أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماهر علي دسوقي - خبز مسرطن!














المزيد.....

خبز مسرطن!


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 23:11
المحور: كتابات ساخرة
    


دأبت السلطة الفلسطينية منذ ان قدّر لها التحكم ببعض الارض والانسان في الضفة الغربية وقطاع غزة - وفيما بات يعرف بمناطق الحكم الذاتي - على تعمّد اهمال قضايا الناس وهمومهم اليومية والحياتية والوطنية الأبرز، وفي مقدم كل ذلك الغذاء والدواء وحسن تقديم الخدمات العامة.

"لا أدري" لماذا لم اتفاجأ حين سمعت عن مصيبة جديدة في الأسواق الفلسطينية، ليس لأنني متشائم بطبيعتي، او لكونهم قد سبق لهم وأن تطاولوا على لقمة عيشي، وإغلاق منافذ العمل التي خبرتها وخبرتني منذ سنوات، بل لأن المتتبع العادي كان يدرك بل وينتظر مصيبة او فاجعة جديدة .. بعدما ما هاله من قضايا فساد طالت ووصلت الى الطحين الفاسد والدواء الفاسد والحليب الفاسد واللحوم الفاسدة والحلويات الفاسدة والجبن الفاسد والزيت الفاسد والخضار الملوثة والفاسدة.. وإذ بها الآن فضيحة من طراز ثقيل وعالٍ بل ومجلجلة ، مواد وأصباغ ومضافات مسرطنة تدخل في صناعة الخبز والكعك والقرشلة وما شابه بمعنى آخر لقمة العيش الرئيسية التي تبقت للكثيرين بعد ان ارتفعت معدلات الفقر والبطالة والجوع ومستويات المعيشة العامة.

ان هذه القضايا قد تبدو من بعيد مختلفة عن بعضها البعض لكنها في حقيقة الأمر متشابهة بتشابه اصحابها السابقين والحاليين والقادمين قطعاً .. فهم اصحاب الياقات البيض وملابسهم ثمينة وقمصانهم من حرير وشعورهم مسرحة بعناية فائقة، حتى لو كانت على شكل شعر اصطناعي "باروكة" وهم ايضاً من ادمن على "البودي كير" و "المونيكير" .. ويتنقلون بسيارتهم الفارهة ويقطنون "فيلات" او قصور بعضها اقيم على مناطق اثرية بل وزينت حدائقهم بتلك الآثار.. ومعظمهم يحمل الـ VIP المحلي منه او الاجنبي.. وطعامهم وشرابهم ودواؤهم يأتيهم "ديليفري" وهم لا يعرفون أين هو مدخل سوق الخضار في مدينتهم ..

اما المتضررون فهم غالبية الشعب الفلسطيني من بائع البسطة والموظف وربة البيت والكادح والفلاح البسيط والعامل ..الخ

إنها الطبقية بروحها ، بدمها ، بشحمها ولحمها تسير امامنا ، لإغاظتنا رافعة شعاراً يقول "اكبر قدر ممكن من المال والثروة وبغض النظر عن الوسيلة او الطريقة"، انهم يستهزأون بأهل الكدح الذين لطالما بحثوا عن لقمة عيش نظيفة ، هؤلاء القتلة يدخلون السموم الى الاسواق ليتناولها البسطاء .. فهم أهل السلطة والنفوذ.. وسائر العباد حشرات لا بد من التخلص منها لو اقتضت الضرورة..

ورب العباد ، لو حدثت هذه القضايا في بلد يحترم انسانية مواطنيه لاستقالت حكومته فوراً ولربما احرق بعض الوزراء انفسهم مداراة لما اتهموا به من فساد ، ولكن طالما اننا نعيش في بلاد لا تحترم انسانية مواطنيها فأعتقد جازماً ان رشنا بالمبيدات السامة من قبلهم قد اقترب .. خاصة اذا شعروا ان جيوبهم وخزائنهم وآبارهم قد امتلأت عن بكرة ابيها بالمال.

لقد اهلكونا حديثاً ودعاية عن شفافية الرجل "سلام فياض" ومهنيته ودرايته في البناء ومكافحة الفساد .. واذا حقاً كان الأمر كذلك فإن أول خبر يجب ان يسمعه الشعب الفلسطيني والآن هو تقديم الاستقالة والرحيل عن مقاليد السلطة ، بل إن المطلوب ايضاً ومن الرئيس محمود عباس ان يقدم استقالته ليس بسبب "المفاوضات المتعثرة" لربما، بل من اجل خبز اطفال فلسطين الذي بات ملوثاً ومسرطناً.

وبعد،
ان الغريب في الأمر ان مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الانسان وما يسمى بفصائل اليسار صامتة كصمت القبور!! فهل لهذا الصمت ارتباط ما مثلاً بمصادر التمويل او شروطه ام بسبب الخوف والرهبة من نفوذ اهل السلطة والسلطان؟ أليس هم من تداعى بأكثر من مناسبة لعقد ورشات العمل في افخم الفنادق محلياً وعربياً ودولياً لنقاش قضايا وحقوق الانسان الفلسطيني .. ام ان السير في الشوارع الآن عبر تنظيم مسيرات حاشدة من قبلهم قد يغبر ملابسهم الانيقة والممولة؟!

ان جمهور المستهلكين الفلسطينيين مطالب الآن بإعلاء صوته لرفض وإدانة بل ومحاسبة كل من تطاول على حليب اطفالنا ودوائنا وخبزنا، فقضايا الفساد من هذا النوع لا ولن تسقط بالتقادم ، ونحن اذ ننتظر حراكاً شعبياً واسعاً لنرجو ان يكون ايضاً فاعلاً ومؤثراً لتغيير ملامح الصورة الفلسطينية التي باتت ملوثة بفعل فاسدين ومافيا لا دين لها ولا مبدأ ولا ضمير..



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الشيخ القرضاوي.. إليك سيرة القسام
- شتان ما بين نجم كوزوموتوا ونجم بن علي
- المشروعية الكفاحية في المواثيق الدولية بعد اوسلو
- طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير
- جالدو نساء السودان .. يجلدون!
- الشعب الامريكي اولى بالثورة على نظامه
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (6)
- في ذكرى يوم الارض .. عين على مجازر الصهاينة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (5)
- فتوى كَعِطرِ مَنشِم
- حماية المستهلك الفلسطينية تجربة شعبية رائدة 1989 - 2011 (4)
- في ذكرى جيفارا غزة
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (3)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة (2)
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989 - 2011 تجربة شعبية رائدة
- بجس الحرية .. ليبيا
- الشيخ امام .. في التحرير ثورة في لحن
- سمة العصر .. إرادة الشعوب
- أبرهة النيل
- مليون ونصف دولار لكل مواطن مصري فقير


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماهر علي دسوقي - خبز مسرطن!