أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - يافطة وجائع














المزيد.....

يافطة وجائع


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 19:36
المحور: المجتمع المدني
    



يتردد كثيراً في البقاء بالمنزل، فما عاد يستطيع التعامل مع جباة خدمات الماء والكهرباء الذين يقلقون راحته يومياً بعد ان تراكمت عليه "ديون الفواتير"، دخل الآن عامه "الخامس" بلا وظيفة وبالكاد يتدبر أمره .

الهاتف كان قد ارتاح من رنينه بعد أن فُصلت الخدمة عنه منذ ثلاث سنوات، وأصبح يحتل مكاناً بلا أي معنى، مَثله كمثل سلة الخضار القديمة التي يحتفظ بها منذ ايام جدته.

يخرج صباحاً يتجول في مركز المدينة ومحيطها باحثاً عن عمل، وحين يفشل يعود " للتسكع" على الأرصفة المزينة بالورود وبحاويات النفاية السلكية الجديدة التي يعج ما حولها بالقاذورات، وكأن من القى المخلفات في محيطها يريدها ان تبقى جميلة خاوية؟!

هو لا يستطيع الولوج لأي مقهى، ذلك له تبعات، يمر امام باعة "الشاورما" و "الفلافل" يتذوق طعم الرائحة ويكمل المسير..

ذات يوم استوقفته يافطة مرتفعة مزينة بألوان العلم ، ويد شخص ممدودة وهو بكامل أناقته تعلو وجهه الابتسامة تقول: " يداً بيد لبناء الوطن" .. اخذ يتمتم بها وحاول جاهداً ان يجد لها لحناً مناسباً او يضيف بعض الكلمات لتأتي بسجع موزون، فشل .. فعقله معطل بفعل الجوع والبطالة..

ادار ظهره "لليافطة" وسار بضع خطوات الى الامام محاولاً اخراج ما قرأ من رأسه ، وفجأة وبسرعة البرق اخذت "الفكرة" حيزها في دماغه، وكأن صدمة اعادته لتفكيره.. كيف ليد ترتجف برداً ولا تملك قوتاً ان "تمسك" يداً اخرى ما زال "زفر الشحم واللحم والغلو " يعلوها ؟!

وقف حيث كان وصاح بأعلى صوته : كم تكلفة هذه اليافطة التي احتلت صدارة المكان؟ كيف يجرؤ اصحابها على استفزازنا بهذه الطريقة؟ دعونا نزيلها من مكانها .. وسارع عائداً باتجاهها ..

لحق به بعض من رهط تجمع حوله امسكوا به، وارتفع السخط والصخب .. انه على حق .. لا .. لا يحق له ذلك .. انه عاقل مهموم .. لا انه مجنون .. اتركوه .. لا امسكوا به .. وكنت بين الجمع .

وبعد ان هدأ الشأن قليلاً ، صاح بالقوم وقال:
كيف ليد أدمنت الفقر ان تعانق يد أدمنت القهر .. يد الفقر ويد القهر لا تلتقيان الا بصدام !

انسحبت الى الخلف قليلا، فحالي ليس بافضل من حاله لكني لا املك شجاعته ، مرددا قول الشاعر بشار بن برد:

وما خير كفِّ امسك الغلّ اختها وما خير سيف لم يؤيد بقائم
افٍ للجبناء من امثالي !!



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المقبرة .. أكواخ وقصور !
- -لوشيتا- والبسطة!
- عطر الزعتر
- أُرتِجَ الأمر .. فبان القهر !
- لا تَزْهَدَنَّ في معروف!!
- كلب ومواطن وحاوية!
- ثقل ربع قرن في كفي
- ناجي العلي تمرد على أبيس
- أَبَسَ عباس الكفاح المسلح
- جيفارا القدس .. ميلاد
- خبز مسرطن!
- الى الشيخ القرضاوي.. إليك سيرة القسام
- شتان ما بين نجم كوزوموتوا ونجم بن علي
- المشروعية الكفاحية في المواثيق الدولية بعد اوسلو
- طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير
- جالدو نساء السودان .. يجلدون!
- الشعب الامريكي اولى بالثورة على نظامه
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (6)
- في ذكرى يوم الارض .. عين على مجازر الصهاينة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (5)


المزيد.....




- غزة على شفا انهيار شامل: الاحتلال الإسرائيلي يواصل تدمير منظ ...
- في يومه العالمي.. تقرير يوثق زيادة صادمة في عدد ضحايا التعذي ...
- إيران تنفذ حملة اعتقالات وتعدم 3 رجال بتهمة التجسس لحساب إسر ...
- البرلمان العربي يؤيد دعوة فتوح لإغاثة شعبنا ويطالب برلمانات ...
- بسبب التنميط العرقي... المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين ...
- لوفيغارو: هل ما زال ممكنا إنقاذ الأمم المتحدة؟
- تفاصيل موافقة تشاد على إجراء امتحانات شهادة الثانوية للاجئين ...
- منظمة العفو الدولية في كينيا: قتلى وجرحى في احتجاجات مناهضة ...
- الأمم المتحدة تحذر: المخدرات تتوسع والكوكايين يقود موجة جديد ...
- الاحتلال حوّل سجونه ومعسكراته إلى ساحات لتعذيب المعتقلين


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - يافطة وجائع