أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماهر علي دسوقي - شتان ما بين نجم كوزوموتوا ونجم بن علي















المزيد.....

شتان ما بين نجم كوزوموتوا ونجم بن علي


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 01:47
المحور: كتابات ساخرة
    


في البطولة عبر ودروس، ومعالم للحياة بارزة، ورغم انها تكمن في جوانب كثيرة من حياة الانسان، وتتموضع في ثنايا قضايا قد تكون صغيرة وغير واضحة احياناً، الا ان في البطولة دائماً كلمات تقال، وفي فرادة بعضها تتكسر الاقلام، وفي حضرة رموزها الاحياء منهم، او من رحل شهيداً، لربما ايضاً ترتجف الابدان.

والبطولة كمفهوم قد تتنوع اوجه تعريفها، لكنها في اغلب الحدس القدرة الكامنة والظاهرة في آن على اتخاذ القرار في اللحظة المناسبة لخدمة القضايا الانسانية الكبيرة، واكثرها تجلياً وخلوداً هو الموت في سبيل ما تعتقد لخدمة الآخرين.. فهي بلا رتوش وضوح في التفكير وتضحية في سبيل اعلاء فكرة او مبدأ ولإظهار قدرة على مواجهة عدو فاشي عنصري يمتلك من القوة ما يجعله يظن من خلالها بانه غير قابل للهزيمة.

وللبطولة لدى الشعوب المضطهدة والمستعمرة ، اهمية عقائدية وتاريخية وقومية ووطنية، وتتجلى اهميتها من كونها المصدر الرئيسي لشحذ الهمم ، وزيادة الوتيرة الكفاحية لمنازلة الاعداء، ولا عجب في ان الجهود العكسية المعادية تبذل من اجل شطب ومسح كافة معالم البطولة لدى الشعوب المنهوبة والمظلومة، بل واكثر من ذلك فان هناك "مثابرة" مترامية الاطراف لاستبدال رموز البطولة الحقيقية، باخرى مزيفة، على نمط "ابطال" هوليوود.

هو بوذي المنشأ، ياباني الاصل لا علاقة مباشرة له بالصراع العربي الصهيوني، واكثر من ذلك فان اسرائيل الفاشية لم تحتل اي شبر من ارض وطنه الصغير، اليابان، ولا أي متر من ارض وطنه الاكبر لبني جلدته من العرق "الاصفر" لكنه وما ان ادرك الطبيعة العدوانية للامبريالية المتوحشة والمتعطشة للدماء، وما صنعت في بلاده عام 1945، بعيد انتهاء حرب الرأسمال الكو نية الثانية، من دمار وقتل في هيروشيما وناجازاكي، عبر القاء القنابل الذرية على المدنيين الآمنيي، ومهادنة نظام بلاده لذلك، حتى ثار على الجبن والاستكانة، واعلنها صرخة مدوية ورفاقه ضد الاستكبار والاستبداد، فلوحق في وطنه بطلاً، فتجذر الانتماء الطبقي والانساني لديه..

حمل كوزوموتوا، او كما يطلق عليه تحببا "كوزو" ومعه بعض من رفاقه ما تيسير من ادوات الكفاح.. واتجه نحو فلسطين المحتلة في 30/5/1972، وما ان حطت قدماه ارض مطار اللد حتى اعمل سلاحه في جنود الصهاينة وأمن المطار، فأدماهم بما لا يقل عن (100) ما بين قتيل وجريح.

استشهد اثنين من رفاقه، وقدرت له الحياة.. ليعبر تجربة غاية في الصعوبة والوحشية على مدار (13) عاماً من السجن ذاق خلالها الصعق بالكهرباء والضرب الشديد والتعليق وسحب الاظافر والحبس في زنزانة انفرادية حتى اصيب بانهيارات عصيبة وصلت الى حد عدم التعرف على ذاته..
وإبان هذا كله، اخرج ذات يوم في منتصف السبعينات الى ما يسمى بالمحكمة العسكرية، فوقف شامخاً ينتظر قول مغتصبي فلسطين.. واذا بالحكم مدى الحياة مركب، اي بعد موته يوضع في ثلاجة ولا يدفن حتى يعاد النظر في امره.. فقال عبارته المشهورة : "اذا مت سأتحول الى نجم في السماء"، فهذا هو البطل اذا وهذه هي التضحية بامتياز.

وشاءت ارادة النضال الفلسطيني ان يخرج "كوزو" من اسره الانفرادي في 25/5/1985 ، عبر عملية تبادل الاسرى التي اشرقت عليها ونفذتها الجبهة الشعبية – القيادة العامة، ليستقر مع امراضه الجسدية والعصبية نتيجة التعذيب والاهمال في علاجه على مدار سني اعتقاله في لبنان..

