أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - الشيخ امام .. في التحرير ثورة في لحن














المزيد.....

الشيخ امام .. في التحرير ثورة في لحن


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 19:46
المحور: المجتمع المدني
    


الشيخ امام .. في التحرير
ثورةٌ في لحن
في اللحن ثورة .. إن حَسُن.. تماماً كما هو في الكلمة او البندقية .. فما أجمل اللحن الذي يتجلى بكلمات تنتمي الى جذور المجتمع .. فيحرك إيقاع الغضب ضد الاستبداد على سلم نغماته .. فيصنع ثورة الانسان على الظلم ..

وفي التاريخ ..لطالما خشي طغاة العصور البائدة ذلك .. تماماً كحال أمثالهم المعاصرين .. فلوحق اللحن ..وحاولوا حصاره لمنع انتشاره ..

ولضيق افقهم ظنوا بأنه جسم مادي ملموس ، يمكن احتجازه ومنع تأثيره .. على أن لحن الحياة الرافض للإستعباد انتقل / وينتقل بسهولة ويسر رغماً عن كافة مظاهر القمع ..من شخص لآخر.. فيعلوا في بيادر الحقول .. وحواشي الأرياف .. وساحات المدن .. وترتله حناجر الكدح بين ضجيج آلات المصانع .. ويتردد كتغريد الطيور على ألسنة طلاب المدارس والأطفال .. وتتغنى به ربات البيوت .. ويرفعه أحرار السجون ..

ليمسي لحن حياة لشعب بأكمله طامح للحرية والعدالة الاجتماعية .. وسلاحاً في وجه الاستبداد.. يهز أركان اباطرة .. وعروش ظلم متنوعة .. على اختلاف هيئاتهم .. وملامحهم ..وأطوالهم .. وألوان كراسيهم ..

ولكن البعض وإذ يبدأ بلحن التحدي للظلم والارهاب الداخلي، يعود لينقلب على ذاته تحت مبررات الاستمرار في موكب الحياة الهادرة .. فيغير من جلده كالأفعى .. او يتلون كالحرباء .. ويغير من تردد النغمات .. وينتقل من طائر الحرية المغرد الجميل في سماء الوطن .. الى غراب ناعق محتجز مذموم ..
فيصعد قطار النظام خشية على مصالحه وبقاء اسمه "لامعاً" في فضاءاته ..فيسقط في سخف الحالة القائمة ويتلوث تدريجياً في مدرج الصعود الى الهاوية .. ليصدق فيه قول ذاك الدكتاتور المستعمر نابليون بونابرت حين اشار: ان المرء يدافع عن مصالحه اكثر مما يدافع عن حقوقه ..... لينتقل في نهاية المطاف من صفوف الشعب... الى صوت النظام في وجه المضطهدين...

وفيما بدّل البعض ، ثبت آخرون ، وتميزوا وأبدعوا ، وتحولوا الى رموز لثورات عدة ، وعلى رأسهم وفي مقدمهم .."ملك الألحان" ..الشيخ امام . الذي لم يترك وزميله الشاعر احمد فؤاد نجم شاردة او واردة في مصر ، او بالقياس العام للحالة العربية ، الا وأنشدوا لها او عليها ..

فتسربت الالحان والكلمات من بين اصابع ادوات القمع كالماء .. فجاءت وحلت ضيفة على قلوب الملايين .. من خلف أسوار السجون ..وحارات مصر الضيقة والفقيرة .. فوصلت اركان العالم .. بإمكانيات متواضعة .

فتغنى بها احرار وفقراء فلسطين ، ولبنان ، والعراق ، والمغرب العربي والخليج ، ودول المهاجر على اختلافها ..

كيف لا وهي التي مجدت كفاح شعب فلسطين .. والقائد الاممي جيفارا ..وسواعد الكدح والفقر في الوطن العربي ..ورسمت صور الانتصار العالمي على الطغيان والفاشية .. كما فضحت اللصوص والحرامية .. واستهزأت بنيكسون والسادات .. فكانت أمضى من حدّ السيف على رقاب الطغاة والمغتصبين .
وأذكر جيداً "كيف كانت" تلك الألحان تُحَشّدُ النفوس على العمل الطوعي .. والتظاهرات الطلابية .. ومواجهة جلادي القهر في السجون الصهيونية .. خاصة بعد اقتحام الزنازين "ورشّ" الغاز السام على انواعه داخلها ..

ولم يكن غريباً على الاطلاق ان يتمثلها "محمود درويش" شعراً فيمجد اللحن المقاوم .. قائلاً ".. وخوف الطغاة من الاغنيات " .. فهي كلمات مستمدة ..وألحان جاءت ..من عمق الانتماء للثورة وارادة التحرر .. وهذان صنوانان متلازمان ..

فهي الحان وكلمات اذا. . تدخل اعماق النفس البشرية وتستقر رافضةً الاسفاف والعبث والهدم والتزوير ..

على أن الحان الشيخ امام التي كانت سيدة المكان ، وما زالت ..حركت الحاناً جديدة لعصر التنوير .. وان جاءت على شكل لحن جماعي مبهج مثير.. فما اروع ذلك اللحن الذي اخذ ينتقل من مكان الى آخر ومن بلد الى آخر بدءاً من تونس وبموسيقى خاصة تنشد .. "الشعب يريد اسقاط النظام " .. "الشعب يريد اسقاط النظام" .. فتحولت الى "ماركة بوعزيزية مسجلة" ..تماماً "كماركة"الشيخ إمام المفجرة لعروش الطغاة .. والمحركة لنبض الجماهير..

فإلى الشيخ امام في مرقده تحية تقدير .. فالحانه حركت الفقراء والشباب في ميدان التحرير .. وعصفت بطغاة العصر. . وأسقطت رمزاً من رموزهم يعتبر "خطير"..

وفي اللحن ثورة ومَعلَم بارز.. يا أولي الألباب كبير..



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمة العصر .. إرادة الشعوب
- أبرهة النيل
- مليون ونصف دولار لكل مواطن مصري فقير
- كومونة فقراء القاهرة
- بو عزيزي سبارتاكوس العرب


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - الشيخ امام .. في التحرير ثورة في لحن