ماهر علي دسوقي
الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 19:54
المحور:
سيرة ذاتية
عطر الزعتر
ماهر دسوقي
نزلت الى حقلها القريب ، حملت على كتفها الفأس، توشحت بزينتها اليومية شال مطرز وثوب العمل اليومي، كان الصباح جميلاً ، عاد الدفء اليوم.. قالت في نفسها ، امطار الخير كانت كافية وزيادة لإنعاش كافة البذور والأشتال الشتوية، التي نثرت او زرعت قبل انهمار الخير.
تفقدت ما زرعت ، اعادت بعض الحجارة التي وقعت عن جدار قريب، نكشت هنا وهناك، ازالت بعض الحشائش ، وما حملته الرياح من اوساخ اثناء العاصفة عن زرعها.
رسمت اثلاماً جديدة لزرع يتهيأ لعناق الأرض ، احتضنته بعناية ورفق ، طبعت قبلة على كل شتلة وغرستها، وعلى وجهها مثلت الابتسامة، وعدها الزرع بالخير القادم.
في زاوية من الحقل "قن" للدجاج، تفقدته وازالت ما لا يلزم ، جمعت بعض "البيض الطازج" ووضعته برفق بسلة خاصة. توجهت نحو البئر ، القت نظرة سريعة فشعرت بسعادة غامرة.
هي تكمل ما كان زوجها قد بدأ به قبل ان يرحل عن الدنيا مبكراً، تجمع الثمار وبعض ما تقدمه الارض لإفطار او غداء او عشاء..
جمعت بعض الزعتر والميرمية والنعناع والخس والبصل، الصغار سيكونون سعداء "بوجبة" تأتي من الارض مباشرة، هم يساعدونها ، وما زالت تردد على مسامعهم .. كلما عشقتم الارض اكثر زاد انتماؤكم للوطن وتجذر .
عادت الى المنزل وشرعت بتجهيز ما يلزم ، وعطر الزعتر يفوح من كفيها.
في البيت الفخم المجاور لبيتها سيدته ما زالت امام المرآة تضع المكياج والزينة وتتعطر "بالبيرفيوم" الباريسي !
#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