الا انه ورغم مرضه وضيق حاله عاد وأدخل السجن، لكن هذه المرة على يد عرب الردة، تحت ذريعة دخوله الاراضي اللبنانية بشكل غير شرعي، وقضت محكمة رفيق الحريري بحبسه في 15/2/1997، لمدة (3) سنوات، الامر الذي ضاعف من حدة مرضه، فبات لا يعلم كيف يأكل!! وخلال هذه المدة القهرية طالبت حكومة اليابان السلطات اللبنانية تسليمها "كوزو" لا للعناية به، بل لتنفيذ حكم بالاشغال الشاقة كان صدر بحقه في اليابان اواسط السبعينات.. ولولا تدخل شرفاء لبنان لسلم الى اليابان.. افرج عنه في 2/3/2000، ومنح اللجوء السياسي بعد ضغوط كبيرة.. الا انه اصبح غير قادر تماماً على التعامل مع نفسه او الآخرين، الامر الذي دفع بعض المهتمين به للتكفل برعايته، وهو الى الآن ورغم كل القهر والذل والسجون والاحكام يبتسم ويردد "اذا مت سأتحول الى نجم في السماء"..

وفي مقابل هذه البطولة اللامتناهية.. تقف في الجهة المقابلة وعلى نقيض منها الخسة والوضاعة والنهب والجبن واللصوصية.. فحين كنت اخط هذه السطور لفت انتباهي خبراً مر سريعاً.. أوردته وسائل اعلام عربية واجنبية مختلفة تحت عنوان "بن علي يملك نجماً في السماء يحمل اسمه" ونصه على النحو التالي:

"كشفت وثيقة نشرها المعهد الروسي للفضاء، ملكية زين العابدين بن علي الرئيس التونسي المخلوع، نجماً يحمل اسمه قام بشرائه منذ سنوات.. فيما اشارت اللجنة الوطنية التونسية لتقصي الحقائق والتي اوكلت لها مهمة البحث وحصر الممتلكات غير المشروعة للرئيس المخلوع وعائلته، انها عثرت على شهادة غريبة وفريدة من نوعها في احد ادراج مكاتبه، تؤكد الملكية الحصرية لنجم يحمل اسمه في كوكبة العذراء "يلمع كل ليلة" موثقة رسمياً في سجلات المعهد الروسي للفضاء بتاريخ 2/9/2009.. كما وتظهر الشهادة خريطة تموضع نجم بن علي في السماء ورصد تحركاته بشكل دوري".. انتهى نص الخبر.

ما رأيكم دام فضلكم بعد هذا ..
بمناضل بطل لا يملك قوت يومه .. فقد قدرته على كل شيء، وبالكاد ينطق الكلمات، وما هو بعربي او مسلم او زعيم.. يعاند جلاديه بأن سيتحول الى نجم في السماء بعد موته.. وبرئيس دولة عربية مسلم سرق شعبه واغتصب حقوقهم وداس على كراماتهم وباع وطنه، يشتري نجماً باموال الشعب التونسي لتخليد ذكراه القذره ولقهر معارضيه وابناء جلدته..

فأي نجم هذا الذي تشتريه يا بن علي.. لقد سقطت عن كرسيك ومن عليائك الطاوسي وطردت من بلدك طرداً مذموماً الى حيث القت .. وسقط نجمك معك يا سارق لقمة عيش الفقراء..

لكن انظر الى هذا الياباني البطل الذي عاش فقيراً ومر على فلسطين مرور الكرام كبيراً، لا يملك في جيبه سوى منديل ورقي ليزيل بعض من لعابه السيال على اطراف فمه .. كيف تحول الى نجم حقيقي في سماء النضال العالمي .. وسيتحول ايضاً الى نجم حقيقي في سماء الكون بعد رحيله بكفاحه وبطولته لا بأموال الشعب المسروقة..

كوزوموتوا عاش التضامن مع فلسطين على اتم صوره بدمه وصموده وعنفوانه، وعاش التضامن الانساني مع الشعوب المقهورة بأجل صوره فاستحق ان يكون بطلاً ومثالاً وانموذجاً لم ولن ينسى.. وتحول لنجم ساطع..

اما زين العابدين فعاش اللصوصية بأذم صورها فسرق وقتل وباع ومر على بلاده مرور اللئام فدحر منها وتحول الى مذموم مطارد لشعبه واحرار العالم .. فشتان ما بين نجم كوزوموتوا البطل ونجم بن العابدين اللص.

كوزو سنتذكرك يا من أنرت لنا طريق الكفاح ..وسنتطلع اليك وأنت تضيء لنا سماء الحرية..



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروعية الكفاحية في المواثيق الدولية بعد اوسلو
- طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير
- جالدو نساء السودان .. يجلدون!
- الشعب الامريكي اولى بالثورة على نظامه
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (6)
- في ذكرى يوم الارض .. عين على مجازر الصهاينة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (5)
- فتوى كَعِطرِ مَنشِم
- حماية المستهلك الفلسطينية تجربة شعبية رائدة 1989 - 2011 (4)
- في ذكرى جيفارا غزة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (3)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (2)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة
- بجس الحرية .. ليبيا
- الشيخ امام .. في التحرير ثورة في لحن
- سمة العصر .. إرادة الشعوب
- أبرهة النيل
- مليون ونصف دولار لكل مواطن مصري فقير
- كومونة فقراء القاهرة
- بو عزيزي سبارتاكوس العرب


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماهر علي دسوقي - شتان ما بين نجم كوزوموتوا ونجم بن علي