أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - التجسد














المزيد.....

التجسد


نافذ الشاعر

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 18:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عقيدة التجسد يقصد بها أن الإله تحول إلى بشر لفترة من الزمان، وعندما يريد المسيحيون مجادلة من يخالف هذه العقيدة، يقولون: هل الله قادر على التجسد أم غير قادر؟. وهم يظنون أنهم بهذا السؤال يحرجون المسلم الذي يعتقد بقدرة الله المطلقة على كل شيء، ولكن الإجابة بلا أو نعم، ليست هي صيغ الإجابة الوحيدة للإجابة على الأسئلة، لأن هناك صيغ أخرى للإجابة عن أمثال هذه الأسئلة وهي هل يجوز لله أن يتجسد أو لا يجوز عليه أن يتجسد؟ وهذا كمن نقول هل يجوز للرئيس أن يتحول إلى كناس، يكنس الِشوارع، أم لا يجوز؟ فالرئيس عندما يتحول إلى كناس لابد له أن يقوم بدور الكناس تماما، يؤدي ما عليه من حقوق، ويأخذ ما له من الواجبات.. فلا يصح من الرئيس أن يمثل دور الكناس لساعات، ثم يعود إلى كرسي الرئاسة يمارس دور الرئيس، فإن تحول إلى كناس، لابد أن يستيقظ مبكرا، ليكنس الشوارع، ولابد أن يسمع الاهانات من السكان، ولابد أن يطلب البغشيش من الناس، ثم لابد أن يعيش فقط بهذا الأجر الذي يناله من هذه المهنة..
وعلى هذا لو تحول الإله في فترة من فترات التاريخ إلى إنسان، لجرى عليه كل ما يجري على الإنسان، فلابد أن يمر بمرحلة الطفولة والرشد والشباب والكهولة والموت.. ولابد أن يبدأ جاهلا لا يعلم شيئا ثم يبدأ يكتسب العلم شيئا فشيئا، ولابد أن يكون تصوره وخياله في هذا العالم فقط، لا يعي ما يدور في عالم الغيب، أو ما وراء الطبيعة، ولابد له أن ينام كما ينام الإنسان فيغفل عن كل شيء، ولو أخذته سنة أو نوم ولو لبرهة من الزمن، لفسدت السموات والأرض، ولاضطرب نظام الكون كله..
إذن لو تجسد الإله لسرى عليه كل ما يسري على الجسد الذي تجسد فيه، وهذا ما أشار إليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أن مَلَكُ الْمَوْتِ أُرْسِلَ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ!.. قَالَ: فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَهْ قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ.." رواه الإمام مسلم.

إذن ملك الموت عندما تجسد في هيئة بشرية سرى عليه ما يسرى على البشر، حيث أثرت فيه اللطمة ففقأت عينه. ولا يمكن أن يعود إلى هيئته الملائكية الأصلية إلا أن يعود الجسد الذي تجسد فيه كما كان دون أي عيب.
وهذا ما حدث مع الملائكة الذين جاءوا بالبشرى إلى إبراهيم عليه السلام، فقدم لهم إبراهيم الطعام فلم يأكلوا منه، كما يقول تعالى: (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام، فما لبث أن جاء بعجل حنيذ. فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط) هذا يدل على أن الملائكة لم تآكل الطعام لأنها لو أكلت الطعام لتعذر عليها أن تعود إلى هيئتها الملائكية حتى تتخلص من كل ذرة طعام دخلت في جوفها وهذا يكون فيه مشقة وتعب..

ونجد أن مفهوم التجسد المسيحي أيضا هو الذي استمدت منه هوليود فكرة أفلام الرعب أو الأكشن، حيث نجد الشخص السوبرمان، يتحول في لحظة من اللحظات إلى كلب أو خنفسة، متى اقتضى الأمر، ثم يعود إلى السوبرمان في نهاية الأمر.



#نافذ_الشاعر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
- الصلاة الربانية وسورة الفاتحة
- في سيناء (سيرة ذاتية)
- السلام العالمي والإسلام
- غموض الشعر بين الحداثة ونظرية ابن خلدون
- أهل الكتاب
- السحر والعلم والشعر في سورة الشعراء
- مفهوم الحسنة والسيئة في الإسلام
- تأثر أحكامنا بالجمال
- الدروز في القرآن
- التشابه بين الثورات القديمة والمعاصرة (2)
- التشابه بين الثورات القديمة والمعاصرة (1)
- العلاقة بين الترجمة والتمثيل
- مفهوم الميثاق في سورة المائدة
- مفهوم الفتح في سورة الفتح
- التعرّف لا التعارف
- دوافع التطرف في العصر الحديث
- البهائية ونشأت العقائد الدينية
- كيف تنشأ العقائد الدينية (الشيعة نموذجا)
- خلق لكم من أنفسكم أزواجا


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نافذ الشاعر - التجسد