أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - في رحاب الفكر














المزيد.....

في رحاب الفكر


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4029 - 2013 / 3 / 12 - 16:17
المحور: كتابات ساخرة
    


في رحاب الفكر

فوزي بن يونس بن حديد

[email protected]

الفكر فضاء واسع يمكن السباحة فيه بعمق، وبوسائله نستجلي الحقائق ونصل الطريق، فهو يملك أجنحة مثنى وثلاث ورباع، وهو المسيطر على القلوب وعلى العقول، يختار من يستحقه فعلا، ويرمي من رماه في بحر لجي مظلم حالك لا يرى صاحبه إلا سوادا، سوادا لا يرى من خلاله النور في الأفق ولو لاح له كالنجم.

الفكر بحر عميق لا يخوض أمواجه إلا من كان ماهرا في السباحة، يستطيع تجاوز الأمواج العاتية بكل سلاسة، ويظل صامدا في وجه كل المفاجآت، هامته منتصبة، حركته متزنة، ينتبه لأدنى شبهة قد يتوارى خلفها من يكيد له، وينبغي أن يكون متسلحا بأدوات الإنقاذ إن هو تعرض لكدمات أو نائبات أو تعرّجات أو انفلاتات أو انكسارات، يهز رأسه معلنا النصر في وجه من ظن أنه قد مات وانتهى وانتفى.

والسابح في الفكر عليه أن يتزود ليس بالتقوى فحسب بل بالكيل من العلم والمعرفة وأن يعلم يقينا أنه يسعى وما يتمنى، وأنه يحيى بعد كل موت، وأن عليه إصلاح الأمور على وجهها الصحيح بدل من النقد الفارغ الذي لا طائل من ورائه، وعلى هذا الأساس كان الفكر سلاحا وكان التفكير مرْكَبا حسنا منه ينطلق المفكر باسطا جناحيه أو إن شئت مجدفيه أو ذراعيه ليصل إلى الهدف الأسمى سمو الملائكة، فلا يخدش الفكر ولا يتعسف في استعمال الحق ولا يعتدي على الغير ولا يضُر ولا يضَر، ساكنا في بحر علومه وبين ثنايا الكتب ينتقي من الحقائق ما يتوافق مع الوسطية ويرفض كل ما ينفر العقل ويسلب اللب ويرديه نحو الردى.

ويسوءني فعلا أن أرى أبناء أمتي لا يسلكون الفكر الوسط الذي جاء به ديننا الحنيف، فكرا معتدلا لا يشطح يمينا ولا يسارا، ولا يحجر العقل، بل جعل العقل دليلا على المعرفة، وكلما جنح بفكره يمينا تطرف وكلما زاغ به يسارا ضل ضلال مبينا وابتعد عن الظل الظليل، وهناك من يتكلم عن جهل ويدعي أنه يفكر بحكمة وينطق بحنكة ويتصرف بخبرة.

العالم يموج بمثل هذه الأنواع من الفكر، خذ مثلا إسرائيل تلك الدولة المحتلة لفلسطين تتصرف بدين ووفق ما يقوله الحاخامات المتشددون والمتطرفون، سادها التفكير العدواني ضد الفلسطينيين وغرسوا في أبنائهم عداء الإسلام والمسلمين، فكانوا طغاة مستبدين ومستوطنين حاقدين لا يعترفون بحق الإنسان في الحياة ومثلهم أيضا البوذيون في بورما حيث يقتلون المسلمين بلا هوادة انتقاما مما يعتقدون.

هذا الفكر الأهوج يقود البلدان إلى الاندثار ويجعلها تخوض معارك عنيفة ضد الاتزان والحكمة، فلا صوت للعقل بل الغالب فيه صوت الحقد والكراهية وحب الذات، فيتنازعون ويقتتلون ويفتكون ببعضهم لنعيش اندحارا كبيرا وانحدارا في الفكر يشبه فكر التتار.

ومع الأسف الشديد انضم المسلمون إلى هذا النوع من الفكر فأصبح لدينا من هو يمين ومن هو يسار، ومن تطرف لليمين ومن يتطرف لليسار، غير عابئين بالقيم والمبادئ التي جاء بها الإسلام ورسّخها في عهد النبوة وحث أتباعه على التشبث بها وعدم الحيد عنها قيد أنملة لتظل راية الإسلام خفاقة عالية، ولكن الزيغ بلاء، قد يظن المرء أنه يصلح وهو في الحقيقة مفسد، قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، فعلا لا يشعرون لأنهم لا يفكرون، ولا يعقلون لأنهم لا يفكرون، فالشعور مرتبط بالفكر المتزن، ومتى شعر الإنسان أنه يفكر برؤى ويعقل باتزان كان خليفة الله في الأرض، ولكن متى كان يحب البروز والظهور ومن باب خالف تعرف فإن فكره منحط، لا يرقى أن يعلو فوق رأسه شبرا.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقاحة جنسية
- البراءة تتألم
- قد شغفها حبّا
- وكشفت عن ساقيها
- لغة القتل تتواصل
- ثقافة التغريب
- قصتي مع ذبابة
- ماذا لو تنحى بشار الأسد
- معركة الاستمتاع
- رسالة من السماء
- هل تتم المصالحة الفلسطينية؟
- الكويتيات متبرجات
- ماذا حققت المرأة التونسية بعد الثورة
- أزلام الإعلام يتحدثون
- البحث عن السعادة
- هل المرأة تفكّر؟
- طه حسين صناعة غربية
- هل تصبح سوريا فلسطين ثانية؟
- تبا للأمم المتحدة الفاشلة
- أمريكا جنت على نفسها


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - في رحاب الفكر