراب أشد : وما شأني بالماء والعوم أيها الوقح ؟
فأجاب القرد :
يا صديقي لو نظرتَ إلى نفسكِ من على مبعدة ولاحظتَ جلدك الرصاصي اللون المائل للزرقة وشُسُوعَهُ
لَما شككتَ لحظةً بأنك موجة قد انحرفتْْْ عن البحر .
فقال الفيل : هكذا إذن أيها الصديق العزيز ... شكراً لك على إطرائي وهلمَّ واقفزْ على ظهري
إذا كان هذا يزيل عنك عقدة النقص !
فقفز القردُ على ظهر صديقه الفيل وسار به وسط الغابة
التي راحت تملؤها أصداءُ ضحكٍ من بقية الحيوانات على مجنونَين .

***
ظلَََّ بعضُ الأطفال يتسللون إلى قنِّ الدجاجة كلَّ صباح ويسرقون منها بيضتها اليومية فتثور الدجاجة ولا تهدأ إلا بعد أن يضعوا لها بصلةً بيضاء بدلاً عن بيضتها الحقيقية فتهدأ الدجاجةُ وتحتضنها ,
والطيورُ التي حولها في الحديقة بين راثٍٍ ومتعاطف ولائم
سوى رجلٍٍٍٍٍ كان قد لاحظَ المشهدَ أخيراً فكتبَ رسالة لأحد أصحابه جاء فيها :
نحن أمَّةٌ نائمةٌ على بصلة !

----------------
برلين
كانون الثاني - 2012



#سامي_العامري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يواقيت
- مِن هناك وهناك
- قلبٌ تنفرطُ أنداؤه
- تطريز
- في رصد العدم الحميم
- شرقٌ وغرب أو شرب وغرق !
- كمائن أنيقة
- طائرٌ من جنون المسافة
- حلقاتٌ كاللحن تتوالد وتتباعد
- مغفورةٌ حسناتي !
- قصيدة الريح
- إغفاءة على أكفِّ العُشب
- قصيدة بثلاث لغات
- نبضٌ وراء قلبَينا !
- صدور الطبعة الثانية من ديوان : السكسفون المُجَنَّح
- سمعتُ قطوفك
- لوائح الحُب
- وقت من ياقوت
- عُبابُ السراب
- ذهبيات


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - خمس قصص على لسان الحيوان