أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - لغة القتل تتواصل














المزيد.....

لغة القتل تتواصل


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 07:46
المحور: كتابات ساخرة
    



من صنع القتل في العالم فجعله اللغة السائدة في جميع أنحاء الأرض؟ من أشعل فتيلها وأجّج نارها فاستعرت حتى أضحت اللغة السائدة في المجتمعات الساخنة وأعني بها في العالم الإسلامي تحديدا؟ من لديه مصلحة في أن يبقى العالم الإسلامي مضطربا تسوده الخلافات العميقة بين وحداته؟ من صدّر لنا الإرهاب بكافة أنواعه؟ من ربّى هذه الجماعات المسلحة التي تجوب الأرض شرقا وغربا على شكل تكتلات مخيفة ومرعبة لا تراعي أبسط حقوق الإنسان؟ من الذي بحث في القشّ حتى وجد هذه الأذناب قد بانت على الساحة وغرست عروقها في الأرض التي كانت تنعم يوما بالسلام والأمن والأمان؟
أسئلة جديرة بالاهتمام حقا في هذا الوضع السائد والبائد، فلم يعد يجد الطفل حضنا دافئا يأوي إليه ولا حليبا مصفى يشربه ويتنعم به ولا حقوقا يمارسها، ولم تجد المرأة مجالا لنشر إبداعاتها ومواهبها بل إن الحروب شتتت فكرها ومزّقت أحلامها وأرجعتها قرونا للوراء بعد أن استطاعت أن تحقق ذاتها من خلال أعمالها وعزيمتها والآن وبعد أن فقدت الأمن في نفسها أصبحت تتوارى عن الأنظار وبدأت تشعر بالتخلف نتيجة القهر والتسلط والبحث عن حقوق أوكد، أما الرجل فوضعه لا يحسد عليه فهو أيضا في ظل هذا الوضع المتأزم يطير مقصوص الجناحين فلا هو استطاع أن يحلق بعيدا ولا هو قادر على مجابهة الأمر.
الكل يعاني اليوم، حروب ودمار وخراب وقتل وتقتيل وتجويع هي اللغة السائدة اليوم في العالم العربي والإسلامي، بين ثورة مزعومة وأخرى مكتومة وأخرى فرضت بالقوة، يتحمل الغرب تبعاتها لأنه هو من أججها وأكد عليها وأعان على تدبيرها وهو من حوى هذه الجماعات التي كانت تطير إليه من كل البقاع بدعوى ضم المعارضة وفجأة وبين عشية وضحاها تتحول المعارضة إلى عصابات بمسميات مختلفة تحت لواء الإسلام وتصبح على قائمة المجاهدين، يقتلون ويعبثون بأنفسهم وبالآخرين في صورة مأساوية وكأننا نشاهد أفلاما للكيباو في العالم العربي.
إن ما نشاهده اليوم هو ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا من الزمن من أنه سيأتي زمن يصير فيه الحليم حيرانا من شدة وقع الفتن، وهاهو اليوم نشهد ملامح هذا الزمن، زد على ذلك ما يرشّه الإعلام وخاصة العربية والجزيرة من بهارات فاسدة أساسها المصلحة الذاتية وتطبيق أجندات مخربة للعقل البشري، إنها الكارثة بأتمّ معانيها، إن الإعلام اليوم لا يصلح أن يكون إعلاما بل إنه إجرام في حق الإنسانية لأنه يمارس أبشع صور الابتذال ونشر الأخبار الكاذبة والملفقة والبحث عن سفاسف الأمور ويجعلها من مهماته.
فكلما ظهرت مجموعة تربت وتسلحت في الغرب ثم جاءت للعالم الإسلامي لتنشر الرعب سارعت الأختان الجزيرة والعربية إلى الالتقاء بأعضائها وتصويرها كأنها الفرقة المنجية من عذاب الاستبداد والقهر الذي تعيشه تلك البلدان لتعبث هي في الأرض عن طريق التفجيرات والاغتيالات والأعمال التخريبية لأن لغة الخراب والقتل هي السائدة كما في العراق وليبيا ولبنان والبحرين وإيران والجزائر والمغرب ومالي وسوريا اليوم الذي دخلها بعبع القتل من حيث لا تدري ولم يكن لها يد فيها.
القتل لغة بني إسرائيل في حقيقتها، فهل أشعلها اليهود ومن شايعهم أم من كان وراءها، فتاريخ اليهود مليء بالقتل والعنف فهم لم يتورعوا عن قتل الأنبياء وبالتالي فليس مستغربا أن يكون اليهود وراء ما يحدث للعالم من تغيرات في بنيته، ولا غرابة أيضا أن ترى هذه المجموعات تسرح وتمرح بالسلاح وكأنه قوتها اليومي من أين يأتيها ومن يمدها ويسلحها إنه لأمر محير فعلا أن ترى ذلك أمام عينيك، ثم إن القسوة التي عليها هذه الجماعات يجعلنا نفكر مليا في تبعيتها للإسلام فالإسلام لا يبيح ذبح الإنسان من الوريد إلى الوريد وينهى عن الاعتداء على الآمنين والنساء والكبار والمسنين والأطفال، ويدعو إلى الرحمة والشفقة حتى على الأعداء، ما نشاهده فعلا صورا من الإرهاب لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد، نسأل الله السلامة والسلام في كافة أرجاء العالم.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة التغريب
- قصتي مع ذبابة
- ماذا لو تنحى بشار الأسد
- معركة الاستمتاع
- رسالة من السماء
- هل تتم المصالحة الفلسطينية؟
- الكويتيات متبرجات
- ماذا حققت المرأة التونسية بعد الثورة
- أزلام الإعلام يتحدثون
- البحث عن السعادة
- هل المرأة تفكّر؟
- طه حسين صناعة غربية
- هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟
- تبا للأمم المتحدة الفاشلة
- أمريكا جنت على نفسها
- الأنثى ليست عورة
- غشاء البكارة جزء من الشرف
- المرأة في نظري
- نوال السعداوي، امرأة ليس لها تاريخ
- الوهابية خطر على الأمة الإسلامية


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - لغة القتل تتواصل