أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - تأملات وانثيالات














المزيد.....

تأملات وانثيالات


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 3851 - 2012 / 9 / 15 - 15:04
المحور: الادب والفن
    


تأملات وانثيالات
*-*-*-*-*-*-*
سامي العامري
--------

قد تصل إلى قناعة بأنك حكيمٌ
في كلِّ ما تفعل
ولكن طالما هناك مَن يتألم على الطرف الآخر
فمهما كانت قناعتك،
يبقى ألمه
فناراً يرشد قناعتك إلى مرافىء الذل
لا إلى مرافىء النبالة
لتشعرَ بالذنب،
فصحيحٌ أن اللبلابَ يتسلَّق كالأفاعي
ولكنْ صحيحٌ أيضاً أنه لا ينفث السم
بل يُشِيع البهجةَ في ما حوله

***

لطيفٌ هو تحليقك حول جرحي
أيتها الفراشة
فأنت الوحيدةُ التي رأيتِ أنوارَهُ

***

البعضُ يظنُّ أنه بالغنى
سيصل إلى كل ما يرغب به
لهذا فهو أبحرَ نحو غاياتهِ
بشراعٍ من ذهب !

***

أيها العمودُ المنتصبُ أمام داري
والذي أقابله كلَّما خرجتُ
الجميعُ يراك واقفاَ إلا أنا
تعالَ ولنكملِ السيرَ في الحدائق
يداً بيد وضوءاً بضوء

***

أيتها الذاهبةُ بعيداً في الوهم
لو كنتِ فعلاً تعشقين إنساناً ما بإخلاصٍ
لأثمرَ قلبُكِ نخيلاً وأعناباً
بل وأثمرتْ كلُّ فساتينك

***

أنقذَني مرةً
وشاءت الصدف أن ألتقيهُ
يا رَبُّ هل أستطيع أن أعوِّضَه ؟
أقول هذا لأني واثق بحدسي أنه بحاجة إليَّ
هذا اليومَ
ولكنه خجولٌ خجولٌ خجول
ورغم هذا سأشجعه على البوح فأقول له :
قلْ لأخيك ، ولا تخفْ ، ما الذي تتمناه مني
وسأحمل لك أولاً سلة حقولٍ
كعربونِ مصارحة

***

سألَتْني بدهشةٍ وإعجاب :
أحقاً أنت تعشق ظلَّ الشجرة قبل الشجرة نفسِها ؟
أجبتها : نعم بل أنا لم أعشقِ الشجرةَ
لولا أنْ توسَّطَ لها ظلُّها عند قلبي !

***

ثلاثة رجالٍ على سُلَّم عالٍ يتمايلون
كلٌّ يعتبر نفسه مسؤولاً
وكلٌّ يضع في حسابه أنه يحقق شيئاً
إلا الطفلَ الذي ركلَ الكُرة فسقطتْ في الحوض
فهو تميَّزَ بأنْ
وضعَ المسؤولية على عاتق الكُرةِِ
وحين أعادها له كلبُهُ
ركلَها بقوةٍ أشدَّ كمَن يعنِّفُها
فاستقرتْ في حضني
فنبحَ الكلبُ عليَّ
ونبحتُ عليه !

***

مِن الظلم أن تقتني الأحجارَ الكريمة
نفوسٌ غيرُ كريمة
وإذا اهتزت قلائدُها على صدور البعضِ
فهي لا تتراقص جَذَلاً
وإنما محاوَلةً منها للإنفكاك
والعودةِ إلى مناجمها
أو إلى قيعان البحار ...

***

كم أحببتُ رقتَها
فبعد أن ترجمتُ لهم بعضَ سيرتها
فلم يصدقوها
مدَّتْ لي
قدحَ لبنٍ مِن بين الجموع
ثم قالت وهي تبسم :
هذا هو نصيبُنا اليوم
لنشربْ نخبَ القلوب البيضاء !

***

الفجرُ فجورٌ عند الكثيرين
ولكن أين رهافتهم ليشعروا بهذا
ما داموا يعتقدون أن الفجورَ
هو فقط عدمُ الإيمان بإلهٍ ؟
ها أنا لا أؤمن بما يؤمنون
وها هو فجري انفجارُ الينابيع
بالفرح الدامع ومواكب الطيور

***

مِن الرجال
مَن تطمح رجولتُه للتفوق
لهذا فهو قاسٍ وشرسٌ بطبعهِ
ولكنه يخفي هاتين الصفتين
في مراحل الحب الأولى بحكم حاجته للمرأة
أو إن هذا الطبع يتهذب لديه
حتى إذا استتبَّ له الأمرُ
كشفَ عن ماضيه السحيق
شعورياً ولا شعورياً
ولكنَّ المرأةَ النابهةَ المُحِبّةَ وحدَها
مَن تجيد ترويضهُ
بجعلِ حبهِ لها في إناءٍ قَلِقٍ
لفترةٍ قد تطول
ولا تحسبُ أخطاءه شخصيةً
بل إن الكثير من الرجال مَن يتمنى الخلاصَ منها ...
وهذه ثغرةٌ في الوجود الإنساني
يبدو أنها لا يمكن أن تُسَدَّ
غير أنه يمكن إضاءتُها

***

التغنُّج ليس أنوثة كما يطيب للبعض تخيُّله
وهو في أوج رغبتهِ
والأنوثةُ ليست الجسدَ المتخايل
والصوتَ الناعم الدافىء
بل هي ما تحرِّرهُ تلك الصفاتُ
من نبلٍ غير محسوس
وما يحرِّره ذلك النبل من شوق وأسئلة
لذا فالأنوثة بهذا المعنى هي ابتكارٌ دائم

***

كنا نسيرُ،
تارةً نمشي معاً
وتارةً أرفع أذيالَ غنائها المترقرق خلفها
وتارةً أفتحُ بواباتٍ لخُطى خصلاتها
قالت أنها تتفقد طائراً ما
أنا حسبتُه هدهداً
تعلَّقَ برياحٍ بعيدة متشابكة الأنساغ،
متصالبةِ النيّات
فاتهمتْني بالمغالاة
ولكني مَهما غاليتُ
أبقى متواضعاً في وصف تلك النشوةِ
ونحن نصلُ مرسىً قبَّلنا فيه بعضنا
فيما مناقيرُ النوارس تتكُّ فوقنا
ولا ندري مَن يقلِّدُ مَن !

***

أيتها الحلزونة المتكوِّرةُ على نفسها ..
لِمَ التكور والإنغلاق ؟
هل هذا الإنغلاق خشية مني ؟
إفصحي عن نفسك ,
إكشفي عن كونيتك
ولا تخشي المتطفلين أمثالي !

----------------
برلين
أيلول - 2012



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أناشيدُ قبلَ هبوطِ الخريف
- لا تُبرقي
- زقزقات محار
- ما يُحبِط وما يُغبِط
- هكذا تسترخي ضفيرةُ الوقت
- لألاء ودخان
- مشافهةُ الصهيل
- فتاة الهندباء
- مآدب من ضوء
- كلام الرُّخام
- السَّكَن في بيت القصيد
- شائعات
- الأسى والميلاد ووردة الربيع
- وطنٌ ولو بحجم حوصلة الطير !
- في اليوم العالمي للمرأة !
- مفاتن التيه
- نايٌ تلوَ ناي
- خمس قصص على لسان الحيوان
- يواقيت
- مِن هناك وهناك


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - تأملات وانثيالات