الانسان اللآلي

رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 22:06
المحور: الادب والفن
    

الإنسان الآلي

كاريل تشابيك

عندما نقرا هذا العمل المسرحي نشعر بأهمية الفكرة والعظمة الإنسانية التي سمحت لهذا العقل أن يبدع ويبكر مثل هذا الخيال الجامح، لقد تم كتابة هذا العمل في 1920اي قبل 90 عاما كاملة ولكن العمل والمؤلف استطاعا البقاء وبقوة رغم الهوة الزمنية البعيد لكتابة المسرحية، ونحن من هذه الزاوية نؤكد تفوق هذا العقل الأوربي عن غيره، حيث انه سمح ودعم مثل هذه الأفكار ـ المجنونة ـ في ذلك حين وأصبحت ألان حقيقية، لا بد أن نصف العلاقات الغربية بالميثالة فهناك العديد من العثرات و الهفوات التي تحدث داخل العلاقات الإنسانية إلا إن الغرب في النهاية سمح للكثير منها بالعمل والتفاني والتألق مما جعلها حاله متألقة تعتز بها الإنسانية، وما يؤلمنا نحن العرب وخاصة الفلسطينيين أننا ما زلنا نفكر بعقلية الأب الوصي العارف القادر المتحكم بكل شيء فله أن يقتل الفكرة من خلال منعها أو محاربتها بكل الإمكانيات والوسائل التي يتحكم بها الأب الحاكم، ورغم حديث هشام شرابي المتكرر والمتعدد لهذا الموضوع إلا أننا ما زلنا في فلسطين نعمل بعكس المنطق، و بعقلية البطريرك الذي له السلطة الدينية والدنيوية علينا، وله أن يضع هذا في أقبية الموت أو يرفع ذاك إلى اعلي علين .
إن أهمية هذا العمل تكمن في أنها أخذت الفكرة الماركسية ( عالم خالي من الفقراء) إلى ابعد حد وأقرت انه من المستحيل الوصول إلى هذا العالم ـ الفاضل ـ على الكرة الأرضية، فطبيعة البشر تتناقض مع الحياة الميكانيكية ولا يمكن أن تلتقي معها ، ومهما حاول الإنسان إن يغير من واقع الحياة فان محاولته ستبوء بالفشل، ولكن لا مانع من إجراء المحاولة والعمل بها، وهذا المؤلف يعتبر نقدا صريحا لنظام الرأسمالي الغربي الذي لا يفكر إلا بالربح وتحقيق المكاسب المادية رغم الدمار والخراب الذي سيحل على البشرية، و هو يصف هذا النظام ( الر؟أسالي) بأنه الجهة الأبرز التي تعمل على دمار الأرض وانهيار العلاقات الإنسانية.
أما على صعيد تأثر المؤلف بالأفكار السابقة فهناك تلاقي مع فكرة السفينة التي أقلت الناجين من الطوفان زمن نوح عليه السلام و هاهو يعمل بعين الطريقة ليقل الناجين على سفينته، كما إن مطالبة الآليين للحصول على سر الحياة يتوازى مع فكرة جلجامش للحصول على سر الحياة، ومع أنها عند جلجامش فكرة بسيطة تكمن في عشبه فأنها هنا معقدة تكمن في البروتو بلازم والخلايا وغيرها، كما إن نجاة هيلينا و بريموس من الآليين و انطلاقتهم على سطح الأرض تتماثل مع الفكرة الدينية عندما خلق الله ادم وحواء ثم انزلهما الأرض بعد الخطيئة، فهناك كانت الخطيئة ـ الأكل من الشجرة المحرمة ـ وهنا معرفة الآليين بالتركيبة الإنسانية ـ التي أوجدها الله فيهم ـ مخالفة لتركيبتهم الآلية

رائد الحواري

#رائد_الحواري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات