أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - هل تتم المصالحة الفلسطينية؟














المزيد.....

هل تتم المصالحة الفلسطينية؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 00:44
المحور: كتابات ساخرة
    


هل تتم المصالحة الفلسطينية؟


في ظل المتغيرات الجديدة التي طرأت على الساحة الفلسطينية، هل تتم المصالحة الفلسطينية التي طال أمدها ولم يتحقق هدفها؟ فبعد الحرب الخاطفة على غزة والتي خلفت وراءها قتلى وجرحى ودمارا في البنية الأساسية، وجد الرئيس الفلسطيني نفسه في مأزق كبير أمام شعبه في رام الله، فهو بين أن يساند حماس في حربها مع الكيان الصهيوني أو أن يتهمها كالعادة بأنها السبب وراء هذه الحرب نتيجة الصواريخ التي تطلقها من غزة ولا تصيب أهدافها بالمرة ويكون ضحيتها دوما الشعب الفلسطيني.

هل تغيرت المعطيات هذه المرة؟ نعم تغيرت كثيرا، لقد فاجأت المقاومة الفلسطينية الباسلة العدو الصهيوني بنوع جديد من التصدي للاحتلال، فاجأت عدوها بالسلاح الجديد الذي يصل قلب تل أبيب وأحدث بلبلة في صفوف الجنود اليهود الجبناء الذين يخافون من ظلهم فضلا عن صواريخ تزأر فوق رؤوسهم.

ولقد تغير وجه الحياة في إسرائيل، ففاجأتنا كذلك بالتوقف الفوري للحرب والانصياع لمطالب القوى الجهادية التي فرضت نفسها هذه المرة ولم تتدهور ولم تتقهقر للوراء، لأنها قوى ملآنة بقوة الإرادة والعزيمة والإصرار على الانتصار مع إيمان قوي بأن الله عز وجل مع الضعفاء والمظلومين مهما تجبّر وتكبّر العدو وافتخر بزينته وقوته فهو لا شيء أمام قوة تعتمد على اليقين والاعتقاد الجازم بأن الله تبارك وتعالى معها، فسبحان الله كيف تردّى اليهود وتخاذلوا ونكسوا رؤوسهم واعترفوا أمام الملأ أنهم مهزومون، والدليل والبرهان قاطع ونراه بوضوح،إذ قدم ايهود باراك وزير الدفاع الصهيوني استقالته مباشرة بعد الهزيمة النكراء وبدا ضعيفا جدا أمام الرأي العام الصهيوني بل إنه اعتزل السياسة برمتها لفشله الذريع في التخطيط ومهاجمة حماس.

هذا الأمر كان دافعا مهمّا لأن يتحرك الشارع في رام الله ويعلن وقوفه إلى جانب الشارع الغزاوي ويواسيه في مصابه ويجبر القيادة الفلسطينية هناك أن تطلق تصريحات تختلف هذه المرة عن سابقاتها بعد أن أدركت يقينا أن المفاوضات مع إسرائيل عبثية وأن حماس على حق عندما اختارت نهج المقاومة.

ثم ظهر الرئيس الفلسطيني ليغيّر المحور عبر توجهه للأمم المتحدة لطلب العضوية غير الكاملة، وهنا فقط أحسّ أبو مازن أن شعبيته ستتدهور في الضفة وعليه أن يتحرك قبل فوات الأوان خوفا من انقلاب الشارع عليه ومطالبته بالرحيل كما هو في عديد البلدان العربية اليوم، ومن هذا المنطلق سارع بخطى حثيثة نحو نيويورك لتقديم الملف وكأنه قد تحدى إسرائيل بعمله هذا، وإن كانت إسرائيل اليوم مشغولة فعلا بدراسة الوحل الذي أوقعته فيه حماس المقاومة.

ورغم الألم والمحن والإحن التي أصابت القطاع جراء الحروب المدمرة والقنابل والصواريخ القاتلة، فإن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ساند بقوة خطوة الرئيس الفلسطيني رغم معارضته في الخطوة التي قبلها واعتبرها آنذاك عملا فرديا، فهو في هذه المرة عندما أحس بنشوة الانتصار على العدو الصهيوني بات الأمر في يد عباس أن يفعل ما يعجب حماس وإلا فإن الشارع ينتظره بفارغ الصبر ويبدو أن هناك مقايضة من الجانبين، ففي حين لم ينتقد عباس حماس في الحرب الأخيرة وأنها كانت السبب، نأت حماس بنفسها عن انتقاد عباس بل ساندته ووقفت بجانبه من أجل إحراز تقدم كبير في الأمم المتحدة.

ولكن رغم التقارب الذي حصل نسبيا هل تتم المصالحة بين الفرقاء؟ تاريخيا يستحيل ذلك رغم المجاملة في العبارات الأخيرة بين الطرفين، فكلما تقاربا ازدادا بعدا، والدليل الكمّ الهائل من الاتفاقات التي حصلت ووقع عليها الطرفان وعلى أعلى مستوى ثم ينقطع الحبل كل مرة وترجع الاتهامات وبدت بينهما الشحناء والبغضاء، ولعلكم تذكرون اتفاق مكة ثم اتفاق اليمن، ثم اتفاق القاهرة وكم من بلد حاول أن يصلح بينهما - وإن كان الصلح فيه خير- إلا أن المعطيات تدل على أن المتحاورين على طرفي نقيض، وحسب رأيي فإن حماس وفتح لا يلتقيان أبدا وإن ظهرا على شفا اتفاق فسرعان ما ينفض المجلس لسبب أو لآخر وتعود المياه إلى الركود والاصفرار.

حماس لها خطوطها وفتح لها مسارها، لا نقاط اتفاق بينهما في المبادئ فكيف يجتمعان؟ وكيف يتصالحان؟ فالأولى لا تعترف بحق دولة الصهاينة في الوجود والثانية تعترف وتتحاور معها وتتفاوض من أجل العيش بسلام معها، الأولى تعتقد أن نهج المقاومة هو السبيل الوحيد لاسترجاع الأرض المغصوبة والثانية ترى أن المفاوضات والمقايضات هي الطريق الأنسب للحصول على الدولة الفلسطينية، الأولى ترى أن عودة اللاجئين وإخلاء سبيل الأسرى مبادئ وطنية في حين أن الثانية تعتقد أنها أمور قابلة للنقاش فكيف يلتقان؟ وكيف سيتصالحان؟ وعلى أي شيء سيتفقان؟

لا أظن حتما أن المصالحة الوطنية الفلسطينية ستتحقق يوما، لأن الشُقة بين طرفي النزاع كبيرة والبون بينهما شاسع ولكن رغم ذلك يبقى مجرد رأي وقد تحصل المعجزات.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكويتيات متبرجات
- ماذا حققت المرأة التونسية بعد الثورة
- أزلام الإعلام يتحدثون
- البحث عن السعادة
- هل المرأة تفكّر؟
- طه حسين صناعة غربية
- هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟
- تبا للأمم المتحدة الفاشلة
- أمريكا جنت على نفسها
- الأنثى ليست عورة
- غشاء البكارة جزء من الشرف
- المرأة في نظري
- نوال السعداوي، امرأة ليس لها تاريخ
- الوهابية خطر على الأمة الإسلامية
- باراك أوباما الرجل الأعتى إلكترونيا
- ما الذي يحدث في بورما؟
- رفقا بالزوجات
- جامعة الدول العربية في موت سريري
- لماذا تطالب المرأة بالمساواة؟
- حمد اختفى وغليون استقال


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - هل تتم المصالحة الفلسطينية؟