حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (3)

ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 20:46
المحور: المجتمع المدني
    

حماية المستهلك الفلسطينية
1989 – 2011
تجربة شعبية رائدة (3)

إستكمالاً للمقالين السابقين، من ان المستوطنات الصهيونية تعتبر مشكلة مركبة، تتعدى كونها تقف على اراضٍ مصادرة، ومخاطرها تصل الى ابعد من ذلك .. تشير العديد من متابعات لجنة حماية المستهلك والمنظمات الأهلية وبعض الجهات ذات الاختصاص الفلسطينية والدولية الى مسؤولية "المستوطنات" لحد كبير عن توريد المواد الغذائية والدوائية غير الصالحة للإستخدام الآدمي الى الاسواق الفلسطينية .. ومن اجل ذلك جهزت خطوط انتاج خاصة لاعادة تغليف وتزوير تلك المنتجات الفاسدة وغير الصالحة للاستخدام .. ويمكن اعتبارها ايضاً مراكز متقدمة لتسريب المبيدات الحشرية الضارة بالانسان والبيئة والمحظور استخدامها دولياً خاصة فيما يتعلق بتلك المجموعة التي اطلق عليها "المجموعة الخطرة" من المبيدات وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية، هذا عدا عن اغراق الاراضي الزراعية والتربة الفلسطينية بالمياه العادمة والملوثة بكل المتبقيات السامة خاصة تلك المتسربة من المستوطنات الصناعية.

وفي هذه المراجعة لنا وقفة مع مخاطر المياه العادمة والملوثة للبيئة على المجتمع الفلسطيني..
حيث يمكن تعريفها بأنها المياه الناتجة عن انشطة بشرية مختلفة سواء كانت صناعية او زراعية او غيرها ، وتحتوي حسب نوع المصدر على ملوثات عضوية وغير عضوية وجرثومية وتتواجد على شكل مواد قابلة للترسب او هي مواد عالقة على شكلٍ غروي.

وفي الوقت الذي تكون فيه المياه العادمة المنزلية ذات لون مائل للإصفرار او داكن وتحمل بقايا طعام وقاذورات ومخلفات بشرية وما شابه .. فانها تحتوي ايضا على كميات هائلة من البكتيريا والفطريات والفيروسات وكائنات متعددة وحيدة الخلية ينتج عن تلوثها امراض خطيرة مثل التيفوس والكوليرا والتيفوئيد، علماً انه يمكن معالجتها وتحليلها ان وجدت مراكز خاصة لذلك، وعند مقارنة هذه المياه مع المياه العادمة الصناعية نجد ان الأخيرة تحتوي على مواد سامة وخطيرة ومن الصعب التخلص منها او ادخالها في طور التحلل الا بصعوبة بالغة وتحتاج لتقنية خاصة جدا.

وفي حالة الضفة الغربية.. ونتيجة الإنتشار الواسع للمستوطنات على اراضيها المصادرة ، والتي تنوعت بين مستوطنات زراعية وصناعية و سكانية فإن المشكلة تكون مركبة بالفعل،حيث تغرق هذه المستوطنات الأراضي الفلسطينية بكافة انواع المياه العادمة، من مياه الصرف الصحي ومياه المصانع المختلفة والمتبقيات الكيماوية .. التي تتدفق من النقاط الاستيطانية المختلفة والموزعة على ارجاء الضفة الغربية، وحيث ان معظمها يقع على اكتاف الجبال والمرتفعات والمناطق العالية فان حركة انسياب المياه الملوثة منها تكون سهلة ودون معيقات وشبه يومية ..

وتعتبر دون جدال ووفق كافة المقاييس الدولية مياه ملوثة للبيئة والتربة والمحاصيل الزراعية والمياة الجوفية والمياه السطحية، وتؤثر بشكل خطير ايضاً على الثروة الحيوانية، هذا عداك عن إضرارها بصحة المواطن الفلسطيني وتسببها بعشرات الأمراض الخطيرة ابرزها السرطان و امراض الكلى والكبد والرئة ، ويمكن ابراز حجم التلوث الناتج عن ذلك على النحو التالى:

اسم المستوطنة الاراضى الفلسطينية المتضررة
كريات اربع اراضي محافظة الخليل
شمعة عتنائيل منطقة السيل الخليل
بيطار قرية نحالين بيت لحم
دانيال قرية الخضر بيت لحم
افرات قرية الخضر بيت لحم
بركان قرية بروقين نابلس
ارائيل وادي المطوى وسلفيت
فيرد مخيم عقبة جبر/ اريحا
الفيه منشيه قرى قلقيلية
عيليه قرى طولكرم
عمانوئيل وادي قانا / نابلس
الخان الاحمر اريحا والقدس
بسجوت البيرة
جفعات زئيف قرى شمال غرب القدس
حلميش قرية النبي صالح/ رام الله
جيلو قرية الولجة/ بيت جالا

و هذا الجدول مثال بسيط على حجم الكارثة البيئية والانسانية التي يعيشها المواطن الفلسطيني في الاراضي المحتلة، حيث يمكن اعتبار هذا التوجه العنصري الصهيوني بمثابة حرب اضافية تشن على المواطن الفلسطيني في رزقه ورزق عياله وذلك من خلال اغراق ارضه الزراعية بكافة الملوثات الخطيرة والتي مع مرور الزمن قد تتحول الى مستنقعات آسنة لا يمكن اصلاحها او زراعتها وفق الامكانيات الفلسطينية المحدودة .
واذا علمنا ان 70 % من الشعب الفلسطيني يعتمد في مصدر رزقه على الارض وما تنتجه يمكننا ادراك حجم العدوانية التي تشن عليه هنا ، والسؤال المطروح: لماذا تصمت مؤسسات الامم المتحدة وحقوق الانسان الدولية على هكذا انتهاكات خطرة وهم الذين "اشبعونا" حديثاً وصوراً ومشاهد عن حماية البيئة؟!
على أن التقصير والإهمال لا يقتصر على هذه الجهات الدولية وحسب، بل ان السلطة الفلسطينية تقع على كاهلها مسؤولية كبيرة لحماية البيئة الفلسطينية من خلال قرع ابواب المؤسسات الدولية ليلاً نهاراً، اللهم الا اذا كان وراء الاكمة ما وراء.

ان حماية الانسان الفلسطيني وبيئته ومحيطه الاقتصادي والاجتماعي والمائي مسؤولية وطنية وانسانية ودولية يجب ان تأخذ مداها الواسع من كافة الجهات المعنية او الحريصة على حقوق الانسان.
.... يتبع
ماهر دسوقي
مؤسس حماية المستهلك الفلسطينية

#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات