أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (5)















المزيد.....

حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (5)


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 19:35
المحور: المجتمع المدني
    


حماية المستهلك الفلسطينية
1989 – 2011
تجربة شعبية رائدة (5)

حرب المبيدات الحشرية:

تعرف المبيدات الحشرية او الكيماوية، على انها المواد التي تستخدم لمكافحة الآفات الزراعية مثل الفطريات والطفيليات والميكروبات والقوارض وكذلك الأعشات الضارة، وهناك انواع مختلفة منها .. الخطيره جدا والمحظور استخدامها دولياً، والخطيره لكن يمكن استخدامها بحذر وبنسب معقولة تحت اشراف مختصين، والمقبولة بشكل عام والتي يمكن للمزارعين التعامل معها وفق ارشادات خاصة.

على ان ما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة، مغاير تماماً من حيث المبدا ، واصول التعامل مع المبيدات، فقد دأبت اسرائيل كدولة محتلة على اغراق الاسواق الفلسطينية بكل ما هو خطير وسام ومدمر من المبيدات الحشرية دون حسيب او رقيب، ففي الوقت الذي تشدد فيه "الدولة" العنصرية على مستوطنيها استخدام المبيدات من حيث الكم والنوع، وتدقق في ذلك تحت طائلة المحاسبة والملاحقة القضائية.. تترك الحبل على الغارب لشركاتها المصنعة او وكلاء تلك المبيدات لإدخالها الى "التجمعات" السكانية الفلسطينية.. مستغلة بذلك الاستهتار من قبل المتنفذين، واولياء السلطات بعمل المزارعين..

كما انها لجأت في حالات كثيرة الى تزوير المعلومات، او اعطاء معلومات مغلوطة عن تلك المواد .. وما ان يستخدمها المزارع الفلسطيني حتى يقع في المحظور دون علمه .. او بعد التجربة بكامل علمه .. وللأسف الشديد، وذلك لغياب الرقابة، والوازع الاخلاقي والقيمي والانساني وحتى الوطني.

ان التعامل مع المبيدات "القذرة" بشكل عشوائي ادخل المجتمع الفلسطيني في حالة ارباك كبيرة .. حتى عاد المستهلك الفلسطيني يسأل ما هي البدائل التي يمكن التعامل معها في ظل الفوضى القائمة ..وذلك اذا علمنا ان المعظم قد ترك ارضه التي اعتاد على زراعتها منذ عقود .. بعد ان اصبحت غير مجدية .. او لكونها صودرت من قبل الاحتلال .. او لكونها تقع على اطراف مناطق محاذية للمستوطنات او لكونها اصبحت غير صالحة للزراعة بفعل المياه العادمة والملوثات المختلفة القادمة من المستوطنات .. اضافة الى الاهمال الداخلي .. حيث وجد المزارع نفسه يستسهل العمل في البناء والانشاءات على زراعة ارضه .. طالما ان اسرائيل" توفر الخضار والاحتياجات الغذائية باسعار منافسة؟!
ان حرب الكيماويات التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني خطرة لأبعد الحدود .. فتأثيراتها تطال الانسان والنبات والحيوان والبيئة والمياه السطحية والجوفية في آن .. فهي تدخل في السلسلة الغذائية الفلسطينية وتزرع الامراض والمصائب على اختلافها .. وكل التركيز يكون على المناطق والاراضي التي تمتهن الزراعة نمطاً للعيش، كالاغوار وشمال الضفة الغربية .. وقطاع غزة .. علما بان المنتجات الاسرائيليه الملوثة بالمبيدات الضارة تجتاح الاسواق الفلسطينية من شمالها الى جنوبها ..

واكثر من ذلك فإن الشركات الاسرائيلية او بعض الشركات الدولية وعبر وكلائها الصهاينة .. يتعاملون مع المواطن الفلسطيني كحقل تجارب لكل ما هو جديد مما ينتجون من مبيدات ، تماماً كما تتعامل الكثير من الشركات العابرة للقارات مع مزارعي ومواطني دول العالم النامية او ما يسمى دول العالم الثالث ..!!

وقد اشتكى العديد من المزارعين للجنة حماية المستهلك عبر السنوات الماضية .. ان بعض الوكلاء للشركات الاسرائيلية يعرضون عليهم مبيدات غير معروفة او محظورة دولياً.. وباسعار منافسة جداً.. وعند تقديمهم شكاوي للجهات المعنية لم يجدوا الآذان الصاغية لذلك .. مما اثار استغرابهم ودهشتهم .. ووفق هؤلاء المزارعين الشجعان .. فان هذا الاهمال والفلتان والتقاعس دفع الكثيرين من ضعاف النفوس للتعامل مع تلك المبيدات .. خاصة اذا علمنا ان تكاليف الحصول على المبيدات "المقبولة" باهظة وتكلف المزارع الفلسطيني اكثر من 40% من اجمالي زراعته.

