أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - أفكار مدببة – خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .















المزيد.....

أفكار مدببة – خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4017 - 2013 / 2 / 28 - 18:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(26).
أعتز بتوصيف العزيز "عاشق للحرية" لمقالاتى بأنها بمثابة صالون فكرى تلتقى فيه الأراء ومن هنا تكون أهمية وجدوى تفاعل الأفكار وحراكها فى تطوير مفاهيمنا بالرغم أن بعض المداخلات تبعد عن القضية المثارة وقد يرجع هذا إلى تشابك القضايا الفكرية ,فمن الطبيعى أن تتشعب لتعلن عن رغبات القراء فى طرح رؤيتهم وأفكارهم ولهذا يستحق أن يكون صالوناً .
من هذا المنطلق سأقدم مقالى هذا بأداء جديد فى المعالجة والطرح لإثراء هذا الصالون لنخرج عن الشكل الكلاسيكى المعتاد فلا أقدم فكرتى مباشرة محاولاً تأكيدها وتوثيقها لأنصرف وأدع القراء للتقييم بل سنغزل سويا رؤيتنا ونمسك بالمشرط لفتح شق رحب لإطلاق الأفكار وتفاعلها لنصل إلى مشارف الحقيقة والوعى من خلال صالون فكرى محدد القضايا .
لن يمنع بالفعل أن أسرب رؤيتى وأفكارى فلن تكون طبخة بلا هوية ولكن ليس بشكل فج فسأطرح كل قضية بما لها وماعليها ليصل القارئ لمواطن وبواطن الفكرة من خلال تعاطيه وتفاعله معها على أمل أن نصل سوياً لرؤية فى نهاية البحث .
هى أربع قضايا تحمل فى أحشاءها مفاهيم ورؤى قوية بالرغم من بساطة الأسئلة المطروحة ليكون الإجابة عليها هو حسم لمفاهيم إيمانية خطيرة .. هى خربشات أطلقها لنتشارك جميعاً فيها وأعتقد أن حسمها لن يكتفى بكونها خربشة على جدران الخرافة والوهم بل كفيل بنسفها .

* هل صفات الله ذات منطق عقلى , هل يمكن تسويق الإيمان بمنطق أم هو يخاصم أى منطق ليكتفى بأمور تقريرية نقلية نتاج تخيلات إنسان قديم .
سنعتبر أن الله خالق الكون والوجود وفقا لمنطق السببية ولن نخوض فى التعسف والقفز على مفهوم السببية لتمرير فكرة الله الخالق بل سنعتبر هذا منطق فلكل سبب من مُسبب ولكل صنعه من صَانع ولكن هل يعنى هذا أن الله الخالق لابد أن يكون عادلاً غفوراً رحيماً الخ أم يمكن أن يكون ظالماً قاسياً غير مكترث .؟!
لا يوجد منطق وحجة عقلية تمنحنا تأكيد بأن الله الخالق يجب أن يكون معتنياً ومراقباً وراصداً فمن الممكن أن يكون غير مكترث فلا يطلب العبادة ولا يعتنى بإقامة إختبار على الأرض ومحاكمة فى السماء فهو خلق كخالق وكفى , بل عدم إكتراثه قد ينسجم مع جلاله وعظمته وعدم حاجته .
من الممكن ان يكون الله خالقاً وظالماً ,فظلمه لن ينال من كونه خالقاً ,فإذا كان منطق السببية منحنا فكرة أنه خالق فهذا المنطق لا يمنحنا تأكيد أن صفاته العدل ..ألا يستوى قول أن الله خالق وظالم وغير مكترث مثل القول بأنه خالق وعادل ومُعتنى أم هذا شئ لا يروق لنا .. هل الصفات الإلهية هى فكر ورؤية إنسان قديم منح صفاته الإنسانية للإله بلا أى حجة أو منطق .؟!

* هل الأشياء جميلة ذات تناسق أم أننا نراها هكذا .
الله خالق الجمال لنرى الأشياء ذات جمال وتناسق فمن إبداعه أن جعل الإنسان بعينين وفم واحد وأنف واحدة فتخيل لو لنا عدة عيون وأفمام فى أماكن مختلفة فألا يكون هذا المشهد بشعاً – بالفعل سيكون بشعاً لو تصورنا إنسان له عين واحدة أو عدة عيون أحدهما فى الوجه وأخرى مكان الأذن وواحدة فى قفاه .
نعتبر هذا التناسق والجمال للإنسان من فعل إله خالق مبدع .. لنسأل وماذا عن المشوهين خلقياً هل نعتبر هذا سوء مصنعية من الإله وإخفاق فى صنع الجمال والتناسق.. حسناً سنمر من أمام هذه الإشكالية المُحرجة لنتأمل الجمال والتناسق .
هل الجمال والتناسق إبداع إلهى لتبدو الأمور متناسقة وطيبة أم هو تقييم بشرى .هل يوجد شئ جميل ومبدع فى ذاته أى يحتوى على جزيئات إسمها الجمال والتناسق بثها الإله فى الأشياء أم هو تقييمنا للأشياء وفقا لإعتيادنا عليها وتعاطينا مع مفرداتها , فلو كان لدينا أربعة عيون واحدة فى منتصف الوجه وإثنتان مكان الإذنين وواحدة فى الرأس من الخلف فألا نعتاد هذا المشهد ونعتبره رائعاً ونقيم مسابقات جمال له بل سيتسابق أصحاب الغزل الإلهى لتبيان عظمة وجمال العيون الأربعة وفائدتها عن كون لدينا عينان ؟
هل الجمال يتواجد فى الأشياء ككينونة أم هو تقييم وتوصيف وتقدير الإنسان وفقا لإنطباعاته وإعتياده وتقييمه للتماثل واللاتماثل .. هل يوجد شئ جميل أم نحن من نسقط الجمال والتناسق على الأشياء ونحدد معايرها ... هل الجمال حقيقة أم وهم وتقديرات .؟!

* أشعل سيجارتى وأنا أكتب هذه الخواطر ولا أعرف ماهو رقم السيجارة التى أدخنها منذ الصباح وحتى هذه اللحظة ولكنهم يقولون أن الله يعلم .. الله يعلم كل السجائر التى دخنتها منذ أن كنت مراهقاً وحتى الآن وفى المستقبل أيضاً مع بيان بتوقيت إشعال كل سيجارة لتطول معرفته بيان بعدد فناجين القهوة وأكواب الشاى التى إحتسيتها وأنا أشعل سجائرى بل عدد قطع السكر المذابة .!!
لن نقول ماذا إستفاد الله من إحصاء أعقاب سجائر فنحن بصدد البحث فى هل يعدها أم لا .. من المفترض ان الله يعلم كل شئ ومعرفته مطلقة لأن المعرفة المحدودة ستنال من ألوهيته لتجعله وحدة وجودية خاضعاً للزمن ولكن إذا تعاطينا مع فكرة الله العظيم ذو الإجلال والإكرام خالق الكون والوجود فسيكون سخيفاً ومتهافتاً أن نتصور أنه يعد أعقاب السجائر وأكواب الشاى ويرصد توقيتاتها , فالمعرفة هنا بلا معنى وتنال من جلاله لسخافتها وتفاهتها .. فأيهما أكثر منطقية أن يعد أعقاب السجائر فيكون عارفاً أم يعزف عن تلك التفاهات ليكون عظيماً , ولكن لاحظ عزيزى المؤمن أنك لو إستنكرت ونفيت أن الله يعد أعقاب السجائر فقد خرجت من الإيمان إلى الكفر .!

*هل الأخلاق منتج دينى جاء من إله أم هى رؤية وحاجة وفكر إنسانى .
يرى المؤمن أن الأخلاق منتج ورؤية وترتيب إلهى قدمه من خلال الأديان لذا يتجنب المؤمن الشر والخطية لأن هناك إله راصد يراقبه يدون أفعاله وسيعاقبه لذا لا يريد أن يغضبه أو يعصيه تجنبا لإنتقامه .. ومن هنا يرى المؤمن زميله الملحد إنسان عابث شرير بلا أخلاق فلا يوجد ما يردعه بحكم أنه لا يؤمن بإله ولا بيوم الدينونة ولا بمنظومته الأخلاقية لذا سيمارس الملحد كل الشر فلا يعتنى بحرام وحرمات فيمكن أن يسرق ويقتل بل يضاجع أخته فلا يوجد رادع ولا إمتثال لأخلاق سنها الإله .. لنسأل هنا هل المؤمن لديه الرغبة فى أن يضاجع أخته ولكنه يعزف عن ذلك لوجود الراصد الغاضب المنتقم أم أنه لن يضاجعها سواء آمن بوجود إله أو عدم وجوده .؟!!
لو إعتبرنا ان المؤمن لديه رغبة فى مضاجعة أخته ولكنه يخشى غضب الله وعقابه فيعزف عن هذا فهنا تكون الأخلاق فى مفهومها الإيمانى رادعة ولكن بلا مضمون أخلاقى , ولو عزف عن ممارسة الجنس مع أخته متى ألحد فتكون الأخلاق هنا لها مضمون ولا علاقة بناموس إلهى – المؤمن لا يرى غضاضة فى أن البشرية جاءت من علاقات جنسية بين الأخوات ولكنه يرى هذا الفعل اليوم فظيعاً وغير أخلاقى فهل الأخلاق بأحوال وتطور أم وفق ناموس إلهى.. لنبحث عن ماهية الأخلاق ومن أنتجها وظروف نشأتها وتطورها .

أتصور أن القضايا المطروحة بالرغم من إختزالها فى عدة سطور وهو ما لم أعتاده فى كتابة مقالاتى إلا إنها تحمل فى داخلها أفكار تثير الجدل وجديرة بالتأمل فهل نحن أمام فكرة متماسكة أم أوهام تنهار مع أقل فعل خربشة .

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع . -



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يؤمنون ليحققون ألوهية الإنسان-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- وهم المطلق والكمال واللامحدود-خربشة عقل على جدران الخرافة وا ...
- قضيتان للمناقشة مع القراء حول مساوئ الديمقراطية .!!
- سحل حماده يُعرى ثقافتنا المستبدة –لماذ نحن متخلفون.
- إنهم يركلون الكرسى– لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- ثقافة الكذب المقدس-لماذا نحن متخلفون .
- ثقافة القبيلة والقطيع-مُستبدون ومَقهورون– لماذا نحن متخلفون ...
- الله القوى- نحن نخلق آلهتنا.
- رؤية موضوعية للإسلام والمسلمين وعلاقتهم بالتخلف-لماذا نحن مت ...
- كافر من يرفض الشريعة-تديين السياسة أم تسييس الدين .
- الظن والوهم الذى أصبح وجوداً-خربشة عقل على جدران الخرافة وال ...
- أسباب التنزيل-إرادات إلهية أم مواءمات بشرية-الأديان بشرية ال ...
- إنهم يحرثون الأرض للتخلف- لماذا نحن متخلفون .
- الزيف واللامصداقية كنتاج ثقافة الخوف- لماذا نحن متخلفون.
- وسقطت ورقة التوت أمام قصر الإتحادية- الإسلاميون والديمقراطية ...
- حتمية إنحسار الإسلام السياسى الإجتماعى الثقافى-رؤية إستشرافي ...
- فى رحاب الشريعة - لماذا نحن متخلفون
- إنهم يزرعون الكراهية والتوجس والعداء -الدين عندما ينتهك إنسا ...
- هى حظوظ من الجغرافيا والتاريخ-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- قضية للمناقشة .!!


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - أفكار مدببة – خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .