وهل يموت النضال بقتل المناضلين! - ذكرى الشهيد سلام عادل

فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1128 - 2005 / 3 / 5 - 11:20
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

(ذكرى الشهيد سلام عادل)
أودُّ ان استهلّ حديثي ببعض ابيات للشاعر العربي العراقي محمد مهدي الجواهري :

سلاماَ وما ضج قصفُ الرُعودِ فسوفَ تظَلُ دمــــــــــــاءُ الشهيدِ
تضِجُّ، وسوف يُرَجّ ُ الضريحُ
ليومٍ يُباحُ بـــــــــــه المستبيحُ
سلاما ًومنذ العصور الخوالـــي مذُّ أخضرَّ حقلٌ بسُمر الغــــــِلالِ
ومُذ حُكِّمَتْ سادةٌ في الموالـــــــــي
تنسَّمَتْ الأرضُ ريــــــــــــحَ النضالِ
زَهَـــتْ بالشريــــــــد رؤوسُ الجبالِ
وتاه الثًرى بالدمــــاء الغَوالــــــــــي


تلك كانت بعض ابيات من قصيدته ( سلاما عيد النضال) والتي نظمها في مطلع الستينات من القرن العشرين وقد القى قسما منها في الحفل الذي أقيم في ساحة الخلد وبمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي وطبعا الجواهري لم يكن شيوعيا كما هو معروف!.
سيرة المناضلين الذين تألقوا بنضالهم الطويل من أجل النهوض بأوطانهم لا بدّّ لها أن تبقى حية وماثلة في النفوس الواعدة والحالمة بخنق التجبّر والتسلط والنهوض بالمجتمع بكل طوائفه وايديولوجياته المتنوعة، وقد قدم الحزب الشيوعي العراقي ومنذ تأسيسه الكثير من الدماء الطاهرة ولرموز عراقية معروفة وكغيره من بقية الأحزاب العريقة وذات الباع الطويل في النضال والاستشهاد ، وقد كان الشهيد (سلام عادل) احد تلك الرموز التي ضاقت ما ضاقته على يد الفاشية البعثية المُستعِرة، حيث اذاقوه شتى صنوف التعذيب وبوحشية مُبدعة! وهل لتلك الشرذمة اي ابداع آخر يذكر غير الحنكة في ابتكار آليّات التعذيب والتقطيع والتبتير والتصفيات الجسدية بنوعيها الفردي والجماعي..الخ، فقائمتهم المُبدعة طويلة ولا زالت ممتدة للأسف حيث صنعوا لهم تاريخا بتلك الآليات تشمئزَّّ منه الأبدان ولا زالوا في طريق التوحش والبطش ولغايته!

من هو سلام عادل؟..

بإيجاز...هو حسين أحمد الرضي من مواليد النجف (1963-1922) ونسبه مرتبطا بالشاعر الشريف الرضي من جهة، وبالتالي بالامام موسى الكاظم من جهة اخرى،تعرض الى الكثير من الاعتقالات على يد السلطات الملكية الحاكمة آنذاك، وكان ناشطا في قيادة الاضرابات العماليّة في العراق وقائدا لانتفاضة الشعب العراقي على اثر العدوان الثلاثي على مصر عام (1956)،
وقد قدم دعما صريحا ومن خلال نشاطه في الحزب، لولادة ثورة الرابع عشرمن تموز عام (1958 ) وكان قد قُلد منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي قبلها بثلاث سنوات (1955) ،أعتقل بعد الانقلاب الدموي في الثامن من شباط عام (1963) ثم قتل بعد تعرضه لصنوف من التعذيب بالوانه الفجة ( قيل انه تم سحقه بعد التعذيب بحادلة فألصقوه بأسفلت الشارع وامام عائلته الكريمة) في السابع من اذار من نفس العام اي بعد ايام معدودة من الانقلاب الفاشي، والعجلة من الشيطان طبعا مثلما يقال.!!!!!


###

للمدارسِ شبيبة تُناديكَ،
وساحاتُ الملاعب ِ، الشموخ َسلاما تُهديكَ
إن كنتَ لا تدري ولا تراني،
فهذا انا اراك درباً باسلاً
فديتَ الروح له، فطابَ لي بالروح أن أفديكَ
***
مُبتهجاً بالثًرى..
والخزي لمن فقأ الومض في مُحيّاكَ
فتلكَ المجازر في النفس ذكراها،
وتلك الدماءُ وإن سالت..
فنَزفها..
مازال راعفا لنشواها ونشواكَ
يابنَ النجف المفتول..
بعذب الروح واجترارها...
لخِسّة التاريخ..
ووكر اللئم، اردى الزعيم مقتولا..
مثلما ارداكَ
دَعمتَهُ طوّاعا ورسمتَ آفاقا،
ألهَبوكَ جَلداً.. توثيقا لخطاياهمُ..
فلملمتَها عزما بيسراكَ ويُمناكَ
وما خطاياكَ!!
وما خطايا الزعيم إلاّ انه ماتَ محروماً..
مثلما متَّ مراً من حلوِّ نواياكَ
***
مزّقوكَ،
سَحقوكَ،
بأذيال بنادقهم بانَ الشقاء ولم تشقى
فهدرالروح جليّاً كان في نبضِ مَسعاكَ
قطّعوكَ،
واحة من دمٍ أردوكَ
تجبّروا بطحنِ الفقرات وما دَروا،
عامودكَ نضالاَ بالطرق لا ينكسر...
ولن يُخذلَ مرعوباً بمنفاكَ،
سلاما لكَ..
وما أدراكَ!..
أرصفتنا اليوم حائرة؟،
فقد ضمتكَ اشلاءاً..كما هو!
وعبّدَت في القلب ..
مثواهُ ومثواكَ


فاتن نور
05/03/04

#فاتن_نور (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل