أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاتن نور - هل بيننا من يلعن نعمة الحواس؟














المزيد.....

هل بيننا من يلعن نعمة الحواس؟


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1160 - 2005 / 4 / 7 - 11:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم ارى في حياتي من يلعن حواسه، فهي وكما هو معروف لغة الإتصال المباشر بين الانسان وكل ماهو واقع في محيطه.. ورغم كل المزعجات التي تنقلها الينا حواسنا وربما المنغصات التي تعكر صفونا ،تبقى الحقيقة شامخة هناك لمن يراها، وهي ان الانسان لا يمكن ان يكون انسانا لو فقد جميع حواسه، حيث سيصبح كتلة من اللحم والعظم منعزلة تماما ولا تنتمي او ترتبط مع الفضاء المحيط وبما يحتويه من تنوعات (وبأفتراض انه ممكن ان يكون هناك من يستطيع ان يبقى حيا بفقدان حواسه الخمس)، قد تخذلنا ابصارنا احيانا برؤية ما لا نحب او ما لم نتوقع رؤيته.. قد يُمرضنا سمعنا ونصاب بالإكتئاب لفترة بسماع اقوال تحبطنا او اخبار ترهقنا..قد نضطر لمضع وبلع ما لا نشتهي مضغه وادخاله في اجسادنا ولكن نبقى نمضغ ونبلع محكومين بعامل ما في الجيب من حصانة.. وكثرما يتعاون الأبهام مع جارته السبابة لكبس الأنف وتطويقه كي لا نستقبل الروائح التي لا نستسيغها.. اما اللمس فهو كبقية الحواس له ازعاجاته المتعددة، وليتأمل القارئ مدى تلك الإزعاجات من جهة ومدى اهميتها وفاعليتها من جهة اخرى!.. رغم كل ما تسببه له حواسنا من تعثرات فنحن لا نجيد العيش بدونها أن لم اقل لا يمكننا العيش بدونها اطلاقا، وقد تنعطف حياتنا انعطافا جذريا بفقدان احداها...

هل اثنتك عزيزي القارئ احدى حواسك عن بلوغ الهدف!؟

قد يبدو التساؤل محيرا، حيث ان كل حاسة هي نعمة تربط الأنسان بواقعه ، وآليه عظيمة لتفاعله مع ذلك الواقع وتحليله بعد المرور بالخلايا الدماغية للتعايش معه واكتساب ما نسيمه بالمعرفة وبغض النظرعن ماهية تلك المعرفة التي قد تبحر بأتجاه السلب او الأيجاب وبالمفهوم النسبي لكل منهما.. ،
اكرر السؤال الذي طرحته قبل لحظات وبصياغة بديلة ...

هل اثنتك عزيزي القارئ احدى حواسك عن بلوغ ما تصبو اليه ؟....
وربما لأثبات ذاتك بأنك موجود ومقتدر؟
هل خذلتك احدى حواسك من بلوغ قمة تجد ببلوغها تحديا عظيما للطرف الآخر؟

قد لا نمتلك اجابة واضحة عن هكذا تساؤلات..

لذا تعال معي عزيزي القاريء ولنغير الموضوع تماما! ونتسلى برواية كنت قد سمعتها من جدتي (.. والدة والدتي انا.. فاتن نور ) ربما فيها ما يستحق التأمل... (التأكيد على "ربما" الجميلة، حيث انها تأخذ سلبا هذه الأيام... ربما من باب التجاري مع عموم السلبيات....).... بلى ربما ( فهي لا تزال جميلة وتتحمل السلب والإيجاب).... هيا معي لنقرأ ما سمعته انا ذات يوم...



مدينة جبلية صغيرة جدا .. كان نصف سكانها من الأقزام ونصفها الأخر اناس بقامات طبيعية ( لا ادري ماهي معدلات القامة الطبيعية الموضوعة من قبل الانسان غير القزم، حيث ربما وضع الأقزام وهم بشر مثلنا معدلات مختلفة تماما!) وقد عرف عن اناسها بالقامات الطبيعية تسلقهم لجبال المدينه وامتيازهم بالتسلق حتى بلوغ القمم وبمهارة مشهود لها من قبل مجمل السكان باقزامها وعمالقتها.. وقد تطاول عمالقة المدينة على اقزامها كونهم لا يمتلكون من اللياقة البدنية ما يمتلكونها هم، ولا يمكنهم تسلق جبال مدينتهم وبلوغ قممها كما هم فاعلون.... ولهذا التطاول من جانب العمالقة ضد الأقزام حصل التحدي بين الفريقين.....
وفي يوم مشمس وموشح برائحة صفاء الطبيعة وعدم هيجانها، تجمع كل اهل المدينة ليتفرج عمالقتها على امكانية اقزامها في تسلق وبلوغ قمة احدى جبال المدينة ومن باب التحدي والمناورة بطول الهامة الذي تعاظم بين الفريقين...
وبدأت لحظة انطلاق الأقزام لتسلق الجبل والذي اختير لأن يكون بأعلى قمة جبلية في المدينة... ومع انطلاق الأقزام واللذين يمثلون نصف المدينة كما اسلفت، بدأ تصاعد الهتافات المتنوعة من قبل العمالقة.. وكانت تلك الهتافات لا تخرج عن النمط التالي.........


