أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ماهر علي دسوقي - اترك بصمتك على ثراها !!














المزيد.....

اترك بصمتك على ثراها !!


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 12:48
المحور: سيرة ذاتية
    




ما اجمل ان تبدا نهارك بخطى واثقة بين ورود تحيط بك من على شرفة تطل على حقل قريب يتزين بدوره بخضرة خاصة ، يزيدها زهر اذارالمتفتح بالوانه الزاهية المتباهية رونقا وجمالا ، وحسون قريب يعلن عن غداة نهار جديد ، وفاس مركونة على زاوية تنتظر الساعد والجبهة السمراء ليبدأ للارض عناق .

تهبط الى حيث اعتدت ان تكون صباحا بين الزيتون والتين واللوز والليمون والتوت ، تشمر عن ساعديك تمتشق بحفاوة خاصة "فاسك" ذات "العصا" القديمة التي سبق لها وأن خبرت سواعد الاجداد ، تطبع قبلة عليها برفق ودراية وكانك تقبل عرق من جاد على الأرض بكده وتعبه ، لتعليها بدورك الى السماء وتهبط بها الى التراب لتعيد احياء سنن الأولين في البذل والعطاء .

تتذكر كيف كنت يوما ترفع بذات السواعد الحجارة شابا لتلقيها على الأعداء ، لهذه نغمات ولتلك كذلك كيف لا والحجارة تاتي من بصمة الأرض حيث تنشد واياها سر البقاء ، فأسك تسارع للتراب احتكاك ، وتراتيمها تعيد للنفس الخير والرجاء ، تحطم القهر والملل والكسل وثقل اوزار الحياة وفي جوهرها مدعاة للانعتاق .


تكد تتعب تعمل.. وفي الافق راحة في ظل او فناء ، تسير على حواف الاثلام نحو زيتونة قريبة يقول العارفون بامرها أنها قد تجاوزت من العمر " قرنين ونصف" تتكىء عليها وتعيد تفحصها وكانك تراها للمرة الأولى ، فترسل بنظرك الى جذعها العريض "ملك" المكان ،تجاعيده "الشابة" تهديك الى سر الصمود والثبات ، تمرر يدك عليها من الاعلى للاسفل بهدوء شديد لتشعر بشيء غريب يجتاح نفسك وخلجات قلبك ، فتلمع براسك الاحداث والصور التي تعاقبت على المكان محدثة عن "تاريخ" لها مضى ..


هي غرسة بيد طفل كانت وضعت بعناية فائقة باشراف جد تمرس في الحياة والفلاحة والزرع والقلع ،رويت مطلع حياتها من نبع قريب على يد سمراء اختالت بثوبهاالمطرز بين اترابها به ، كانت تهلل كلما انزلت على الجذور والارض قطرة ماء …


مشاهد تتتابع .. من هنا مروا غزاة ، وبقربها استظل كل مقاوم ضد الطغاة ، الى جوارها دفنت من سقتها يوما ،والى جوارها "خفية" بندقية كانت أدمت لصوص الزرع الارض .. ووقفت "الزيتونة"عليها كالحارس الامين ، الى أن جاءت يد الاحفاد لتكمل المسير،وبين هذا وذاك من المشاهد… ترى في الارجاء بقايا حراك لمن زرعوا وفلحوا وعزقوا الأرض بحب ووفاء ، وكيف كللت بتعاقب الاجداد والابناء والاحفاد برعاية فأغدقت عليهم الزيت الوفير …

وبينما أنت في كل هذا يحط طائر عل أعلى الشجرة ليعلي للفناء نغم ، ترفع راسك نحوه لتتأمل التمازج بينه وبين الزيتونة ، فتمتلىء روحك شحنا وطاقة وتعود الى حيث توقفت لتعلي الفاس على وقع النشيد "والصفير" .. تقلع شوكا ترفع حجرا وفي الافق بصمة لك حتما ستثمر وتنير .. انها الارض يا هذا … مبعث العشق والامل والحياة ، فاغرس زنبقا وابذر قمحا اخلع شوكا تعش بحرية وعدل وكرامة .. واعد من اجلها النفير ..

واترك بصمة لك على ثراها ،قطعة من ثريا هبطت من سماها ، هي الأرض لا مفر من لقاها ، وخير اللقى ما كان شغافا ..



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفالنا ليسوا دمى لاوباما !!!
- ما لكم تكأكأتم هكذا!!
- هذا دهر يبرم منقوضا!!
- اوباما : كارتر استقبل يوما بالحجارة !!
- هل بمكياج يكون الطاعون دواء ؟!
- جنين.. نحن معك بمصابك الجلل !!
- زرع سنبلة ومضى !!
- كادح ومنافق !!
- شهيد يخاطب حفيد!!!
- الاغذية الفاسدة رياضة يومية!!
- يا اخا من غير أعرابنا وداعا !!
- وفاء طير!!
- القبور أحيا منهم !!
- الفقر في النفس لا في المال تعرفه !!
- الصورة ذات الاطار الفضي
- ثكالى نزف الوطن !!
- ألا من زلزال يعيد لنا الرشد!!
- حجر .. وصفية وناقلات الجند!!
- سامر ... وان تَشَعًبَ الخطر !!
- بالأمعاء الخاوية .. تُحفر الحرية!


المزيد.....




- شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس
- زاخاروفا تصف قرار برلين بإغلاق قضية مفتش القوات الجوية الألم ...
- مظاهرة داعمة لتل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بعد اتهام جنو ...
- في عين الإعصار ـ تنامي العنف السياسي يهدد الديموقراطية في أ ...
- هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية: تعرض سفينة لأضرار بع ...
- مصر.. أدلى باعترافات صادمة أمام النيابة بعد أن شنق زوجته (صو ...
- لحظة مؤلمة في ماضيك قد تزيد خطر إصابتك لاحقا بمرض خطير
- عقار جديد لإنقاص الوزن يتفوق على حقنة -أوزمبيك- في حرق الدهو ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط مسيرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم ...
- مصدر عسكري: القوات الروسية قصفت مطارا في بولتافا غرب خاركوف ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ماهر علي دسوقي - اترك بصمتك على ثراها !!