أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - فوزي بن يونس بن حديد - قد شغفها حبّا














المزيد.....

قد شغفها حبّا


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 21:16
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


قد شغفها حبّا
فوزي بن يونس بن حديد
[email protected]
هذا المقطع جزء من آية كريمة عظيمة من سورة يوسف عليه السلام الذي تعرّض لمؤامرة عاطفيّة من امرأة عزيز مصر آنذاك، هذه المؤامرة بدأت خيوطها من مرحلة الإعجاب بوسامة يوسف عليه السلام الشديدة وقوّته وفتوّته وأخلاقه وأمانته، ثم تطوّرت شيئا فشيئا إلى أن وصلت مرحلة الهيجان العاطفي والعشق الممنوع، ومنها إلى محاولة الوصول إليه لإشباع نهمها وغريزتها الثائرة والهائجة أصلا، هذه المرحلة لا شك أنها مرحلة خطيرة، فالمرأة متزوجة من رجل يحكم مصر في تلك الفترة، ويوسف عليه السلام رجل صالح حماه الله عزّ وجل في صغره من كيد إخوانه الذين دبّروا الخطط المتوالية للتخلّص منه جسديا من أجل إبعاده عن أبيه الذي كان هو الآخر نبيا، وبوحي من الله عز وجل أدرك يعقوب عليه السلام أن لابنه شأنا عظيما.
وفي ظل هذا الهيجان، خطّطت امرأة العزيز لعملية إيقاع سيدنا يوسف عليه السلام في براثنها، فهيّأت له نفسها ولبست الثياب الذي يغري، واستغلت وجوده في البيت، وأبعدت زوجها وخدمها عن مسرح الجريمة، وأحكمت غلق الأبواب والنوافذ، وقد كان تعبير القرآن بليغا عندما عبّر عن ذلك بقوله تعالى: وغلّقت الأبواب، ثم ما لبث أن انتبه يوسف عليه السلام للمكيدة فقالت له: هَيْت لك، إني جاهزة لك أين أنت؟ علم يوسف عليه السلام أن المرأة جادّة في ما تقول، ويبدو أنها مستعدة لأن تخون زوجها في هذه اللحظة، وما كان ليهمّ بها وهذا هو التفسير اللغوي لكلمة همّ بها، فهمّت به وحاولت بكل الطرق أن تصل إليه وكان في كل مرة يهرب منها إلى أن قطعت قميصه من الجهة الخلفية، فعلم زوجها بعد ذلك أنها المخطئة لأن يوسف عرف عنه النزاهة والشرف والأخلاق الفاضلة، فلا يقع في مثل هذه الخطيئة، زد على ذلك أنطق الله صبيا في المهد ليعرّف الملك بمن كان وراء هذه الجريمة، ورغم ذلك لم يسلم يوسف عليه السلام من غيّها، فأمرت بسجنه أو يكون من الصاغرين، فارتأى أن يكون في السجن بعيدا عن نظرات امرأة العزيز وهيجانها العاطفي وعشقها الممنوع، ولذلك علّقت النساء عليها بقولهن: قد شغفها حبّا، ولكن ما النتيجة؟ جاء الجواب قارعا: إنا لنراها في ضلال مبين، لماذا يا ترى؟ أليس من حق الفرد أن يحبّ؟
لعلكم تذكرون الآيات السابقة للحدث، فالقرآن الكريم لم يعلق في البداية على المرأة عندما شعرت في نفسها بحالة من الإعجاب وهذا قد يحدث بين الناس جميعا، فقد يعجب المرء بأخلاق الفرد وأمانته وصدقه وعلمه وربما يعجب الرجل بثقافة امرأة وأخلاقها وأمانتها وصدقها وأنوثتها وهذا ليس فيه من الإجرام ما يستحق من العذاب، فكلنا معجبون بأمهات المؤمنين والصحابيات الكرام والصالحات من هذه الأمة، ولربّما صرح أحدهم لامرأة عالمة كاتبة مثقفة بأنه يحبها في الله، نتيجة هذا الإعجاب، فهو يعبّر عن شعور داخلي دفعه لذلك، وقد حدث في تاريخ الإسلام والروايات في ذلك متعددة ومنها على سبيل المثال ما قاله الإمام جابر بن زيد رضي الله عنه للسيدة عائشة رضي الله عنها: أحبّكِ في الله.
ومن خلال هذا القول نطرح مسألة فقهية هي: هل يجوز للرجل المؤمن أن يقول للمؤمنة إني أحبّك في الله، ومعنى ذلك أنني أحب أخلاقك وثقافتك وعلمك وجميع فضائلك شرط أن يقف عند هذا الحدّ، أما إذا تجاوز الحدّ المسموح به فسيقع لا محالة في المحظور، وأعتقد لا يقدر على ذلك إلا من بلغ من التقوى والورع منزلة كبيرة بحيث تكون نفسه محصّنة عن وساوس الشيطان وخطواته المعروفة.
على أننا سنشهد يوم 14 فيفري ما يسمى بعيد الحب المزعوم، ويتسابق المحبّون في العالم نحو الاتصال بمحبّيهم كيفما يكون دون مراعاة لأدنى فضائل الأخلاق، ويؤدي في النهاية إلى ما أدى بامرأة العزيز مع يوسف عليه السلام، الحب الشهواني يقود إلى الرذيلة وذلك ممنوع في الشريعة أما إذا كان الأمر يقتصر على الإعجاب فحسب ففي هذا الأمر كلام.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكشفت عن ساقيها
- لغة القتل تتواصل
- ثقافة التغريب
- قصتي مع ذبابة
- ماذا لو تنحى بشار الأسد
- معركة الاستمتاع
- رسالة من السماء
- هل تتم المصالحة الفلسطينية؟
- الكويتيات متبرجات
- ماذا حققت المرأة التونسية بعد الثورة
- أزلام الإعلام يتحدثون
- البحث عن السعادة
- هل المرأة تفكّر؟
- طه حسين صناعة غربية
- هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟
- تبا للأمم المتحدة الفاشلة
- أمريكا جنت على نفسها
- الأنثى ليست عورة
- غشاء البكارة جزء من الشرف
- المرأة في نظري


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - فوزي بن يونس بن حديد - قد شغفها حبّا