أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - خذني الى موتي














المزيد.....

خذني الى موتي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 15:37
المحور: الادب والفن
    


خذيني إلى موتي
زياد خداش

هناك ثلاثة أنماط من القصص في هذه المجموعة، النمط الأول وهو القصة العادية، وفيها يتحدث القاص عن نفسه وبصورة مباشرة تماماً، كما هو الحال في قصة شتاء في قميص رجل، فهنا يصف القاص نفسه برأس "اجعد وبانه مدرس" وسمى بطل القصة زياد وهو عين اسم القاص وعين أوصافه، لقد تحدث زياد في النصف الأول من القصة عن المكان وفي نصفها الثاني عن الإنسان وهي من القصص الجيدة إلا أن الكاتب عندما تحدث عن وفاة أب وأم الطفلة جعلها تبدو أقل واقعية مما أضعف حبكتها، فلو ترك الكاتب الحديث فقط عن الصداقة القديمة ما بين أم الطفلة والبطل لكان ذلك رائعاً، إلا أن التطرق إلى وفاتها أضعف القصة، وما يميز هذه القصة الجمل القصيرة التي استخدمها الكاتب واللغة السهلة والشيقة فيها.

أما القصة الثانية فهي

" الطيون والجنود وأنا" في هذه القصة أيضاً تحدث الكاتب عن شخصه، فاسمه زياد وغير متزوج حتى الآن ويقيم في مخيم الجلزون، وما يميز هذه القصة هو الربط ما بين المكان والحبيبة إلا أن المباشرة في حديث الجندي "عليك أن تذهب إلى البيت الآن و تتزوج يزياد فورا وتنجب أولادا، وتحضرهم هم إلى هنا حتى نتهمهم برشقنا بالحجارة" وكذلك حديث القاص عن الطيون الملقى على الأرض ، كان فيه مبالغة مما أضعف حبكة القصة.

والقصة الثالثة التي جاءت ضمن هذا النمط، هي قصة" بعينين باردتين،" والتي يمكن أن نطلق عليها قصص الواقعية القذرة، فالوصف لعملية الجنس "عارية كانت تنام على ظهرها صعدت على الطاولة، تمددت فوقها لا يميز بين العظم واللحم بين المخبوء والمكشوف، اجتحت كل زواياها" "سلة قمامة، لم امسح منيي عن الطاولة"، " طعم للجنس بجانب مزبلة بعيدة، في صف مبتل بالطباشير" وما يعيب هذه القصة كسابق أخواتها، أن أضيف إليها حدث غير مبرر مما أضعف حبكتها، وكان هذا واضحاً من خلال خروج البطل إلى مكتب المدير لمسح مخلفات العملية الجنسية، فهذا الأمر غير منطقي في مثل وضمن هذه الظروف.

أما النصف الثاني من القصص هذه المجموعة، مزج الكاتب بين الواقع العادي والواقع المضخم، بحيث يبدو هذا التكبير في القصة بمثابة رمز، ويمكننا القول بان هذا النمط من أفضل الأنماط في هذه المجموعة، ومن الأمثلة عليها قصة جنون القمر، حيث استطاع الكاتب الربط ما بين القمر والحب والموت والدبابة، ومن أروع الصور التي وصفها في قوله "الصيف لم يعد صيفاً، صار رعداً تداخلت الفصول، خان الشتاء أمطاره، ووقع في غرام الصيف" ومن خلال استخدام الجمل القصيرة استطاع القاص التألق والوصول قمة الإبداع في هذه القصة من المجموعة.
أما قصتي "حشرة عمياء يقودها طفل" وقصة " امرأة هاربة " فهي من ذات النمط الذي مزج الواقع والواقع المضخم بحيث يبدو في بعض الأحيان خيالا، إما النمط الثالث في هذه المجموعة فهو القصص السريالية، ويمكننا القول بأن بقية المجموعة القصصية تبدو كحلم تماماً، وأفضل مثال على هذا الأمر قصة "مدينة تضحك رجل صامت"، فقد جعل الكاتب من الجميع مجرد ضحاك بسبب أو بدون سبب مما جعلها فعلاً حلم بعيد تماماً عن الواقع، وقد كتب القاص ضمن هذا النمط السريالي قصة من الواقعية القذرة، وهي قصة "رقصتها الأخيرة"، التي تحدثت بصورة قذرة عن الجنس ما بين الابن من جهة والام بالرضاعة وزوجة العم من جهة أخرى، فهذا الموضوع من المحرمات في مجتمعنا، والتطرق إليه فيه من القسوة الشيء الكثير، وفي قصة"لا بأس أنا هنا" جاءت لتؤكد الحديث عن المحرمات مرة أخرى، فالجنس بهذا الوصف فيه الكثير من الاستفزاز، فعملية وصف الأخ وهو نائم فوق أخته "بطن على بطن" من الصور التي لا تقبل بتاتاً، كما أن حديث الكاتب واستخدامه الكلمات " لا عادة صياغة مؤخرتها. مؤخرتك يا سيدتي رزقي اجمل خطأ إملائي واجمل منه قابليته للتصحيح فقط بباطن كفي" مثل هذه العبارات غير الأدبية بحاجة إلى صياغة جديدة، وما يميز هذه القصة أيضاً الحديث عن الحيوانات وخاصة القذرة منها كالفئران والسحالي والعقارب والعناكب.

واخيراً نقول بأن أهم ما يميز هذه المجموعة هو جملها القصيرة وتنوع أسلوبها من الواقع إلى مزج الواقع بالخيال ومن ثم الكتابة بطريقة السريالية، ونحن نتساءل لماذا كتب القاص عنها (نصوص) وليس قصص علماً بأنها تضم كافة عناصر القصة، وإذا استثنينا قصة" المرأة الهاربة" التي بحاجة إلى ربط الكلمات الأخيرة مع بعضها وكذلك مع كلمة أطراف، نجد بقية القصص كاملة وليس بحاجة إلى أي تساؤل.



رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ملاذ الشاعر من الواقع
- الرفض في القصة الفلسطينية
- شيطان في الجنة هنري ميللر
- بسام عويضة والربيع العربي
- رحى الحرب قسطنطين سيونوف
- الاحياء والاموات
- قصة الرعب والجرأة
- الانسان اللآلي
- الخندق الغميق سهيل إدريس
- قلادة فينسي
- ام سعد
- صورة (صورة الروائي) مرآة الضحية والجلاد
- لغة الماء عفاف خلف
- لعبة المتناقضات في رواية - إنهم يأتون من الخلف
- وادي الصفصافة
- لغة الماء غفاف ىخلف
- من اجل غدا افضل
- رواية الاشباح
- جدارية درويش والنص الاسطوري
- رسائل لم تصل بعد


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - خذني الى موتي