أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماهر علي دسوقي - ناجي العلي تمرد على أبيس














المزيد.....

ناجي العلي تمرد على أبيس


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3440 - 2011 / 7 / 28 - 00:15
المحور: حقوق الانسان
    


ناجي العلي تمرد
على أبيس..
ماهر دسوقي

اعتبرت القضية الفلسطينية ، اوهكذا يعتقد، بأن لها مكانة خاصة لدى الكثيرين، حيث تأتت خصوصيتها من طبيعة الصراع الضاري الذي يخوضه الشعب الفلسطيني ضد العدو الاقتلاعي العنصري الصهيوني المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رئيسي وقوى الاستعمار العالمي عموماً..

واذ تميزت القضية لهذا البعد، فإن هناك من تميز من القادة والأشخاص والفنانين على مدار سنوات الصراع الطويلة، ولربما يأتي في مقدمة هؤلاء الفنان الفلسطيني المبدع ناجي العلي، الذي امتشق ريشته كبندقية مقاتل شرس يدافع عن حقوق شعبه في الوجود والحرية والعودة والعدالة الاجتماعية.

لقد حضر ناجي العلي بقوة عبر ادائه الفني "الأدبي" الخاص لدرجة الفرادة، بل ان الفن بضمونه الأدبي المقاوم قد تجسد شخصاً مقاوماً عبر العلي ذاته، ولا غرابة في ذلك خاصة وأنه من كابد اللجوء والتشرد وحياة المخيم والفقر والاقتلاع من الأرض التي احب.

الفن بمضمونه انساني، نعم، لكنه ايضاً اذا لم يرتبط بعمقه الوطني يصبح مجرد أداء يبعث على السرور ان حسن او مُفرغاً لقهر ما في لحظة ما .

ناجي سليم العلي، ابن قرية الشجرة الفلسطينية الواقعة ما بين طبريا والناصرة في الأراضي التي احتلت عام 1948، اراد لفنه ان يكون خاصاً لخصوصية القضية التي يعيش، فخط بريشته المتمردة معالم الذات الوطنية بكل ابعادها فتصدى لمن تنازل او فرط، وأعلى من شأن البندقية وحق العودة، ومن قيمة قتال "اسرائيل" ومقاطعة الولايات المتحدة الامريكية، وعزز بفنه الأصالة والانتماء.
لقد انطلق "ابو خالد" من نظرة واقعية صرف، حيث رأى ان الفلسطيني انما يسعى تلقائياً الى العودة والاستقلال وطرد الغزاة، لا لىمهادنتهم، وهو اذ اقتنع بذلك اكد ان السبيل الرئيسي لذلك لا يكون الا بالبندقية الواعية والقيادة الحكيمة، لذلك تراه يركز على ذلك في معظم رسوماته لغرس هذا الاعتقاد في نفوس الاجيال الفلسطينية المتعاقبة.. ففلسطين بالنسبة له هي الحياة التي سطى عليها حثالات البشر من انحاء العالم، فهي الجليل بشموخه، وعكا بأسطورتها والنقب بلهبه، والسهول بخضرتها، والقدس بتاريخها، ويافا ببرتقالها، وغزة بكبريائها، والضفة بعنفوانها .. انها معادلة الوطن التي تحتاج الى اداة ثورية خاصة ليتسنى الانتصار.

فتمرد على العروش "الزائفة والواقع المهزوم للبعض، ولم يتراجع، فعاش حياة بسيطة متواضعة باصالته "الفلاحية"، ورفض عبادة "أبيس" او تقديسه مما اثار عليه عاصفة من الحقد والملاحقة والتضييق والتهديد والحصار .. ولم يخضع!!

شمخ ومعه حنظلة وفاطمة، رفيقا دربه، وأعلنها واضحة بأن لا للمأبلة الوطنية، وأن لا لمن يتاجر بالوطن وأن لا لمن يسعى لشطب البندقية والمقاومة .. فازداد عليه الحقد والتآمر.. فدبر له أمر بليل؟!

ففي الثاني والعشرين من تموز واثناء سير ناجي العلي لمقر عمله في لندن، حيث دفع اليها، قام احد القتلة والمدفوع من قبل من استمرأ الفساد فلسطينياً باطلاق النار على رأسه .. ليدخل بعدها بطل الفن والمقاومة الفلسطينية في حالة غيبوبة كاملة حتى تاريخ استشهاده في 29/8/1987.

وما بين الثاني والعشرين من تموز والتاسع والعشرين من آب دأب القتلة على انتظار اعلان وفاته لحظة بلحظة .. وما ان اعلنت حتى قرروا دفنه في لندن وليس في مخيم عين الحلوة الى جانب والده كما كانت وصيته الى حين عودة عظامه الى فلسطين.. فأخافهم في حياته وأخافهم في موته.

رحل ناجي العلي جسداً ولم ترحل افكاره، فرسوماته باقية وهي اكثر من (45) ألف رسم كاريكاتوري يتداولها القاصي والداني، وستبقى تطارد القتلة والفاسدين وتجار الاوطان.

قتلوك يا ناجي العلي وما من تهمة لك سوى عشق فلسطين وكره الاعداء والفساد، قتلوك ودفنوك بقبر انجليزي يحمل رقم (230191)، وما احببت يوما الا ان تدفن في ثرى فلسطين.

ستعود عظامك الى حيث ولدت يوما وتدفن لتخرج حياً من جديد كزعتر بري..

ناجي يا من رفضت المجد المؤثل للأشخاص واردته لفلسطين وكفاح شعبها .. ها انت تحظى بذلك وبامتياز من شعبك ومحبيك .. فاقبل ذلك .. نكاية بمن قتلك !!

انها مسيرةُ رائدٍ اراد الحياة لوطنه فأرادوا له الموت !!



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَبَسَ عباس الكفاح المسلح
- جيفارا القدس .. ميلاد
- خبز مسرطن!
- الى الشيخ القرضاوي.. إليك سيرة القسام
- شتان ما بين نجم كوزوموتوا ونجم بن علي
- المشروعية الكفاحية في المواثيق الدولية بعد اوسلو
- طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير
- جالدو نساء السودان .. يجلدون!
- الشعب الامريكي اولى بالثورة على نظامه
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (6)
- في ذكرى يوم الارض .. عين على مجازر الصهاينة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (5)
- فتوى كَعِطرِ مَنشِم
- حماية المستهلك الفلسطينية تجربة شعبية رائدة 1989 - 2011 (4)
- في ذكرى جيفارا غزة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (3)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (2)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة
- بجس الحرية .. ليبيا
- الشيخ امام .. في التحرير ثورة في لحن


المزيد.....




- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ماهر علي دسوقي - ناجي العلي تمرد على أبيس