القمة عالية جدا لا يمكن بلوغها من قبل الأقزام...( مع سخرية بليغة في ذبذبات الهتاف)
هيهات ... لايمكنكم التسلق بمهارتنا ...
انظروا لتلك المجموعة من الأقزام بسيقانها المنكمشة... كيف ستتسلق!؟!..( نبرات السخرية في تصاعد..)
ستتساقطون ارهاقا واحدا تلو الآخر...هيا ترجلوا عن الجبل فهو ليس لأمثالكم ..( قهقهات صاخبة مابين السخرية والشفقة تنطلق وبأستمرار)
لا مجال لبلوغ القمة وإن تسلقتم مقدارا لا بأس به..( صفير يتعالى دلالة على مهزلة الإنهزام)
ابصروا ساعد ذلك المسكين محاولا أمساك النتوء على السفح كي يرتقي صاعدا.. لكن هيهات له ان يتشبث بالنتوء فساعده قد انكمش من فرط الغسيل... ( وتعلو الضحكات الساخرة..)..


تعالت الهتافات وعلى النمط اعلاه حتى بدأ الأقزام بالتساقط من على السفح واحدا تلو الآخر من فرط الجهد وصعوبة طريق التحدي الذي ارتضوه لأنفسهم اعتدادا بذواتهم المقزمة من قبل الطرف الآخر...

ومع تصاعد الهتاف تساقط جميع الأقزام لأعلان خيبتهم في المواصلة نحو بلوغ القمة...

قزم واحد استطاع المواصلة وبجهد جهيد حتى بلغ القمة وبدى ملوحا بيديه كتحية نصر الى القاع حيث جمهور العمالقة واجساد الأقزام المتعبة والمندحرة في بلوغها هدف التحدي....

وبهذا اثبت الأقزام مقدرتهم على بلوغ ما بلغه العمالقة،فقزم واحد ببلوغه الهدف يكفي لآن يلقن العمالقة درسا مفاده ان من بين الأقزام هناك من يمكن ان يكون بطلا ببلوغه الهدف المستعصي.....

ولكن.... هل تدري عزيزي القاريء ماهو سر بلوغ ذلك القزم للقمة بنجاح؟

ببساطة شديدة... انه لم يسمع هتافات الإحباط الرنانة والمنطلقة بتوالي مستمر من قبل فريق العمالقة... حيث انه كان فاقدا لأحدى حواسه الخمس............



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بندقية ٌخرساء.. وثعبان
- الضرب.. بين الكرامة والتأديب والفحولة
- حينما كنتُ حسناء...
- كافي ياعراق
- خبراء للتنوير... وإنتكاسة
- صورتان.. ورؤيا ساخرة
- لنشاطر الهموم بأبتسامة..
- ومضات ... وقرقعة
- ثغر العراق.. متى يبتسم؟
- نداء لمظاهرة بالجينز!
- مقاولات الإعمار في ميزان الفضول
- عقول لم تروّض بعد!!
- حلبجة! بين اينشتين والأثير
- لنا.. شعبٌ تحت الأرض
- رأس الخيط لتحررالمرأة
- عراكيّة وليش لاله
- وهل يموت النضال بقتل المناضلين! - ذكرى الشهيد سلام عادل
- مُداعبة وحوارعلى ظهر الخجل
- ناقصات(أم ناقصون)..عقل ودين - الجزء الثاني
- ناقصات (أم ناقصون)..عقل ودين؟


المزيد.....




- ترامب يزعم: -سيطرتنا كاملة وشاملة- على أجواء إيران..طهران تط ...
- وزير دفاع إسرائيل الأسبق: الشعب الإيراني -لديه كل الأسباب لل ...
- سبعة جرحى وخسائر مادية جراء عاصفة قوية ضربت الساحل الغربي لك ...
- تواصل قصف طهران وتل أبيب وميرتس يتوقع مشاركة أمريكا في الحرب ...
- ألمانيا - العثور على جثة مصرية مختفية والشرطة تعتقل زوجها
- صحف ألمانية ودولية: كان على إسرائيل التريّث قبل ضربها إيران! ...
- -سي إن إن-: ترامب لا يريد جر الولايات المتحدة إلى الحرب الإس ...
- وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره الألماني مشاريع إعادة الإ ...
- بيان دولي بشأن التسوية الفلسطينية بعد التصعيد الإسرائيلي
- عضو في الكنيست الإسرائيلي يحرض ضد الأطفال الإيرانيين ويتهمهم ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاتن نور - هل بيننا من يلعن نعمة الحواس؟