أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - غربلة المقدسات بين الدين والسياسة














المزيد.....

غربلة المقدسات بين الدين والسياسة


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1160 - 2005 / 4 / 7 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الطبيعي أن لا يقتصر مشروع غربلة المقدسات على تاريخ الأديان، والرموز الدينية،أ و الفقهية، أو على
دين بحدِّ ذاته فالضرورة تقتضي أن يتكامل الجهد على كل ما هو مقدس في التاريخ الإنساني بهدف كسر
الحواجز المعيقة لعملية تقدم المجتمعات المتخلفة والإسهام في استجلاب المحِّفزات التي من شأنها أن تراكم
معرفة الإنسان التي وحدها تجعل حركته نحو الأمام أكثر انسياباً، وواقعيةً، وتقدماً.
في تاريخ الناس السياسي، مقدسات، ورموز مقدسة، كما هو الحال في تاريخهم الديني، ومن نافل القول: إن
الواجب المعرفي التكاملي يقتضي غربلة التاريخ السياسي ورموزه المقدسة مثلما يقتضي غربلة التاريخ الديني
ورموزه المقدسة.
لقد تلَّبست الأديان المتأخرة في حياة البشر الأولين و التي لجأ مبدعوها إلى معينٍ غيبي في نقلة زمنية مكانية
عبقرية بكل المقاييس أبعاداً سياسية تجلَّت في محاولات- فشل بعضها ونجح بعضها الآخر- لتأطير الجماعات
البشرية وإعادة تنظيمها وفق التطلب الاقتصادي الاجتماعي المستجد و المتحرك والمعبَّر عنه بالانتقال من
تراتبية اجتماعية إلى أخرى أكثر تنظيماً واستقراراً.!
من الحقائق التاريخية التي لا مراء فيها أن ورثة الأنبياء المبدعين لم يحوزوا على المؤهلات التي تساعد في
استمرار وتقدم البرامج التي صاغها ( الأنبياء) الأفذاذ ولا استطاعوا حمل الأهداف التي عملوا من أجل تحقيقها
في حياتهم الزاخرة الأمر الذي أدى إلى انحراف رسا لاتهم عن مساراتها وتشويه الأهداف التي عملوا لتحقيقها،
فتحولت بذلك إلى سياسات دنيوية فاقعة لكنها ظلَّت تتلطى وراء السماوات في حين أن جوهرها بقي هو هو أي
مقتصراً على المصالح الحياتية المباشرة لأصحابها.! وقد كان من الطبيعي أن يستمر الفرقاء على تنوّعهم
بالتسلح بالمرجعيات المتموضعة في عالم الغيب عن طريق الادعاء السافر بأنهم يعملون لصالح الخالق
ونتج هذا الأمر بسبب تضارب المصالح من جهة ومن جهة ثانية لتضارب المفاهيم والتفاسير المتراكمة بفعل
الزمن.. وهكذا شهد تاريخ الأديان أعتى الصراعات الدموية، وحفل بكمٍ كبيرٍ من عمليات الانشقاق، والتنابذ،
والتذرر وهو ما حصل بعينه في التاريخ السياسي الأحدث وهو تاريخ لم تكن السماوات مرجعية له حيث بقيت
مرجعياته أرضية أبدعها عدد محدود من المفكرين الأفذاذ.!.
.. ونلحظ في التاريخين الديني السماوي والديني الأرضي مع ملاحظة أنه لا يمكن الفصل بين التاريخين، كثرة
الفقهاء والدعاة الذين قاموا بأداء وظائف متشابهة كان من أفدحها إضفاء القداسة على سادتهم فكما شرَّع فقهاء
الأديان تقديس الأنبياء، وزوجاتهم، وأقاربهم، وأصحابهم، وعسسهم، شرَّع فقهاء الأيديولوجيات والسياسة قادة
الثورات، والانقلابات، و الحروب،وعباقرة الاستبداد و عائلاتهم، ومخابراتهم .!
وهكذا ما إن يولد الإنسان في هذا المشرق حتى يجد نفسه يسبح في محيطٍ من المقدسات فإن هرب من المقدسات
الدينية الغيبية واجهته المقدسات الدنيوية وفي الهروبين مخاطر فادحة فكل خروج على المقدس الديني يُعدَّ كفراً
بيناً تطاله أحكام ( الشرع ) الفقهية الرادعة أما الخروج على المقدس الدنيوي من شاكلة الزعيم أو الحزب فإنه
يعتبر مروق، وخيانة، وعمالة، وتطاله أحكام قوانين الطواريء وهي المعادل الشرعي الفقهي الأرضي لأحكام
الشرائع السماوية.!



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائد السرايا يردّ على حزب الكلكة
- الجبهة الوطنية التقدمية..وخيبة الغياب التام
- حزب الكلكة وقائد سرايا الدفاع
- مؤتمر البعث ومخرج العقلاء
- لا توقيت للحرية أيها الرئيس
- الله: بين أحزابه..ومخابراته
- هذا اللبنان
- فانتازيا القمم
- الكورد..قضية شعب
- حزب الكلكة وحبوب الفياغرا
- الفاجعة اللبنانية وتيوس الأمر الواقع
- الإرهاب المنظم يردّ في لبنان على نجاح التجربة العراقية
- غربلة المقدسات -47-
- غربلة المقدسات - 46 - الحاكم بأمر الله
- غربلة المقدسات -45- مدرسة السجود
- غربلة المقدسات-44-مدرسة الطاعة
- غربلة المقدسات -43-
- سَلَطة ثوابت وشعارات..؟
- الوطن في فكر الشيخ سعيد حوى
- غربلة المقدسات -42- من علوم السنة النبوية


المزيد.....




- الجيش الأمريكي: هجمات حوثية بـ5 طائرات دون طيار وصاروخين بال ...
- البيت الأبيض: بايدن يدرك عواقب السماح لكييف باستهداف أراضي ر ...
- أول إجراء إسرائيلي ردا على حظر المالديف دخول الإسرائيليين إل ...
- عناق الوداع.. لقطة مأساوية لـ3 شبان قبل أن يبتلعهم النهر
- مصدر رفيع يكشف شروطا وضعها الوفد الأمني المصري خلال اجتماع ث ...
- محلل سابق في CIA: أوكرانيا قد تفقد السيطرة على مدن كبرى بينه ...
- موقع مصري: -محاكمة الحكومة- تثير أزمة في البرلمان
- كوريا الشمالية تمطر جارتها الجنوبية بــ 600 بالون قمامة
- بالفيديو.. فرار جماعي لمجموعة مستوطنين قرب الحدود اللبنانية ...
- وسائل إعلام تكشف وجود طيار يوناني في أوكرانيا لتدريب قوات كي ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - غربلة المقدسات بين الدين والسياسة