ويمكن بالإطار العام تقسيم المبيدات الى 3 انواع:
1- المبيدات الكلوروفية : وتتسبب بمشاكل مختلفة اهمها:
أ‌- التسمم.
ب‌- تبقى في التربة والمياه لمدة تزيدعن 35 سنة.
ت‌- لها قابلية الدخول الى الاجسام بسهولة عبر الخضروات والفواكه وغيرها .
2- المبيدات الفسفورية : وتتسبب بمشاكل متنوعة اهمها:
أ‌- خطيرة جداً على صحة الانسان.
ب‌- سريعة التحلل في الجسم وتد مر بشكل تراكمي الجهاز العصبي.
ت‌- ملوثة عالية للبيئة والثروة الحيوانية.
3- مبيدات كرياميت : لا تقل خطراً عن سابقاتها بسبب:
أ‌- تظهر آفات كانت غير موجودة .
ب‌- تنشط تكاثر بعضها الاقوى، وتصبح وباءاً كبيراً.
ت‌- تقتل الحشرات والمتطفلات النافعة مع الآفة المراد التخلص منها.
ث‌- تشكل خطراً على صحة الانسان وبيئته.

وهي بأنواعها المختلفة او لسوء استخدامها او لتزوير النشرات الخاصة بها تسبب مع الوقت امراض خطيرة وعجز واضح في بنية الجسم ، ومن ابرز الامراض: السرطان، العقم، العجز الجنسي، امراض الكلى، تليف الكبد، امراض الجهاز العصبي، والعيون ..الخ، لكون معظم المواد المكونة للمبيدات تدخل في تركيب الخضار والفواكه، خاصة المبيدات العصارية.. لتتراكم في الجسم مسببة انهياره التدريجي وعجزه .. فتهاجم النظام الوراثي لدى الانسان، وتسبب بطء الادراك وبلادة التفكير وشل الاطراف ونقص الخصوبة وهرمون الرجولة التستترون .. وقد كان من اللافت مؤخراً اصابة اعداد كبيرة من الشباب بين اعمار (18-25) بامراض الفشل الكلوي والعجز الجنسي بسبب النسب العالية من السمية في اجسامهم في ارجاء مختلفة من الضفة وغزة !!

وفي حوادث متكررة اشتكى مزارعون لحماية المستهلك خلال العقدين الماضيين ولا سيما خلال الانتفاضة الثانية، من انهم تعرضوا لخداع كبير ادى للقضاء على مزروعاتهم .. حين تعاملوا مع وكلاء محليين لشركات اسرائيلية .. زعموا ان لديهم مبيد خاص للقضاء على العناكب .. ليكتشفوا لاحقاً ان محاصيلهم قد احترقت او ذبلت تماماً، واصبحت كومة من اللاشيء .. وعند فحص تلك المبيدات تبين ان المحتوى ليس له اية علاقة بالعناوين الخارجيه.
حيث تحول مبيد العناكب المفترض الى مبيد للمزروعات، يحتوي على درجة عالية من السمية .. ويعرف باسم "السم البرتقالي" (2-4-D) وهي ذات المادة التي استخدمتها CIA في حربها ضد الثوار في فيتنام او (الفيتكونغ) لإبادة الحشائش والمزروعات والنباتات الطويلة ليتسنى لها كشف مواقع الثوار .. وقد نجحت هذه "التجربة" هناك وهي "تجرب" الآن على المزارعين الفلسطينيين للقضاء على محاصيلهم، ولدفعهم لهجرة الارض لتسهيل السيطرة عليها ومصادرتها ..

وقد ترافق هذا الفعل مع ظهور طائرات الرش الزراعية الصهيونية فوق المزارع الفلسطينية حيث كانت تلقي كميات كبيرة من المبيدات وعلى مساحات واسعة .. لا يعرف نوعها حتى الآن .. لتقضي على المزروعات وتلوث البيئة وتضرر بالثروة الحيوانية والمياه .. ولوحظ ايضاً ان روائح كريهة كانت تنبعث من الارض عند هطول الامطار ، الامر الذي ضاعف من مخاوف المزارعين والمواطنين؟!

وبالإمكان استعراض بعض المبيدات التي تتسرب من المستوطنات والاسواق الاسرائيلية الى المزارعين الفلسطينيين وحظر استخدامها دولياً او وضع تقييد على استخدامها ..





اسم المبيد المعلومات
ماتبجان مبيد فطري، ممنوع استخدامه دولياً يؤدي للاصابة بالسرطان، ويحدث تشوهات خلقية
بنلت مبيد فطري، حظر استخدامه دولياً، يؤدي الى تغيرات في الخلايات وتشوهات خلقية
ميثل بروميد حظر استخدامه، يلوث المياه الجوفية ويقتل الكائنات الحية النافعة في التربة
مارشال حظر استخدامه، بسبب الاضرار الصحية الكبيرة وخطرة على البيئة
التامرون مبيد حشري، سام جداً، حظر استخدامه في معظم دول العالم
الغاوتشو مبيد حشري، حظر استخدامه، بسبب الاصابة بالسرطان، ويراكم السموم في الجسم
وتطول القائمة في هذا المجال..

ان حرب اسرائيل القذرة على الشعب الفلسطيني عبر المياه العادمة ، والمواد الغذائية الفاسدة، والمبيدات الحشرية، مع التركيز على كل قضية منها ، تتسبب بمصائب كبيرة على المجتمع الفلسطيني، ليس اولها الاصابة بالسرطان، والتي تعتبر من اعلى النسب في العالم بالقياس الى عدد السكان .. ووفق معطيات المنظمات الصحية المحلية فإن ما يزيد عن 1000 وفاة تسجل سنوياً على اقل تقدير نتيجة له .. اضافة الى آلاف يعانون من جراء الاصابة به.

وفي ظل غياب الحالة البحثية العلمية المنظمة والميدانية المتابعة لقضايا الوفيات والامراض المختلفة الناتجة عن الملوثات والتسمم سواء المزمن او الحاد ، تبقى كافة الارقام والاحصائيات في اطار الحدود الدنيا .. علماً بأن هناك امراض قد تتراوح فترة الحضانة لها بين 10-30 سنة ، كجنون البقر على سبيل المثال .. حيث ضبطت العديد من المواد القادمة من اوروبا .. ابان شيوع المرض هناك .. وتنوعت من حليب مجفف، وسكاكر، ولحوم معلبة ، واجبان وخلاف ذلك .. وقد عبرت الاسواق الفلسطينية عبر وكلاء صهاينة وسماسرة بشر محليين!!

وبخلاف ما ذكر في المقالات السابقة، تبقى المستوطنات ايضاً مصدراً للكلاب المسعورة ، والضباع، والخنازير البرية ، والآفاعي السامة غير المعروفة في فلسطين ، وغيرها من الحيوانات المريضة او المفترسة التي تعتبر دخيلة على البيئة الفلسطينية .. هذا اضافة الى قطع الاشجار وحرق المحاصيل وتلويث آبار المياه .. وكل ذلك من اجل دفع المواطن الفلسطيني لترك ارضه ووطنه ..

ومن المفارقات ايضا التي يجب الاشارة لها .. ان اسرائيل دابت منذ سنوات الانتفاضه الثانيه على استخدام المياه العادمه والمجاري لتفريق المتظاهرين الفلسطينين برشهم بها عبر خراطيم مثبته على سيارات مصفحة خاصه .. وهي بذلك تكسب في اكثر من اتجاه..
1 تتخلص من قاذوراتها في ريف ومدن الضفه الغربيه
2 تهين المتظاهرين وتبقي رائحتهم كريهه لاكثر من اسبوع
3 تسهل عمليات الاعتقال
4 تكرس النظره الدونيه للفلسطينين
5 تشدد على ان الفلسطينين وارضهم .. بمثابة مكبات نفايات

فتأمل يا رعاك الله .....

ومع غياب الحاله الفلسطينية الحامية والرادعة .. سيبقى المواطن الفلسطيني وارضه ومستقبله .. عرضة لكافة الانتهاكات العنصرية الصهيونية ..ورجالات الفساد واللصوص واهل النفوذ...
يتبع ....
ماهر دسوقي
مؤسس حماية المستهلك الفلسطينيه



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتوى كَعِطرِ مَنشِم
- حماية المستهلك الفلسطينية تجربة شعبية رائدة 1989 - 2011 (4)
- في ذكرى جيفارا غزة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (3)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (2)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة
- بجس الحرية .. ليبيا
- الشيخ امام .. في التحرير ثورة في لحن
- سمة العصر .. إرادة الشعوب
- أبرهة النيل
- مليون ونصف دولار لكل مواطن مصري فقير
- كومونة فقراء القاهرة
- بو عزيزي سبارتاكوس العرب


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (5)