أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - بكاء الطفل .... متعة














المزيد.....

بكاء الطفل .... متعة


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 10:49
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما يأتي الأب إلى البيت متعبا بعد عمل شاق وإجهاد كبير، يود أن يجد راحته عندما يرجع، الغداء جاهز ومرتّب، والبيت منظّم ومنسّق، والأولاد في هدوء تام، حينئذ لا تسمع له صوتا، يدخل بسلام ويأكل بتأنّ وينام بسكينة، ولكن ما يكون حاله إذا تغير أمر من هذه الأمور، سيغضب وسيزمجر ويصرخ وربما ترك البيت برمّته وخرج ولم يعد.
ماذا لو وجد طفله يبكي؟ ماذا لو كان أحد أبنائه بكّاءً؟ ماذا لو استقبله طفله عند الباب يبكي بشدة وبصوت عال؟ ما موقفه؟ أكثر الآباء يتصرفون بعنف وقسوة مع هذه المواقف، فإما أن يضربه فيزداد الطفل بكاء وإما أن يترك البيت بمن فيه ويختار مكانا آمنا ليرتاح فيه بعيدا عن ضجيج أبنائه، وقلّ من يتحمل ويحاول إسكات طفله، لذلك فإن الأب وأحيانا الأم كذلك يتصرفان بتوتر عند رجوعهما من العمل، ولو قمنا باستبيان لهذا الأمر لوجدنا هذه النتيجة.
لم نحن هكذا؟ لا نتصرف بحضارة مع بكاء الطفل، فالطفل الذي لا يستطيع أن يتكلم يعبّر عن احتياجاته بالبكاء، وربما أصبح الطفل يتحدث ولكن تبقى صفة البكاء لاصقة فيه إلى أن يكبر ويرشد، فالبكاء صفة لازمة للطفل سواء كان ناطقا أم لم يبدأ النطق بعد، ويعبّر عن غضبه وعدم رضاه بالبكاء، على أنه لا يكون في معظم حالاته سيّئا، فالبكاء نعمة كبرى من الله عز وجل فلم لا تستمتع بها؟
البكاء تعبير عن الرأي فلا تصادره، وهو تسبيح لله من الطفل إذ يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحه، وهو طاقة كبيرة يستمد منها الإنسان النشاط والحيوية بعد يوم شاق ومتعب، فاستمتع ببكاء طفلك وأنت مستلق على السرير، لا تحاول إسكات طفلك عندما يريد أن يبكي لسبب أو لآخر، دعه يبكي، دعه ينفّس عن كربه، دعه يعبّر عن مشاعره وأحاسيسه، يبكي ليخرج أضغانه ويحاول إبلاغك رسالة، إن فهمتها استمتعت وإن قابلتها بعنف كان الأمر غريبا.
زد على ذلك فإن الطفل الذي لا يبكي ليس طبيعيا، والدليل أنه عندما يخرج من بطن أمه يبكي في نظرنا وهو يسبّح بحمد ربه في نظره، تعوّد على الحياة داخل بطن أمه وإذا به فجأة يجد نفسه خارجه، فتحوّل الحياة من إطار إلى آخر مطلوب وكثيرا من يستمتع ببكاء الطفل المولود، ويبقى يستمع إلى بكائه سائر الليالي ويمده بطاقة غريبة، فقط استرخ وحاول التمعن في بكائه، والصوت الذي يخرج من حنجرته، إنها موسيقى عذبة رنّانة لا يستفيد منها إلا من اقتنع فعلا أن الطفل كنز وهو في حالة بكاء.
فالبكاء خلقه الله عز وجل عند الطفل خاصة للتعبير عن حاجياته، فتصوروا لو لم يخلق الله البكاء كيف يكون حاله، ربما يموت الطفل ولا ندري، فالأم التي هي أقرب من يفهم طفلها لا تسرع إليه إلا إذا سمعت بكاءه يرن في أذنها، والأم أكثر صبرا من الأب، لذلك هي أكثر استمتاعا واستفادة من بكاء طفلها، والأب إذا أراد أن يستمتع ببكاء طفله في مراحل عمره عليه أن يعوّد نفسه ويُطلب منه فقط أن يسترخي وكأنه في تمرين لليوجا، ويركّز في هذا البكاء، لتحلّ المتعة بعد فترة من الزمن وليحصل الطفل كذلك على المدد الرباني لأن البكاء يمنحه الصحة والعافية فهو يقوي حبال الصوت عنده، ويجعل رئتيه تتنفسان أكثر وبصورة أكثر حيوية.
تلك هي فائدة البكاء عند الطفل، ولكن لا تتخذ البكاء وسيلة للاستمتاع، فكلما وجدت نفسك في حاجة لذلك تقوم بضرب الطفل حتى تحصل على مرادك، اعلم أن الأمر لن يحصل إلا إذا كان تلقائيا.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمي... قرة عيني
- أمي .. قرة عيني
- في رحاب الفكر
- وقاحة جنسية
- البراءة تتألم
- قد شغفها حبّا
- وكشفت عن ساقيها
- لغة القتل تتواصل
- ثقافة التغريب
- قصتي مع ذبابة
- ماذا لو تنحى بشار الأسد
- معركة الاستمتاع
- رسالة من السماء
- هل تتم المصالحة الفلسطينية؟
- الكويتيات متبرجات
- ماذا حققت المرأة التونسية بعد الثورة
- أزلام الإعلام يتحدثون
- البحث عن السعادة
- هل المرأة تفكّر؟
- طه حسين صناعة غربية


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - بكاء الطفل .... متعة