أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماهر علي دسوقي - هل بمكياج يكون الطاعون دواء ؟!














المزيد.....

هل بمكياج يكون الطاعون دواء ؟!


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 13:42
المحور: حقوق الانسان
    




خرج وسار بخطى متثاقلة من زيارة لأحد الأصدقاء بعد ان عاده واطمأن عليه بسبب وعكة صحية ثقيلة ألمت به مؤخرا ، لم يستطع أن يقدم له شيئا ... كلاهما في الهم سواء ، اندفع في سيره وهو يلوم نفسه على عجزه ، وبينما هو في هذيانه سابح استوقفه تجمع ما لغرض على ما بدى سياسي ، نظر من حوله وفي مخيلته مازال صديقه يئن طريح الفراش .. الفقراء كل يسعى لرزقه ويلاحق همه ، هذا يدفع عربة كبيرة محملة "باثقال" وقد ظهر عليه الاعياء ، واخر تسلق "سيبة" القيت على واجهة بناية مقابلة لميدان التجمع ، وثالث يتنقل بين الجمع لبيع بعض القهوة معليا النداء ....

كانت الخطب النارية الفارغة المعنى قد بدأت لتوها في الأثناء ، وانهمر رذاذ "البصاق" على بعض من اقترب أو تحلق حول المنصة المستطيلة التي امتلأت أيضا بمكبرات الصوت وكوابل الكهرباء ، البعض أخرج مناديله الورقية باكرا وكأنه على علم مسبق لما سيحدث ، على ما يبدو من تكرار الحضور لهكذا مناسبات ، فأعد للبصاق لقاء .. أكمل مسيره وأعاد النظر الى المفوه الخطيب بازدراء ...

الى متى ... تسأل بصوت يكاد يسمع .. ستبقى المنابر لهذا الهذر ويبقى هؤلاء ؟ عاد للمسير وقد قطع الكثير .. جدار لمتنزه لفت انتباهه .. جلس وأكثر من التنهد والهدير ، أخرج قصاصات ورق وأعمل عليها بقلمه ما جال بخاطره من تفكير .. يكيل الشتائم والنقد للخبثاء .. مشخصا باحثا عن الحكمة والعقلاء ...


ما لنا لا نعرف للسعادة طعما ولا طريق ، وان تعثرنا بفتاتها عبر بعض الخطى سرعان ما تغيب وكأنها من دروبنا أجليت جلاء ، يهيم القهر بفقراء البلاد ويعبث الفساد بالعباد لقيمات مغمسة تارة بالتلوث وأخرى بالهوان واحتلال يراكم احتلال ، وصدأ القضبان يزكم برائحته الأنفاس ويتسلل للعظام ليفتتها ويحيلها غبارا في الأجواء ...


في المحيط نقيق ضفادع يتلو ما تيسر سجعا "ايات" غير مفهومة لنا .. قيل على لسان زاحفة رقطاء أنها عن حقوق الانسان والرخاء ، ترجمة قد تكون مغلوطة ولربما هي تضليل لواقع معاش ... فمنذ متى تفهم هذه لغة تلك ، ومتى تغنت الضفادع لحقوق غير أسن الوديان والمستنقعات .. وان قالت بغير ذلك حرباء ...

يقف ابن اوى يمجد القتال شرفا ويشرح أبعاد النضال والكفاح ، يحدثنا عن "الديالكتيك" ويشرح القوانين " الثلاث" معيدا على مسامعنا التراكم الكمي ، ونفي النفي ، ووحدة وصراع الأضداد ، وهو لا يجيد غير التطفل والغدر والبعد عن الجد والتامر وقلة الحياء .. فهل يمسي التدليس علما وكيف للكذب أن يكون نقاء ؟


ابن عرس يخطب من على منبر مذهب يقول ما وصلت لهذا الا بالعرق والعمل الدؤوب والعناء ، ويشرح معاني العصامية والفضيلة والقناعة وكيف هي تستحيل قدرا عن وصل النهار بالليل تفانيا وعطاء ... وهو الذي لا يعرف عنه سوى الوقوف على منابر " البواليع" المطعمة بالقذارة والعفن وزنخ المكان والهواء ولا يجلب بحله وترحاله وحركته الا الروائح الكريهة والداء والوباء .. فهل "ببدلة" يتحول الطاعون دواء ؟!


هو ثعلب يسير بين أقنان الطير يتحدث عن الوحدة والتضامن معهم والاخاء ، يعلي الصوت ويحلف أغلظ الأيمان ويفيض بالشرح عن التقوى والطاعة والأيمان يحمل بيساره سبحة ومن الأخرى يدفع بسبابته لعنان السماء ... علما بانه المعروف بالخبث والتضليل والدهاء .. فهل بين هذا والطير الا أن يفطر عليه تارة أو يغزوها مساء ليسكت قرم جوعه ويحيلها لوجبة عشاء ؟


دجل وتدليس وخداع وخبث ويقولون ... من أجل الفقراء .. ألا تبا لهذا وذاك ولكل أصحاب الشعارات والخطباء ... الغل يعتمر الصدور فمتى ينفجر غضبا ويكون الجلاء ..... ألا أين الحكماء ؟!




#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنين.. نحن معك بمصابك الجلل !!
- زرع سنبلة ومضى !!
- كادح ومنافق !!
- شهيد يخاطب حفيد!!!
- الاغذية الفاسدة رياضة يومية!!
- يا اخا من غير أعرابنا وداعا !!
- وفاء طير!!
- القبور أحيا منهم !!
- الفقر في النفس لا في المال تعرفه !!
- الصورة ذات الاطار الفضي
- ثكالى نزف الوطن !!
- ألا من زلزال يعيد لنا الرشد!!
- حجر .. وصفية وناقلات الجند!!
- سامر ... وان تَشَعًبَ الخطر !!
- بالأمعاء الخاوية .. تُحفر الحرية!
- ربيع ويافا
- عكاز وحجر
- ناب زرقاء .. وجباه سمراء
- يافطة وجائع
- في المقبرة .. أكواخ وقصور !


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماهر علي دسوقي - هل بمكياج يكون الطاعون دواء ؟!