يوم تولد الشمس علينا أن نفطم القمر

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1163 - 2005 / 4 / 10 - 12:40
المحور: الادب والفن
    

يوم تولد الشمس يحضر الشعراء رضاعتهم ويفطمون القمر الذي صار جنديا في فوج مشاة ..
ويوم دق نفير الحرب ..الورد ارتدى غطاء الرأس وجلس قدام الجامع ينتظر صلاة الغائب
المندائيون افترضوا العطر شامة على خد النجمة ..
والمسلمون رأوه دمعة على خد السجاد
بوذا قال : العطر نقطة ضوء تسبح في كلمة
ويسوع سماه مفترق الطريق
أمي أكلت صحن الرز كله
وقامت لتنام في حضن أخي الجندي
في داغستان الجبال بحجم قبلة
في مسقط تشكوا ظفار من لمعان الرمل والعطش البورخيسي
في بغداد النيون خجل من غزل الأمريكي
لنقل أن الحرب شماتة
وأن العطر البارود الذي تستخدمه العرائس لفض بكارة الشرق
لو كنت ملكا
لبعت إفلاسي في الفاتيكان
ولطبعت على خد البابا قبلة السمكة السومرية
أنا غارق في التأويل
وليس معي سوى قميصي وسدارة نوري السعيد
بهما اشتكي من بريطانيا وأداعب تسريحة ديانا وأنشد في باحة كنيسة كانتبري مواويل داخل حسن ووحيدة خليل والبيتلز ..
الطريق إلى بابل يمر عبر خد برايمر
والى سريري عبر دمعة أمي
أنا الذي قسمني الهاون إلى قسمين
وأهلي استلموا ثمن شهقة الخوف سيارة تويوتا
يوم تولد الشمس
زهور الكاردينيا تمسك مظلات المطر وتغني في الساحة الحمراء أغنية ديستوفسكي المفضلة التي يحفظها على ظهر قلب أهل الكحلاء وصنعاء وأيرزونا . أغنية بحجم حبة البطاطا تصلح عنوانا لإنشاء الأبله وهو يذهب إلى مدرسته في الاتجاه المعاكس ليصل بسلام إلى مزبلة التأريخ وهناك ينام مع هتلر بوسادة واحدة.
ستضحك حبيبتي وستسألني أن كان دستوفسكي مدرجا في بطاقة التموين أم انه تبعية .
ما لفرق بين القيصر والدفتر؟
حتما سيكون قلم الرصاص
يوم نحرت قلبي الحرب
دمعة عمتي صارت برتقالة وحنجرتها ترامبيت نحاسي
عزف عليه موزارت طفولة النمسا وتعال خلسة كي نتعانق بشوق يا حبيبي
رحمة بنا نحن الذين نقبع في خانة النسيان
هاجرتنا المودة وجنودنا في حروب الردة أولئك الذين لا يخافون الله
أشباه السلاحف
يمشون بخطوة بطريق ويلحسون الدهينة ويضحكون على سباب خالتي أمينة
يوم قالوا لها أن القمر باع عفش بيته وذهب ليسكن اللطيفية ..
كم من الهوى ضاع أيها الساعي إلي الهيجا بخير سلاح
همنغواى سيريك روح الفكرة في مصارعة سمكة قرش
به ستشتري قرطاسا وقلم وسوية أنت وأبى نؤاس ستكشفون ألاعيب الخمرة وتمضون بالهوى اللعب إلى هيام الفكرة والرجل الذي دفع الفطرة لأن شيكاغو لا تصوم ..
يوم ولدت الشمس ..
النجمة القطبية أرتدت زينتها واحتفلت بسقوط الوهم
من أن الحياة هي التي تصنعنا
والحق كما يقول مايكوفسكي نحن الذين نصنع الحياة
وحين تكون هناك حروب وأنين شهيد
سأشكو العقيد إلى الله
وأطعم دموع أمي خبزا وعصيدة
وغير ذلك
جبال داغستان لاتشبه جبال لبنان
بل تشبه كآبة أبي
يوم خسر الداربي
واحالته البلدية على التقاعد
يموت الناس في الليل دائما
فيما يكون موت الفراشات في المساء
أنا أتصور الموت لسعة برد نرتديها معطفا ونذهب بنا إلى السينما
هناك نشاهد التانغو الأخير في باريس
وكيف تملئ المؤخرات بالزبد وكيف تتحول أوربا إلى فأر ميت
أما أنت أيها الطيب جاك بريفر
فلقد تعلمت من دعاباتك الخضر أن لا ارحم سرير امرأة ، دائما أعالج اللهفة بالسيف وشفتيها بجمر المطال
الروح لا تنوح بل تموت مع أول همسة لحرب..
الروح كائن ثلجي
يذوب حين نفتح نوافذنا على الرغيف
وعندما نقول الشعر تتحول إلى غصن من آلاس يظلل بالرحمة كل الناس
ولدت الشمس
وكانت القابلة المأذونة فرجينا وولف
التي انتحرت بعد أن أكملت لف القماط على خاصرة الجنوب
كان المهد شبابنا
ويوم قررت الشمس الذهاب إلى المدرسة
رجونا هيجل أن يهديها أفكارا للإنشاء والغناء وديالكتيك المطرقة
أما هوش منه فقد أهداها لفافة تبغ وناي
وحده جون كيندي أهداها معطف زوجته جاكلين
لبسته فشعر العالم بالبرد
آه أشاه
كل يموت على هواه
وحدي ..
في الغرفة أرسم رجلا يتوسل إلى ليلاه
وليلاه تركب مدرعة تابعة للمارينز
لحظنها من سيكون أول المنتحرين
أنا أم القمر أم جيفارا ؟

أور السومرية في 10 أبريل 2005

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل