أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الزيف واللامصداقية كنتاج ثقافة الخوف- لماذا نحن متخلفون.















المزيد.....

الزيف واللامصداقية كنتاج ثقافة الخوف- لماذا نحن متخلفون.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 16:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الزيف واللامصداقية كنتاج ثقافة الخوف - لماذا نحن متخلفون (9).

فى خضم الجدل الدائر داخل المجتمع المصرى حول الأحداث السياسية الساخنه التى تعصف بالبلاد ينقسم الشارع المصرى إلى جبهتين لن يعنينا نسبة كل منهما فهذا يحتاج إلى دراسة إحصائية ولكن سيعنينا حال تباين الأراء والمواقف لتصل فى حدتها إلى صراع عنيف شهدته بعض ميادين مصر فى سابقة هى الأولى من نوعها على مدار التاريخ المصرى .

دعونا نتناول المفارقات الغريبة فى ذهنية المصريين لنتلمس وضعية غريبة فمن يدعم الرئيس مرسى والإخوان إنحاز لمواقفه فى إنتهاكه الخطير للدستور والقانون وتعديه على السلطة القضائية ليمنح نفسه سلطات مطلقة كحاكم متفرد ليجد هذا تأييداً ودعماً من التيارات الإسلامية ومن يتعاطف معهم فلم يستوقفهم هذه الإنتهاكات ولا سلق الدستور بشكل فج بل على العكس أعلنت تأييدها للقبيلة وزعيمها على خطواته المباركة .. لم يستوقف هؤلاء المتعاطفون فعل ميليشات الأخوان والسلفيين التى إنقضت على متظاهري قصر الإتحادية بالضرب والسحل مرددين الجهاد ضد الكفار ليقع ضحايا أبرياء مابين قتلى وجرحى فى سابقة هى الأولى من نوعها فى التاريخ المصرى الحديث لتجد بعد هذه المهزلة من يُشيد بهذه الخطوة الهمجية المباركة .!

سيعنينى من هذا المشهد إلقاء الضوء على سلوك وفكر ونفسية من يدعم التصرفات الإجرامية والمواقف الإستبداية للرئيس والأخوان حتى ولو لم يشارك فيها لنتفحص سلوكيات وعقليات وتركيبات نفسية لشرائح عريضة من المصريين لا تختلف شيئا عن حال شعوبنا العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر .
أعتقد أن من تحمس لقرارات الرئيس بالتفرد وأيد ضرب المتظاهرين المناؤيين لسياسة الأخوان يحمل فى داخله مواقف مغايرة فمن المؤكد أنه يناقض نفسه مع مواقف سابقة له عندما كان يلفظ الممارسات القمعية والتسلطية للنظام السابق وينادى بالحرية ودولة القانون .فكيف يؤيد ويدعم قرارات وتصرفات على نفس الشاكلة !. يمكن أن نعزى هذا إلى عدم تأصيل مفاهيم الحريات والديمقراطية فى ذهنية الشعب المصرى فإذا كنا نريد الحرية والديمقراطية فهى لنا وليس لغيرنا أن يحظى عليها . أن تكون لنا كل الفضاءات للتعبير عن وجهة نظرنا ولكن لن نستسيغ فى المقابل منحها للآخرين , فمشهد إقتحام ميليشات الإخوان والسلفيين للمتظاهرين عند قصرالإتحادية هى رفض فج وشرس للآخر فى حق تعبيره عن رأيه وموقفه .

إذا كنت قد حللنا هذا المشهد الدامى وعزيناه إلى إفتقاد ترسخ قيم الحرية والديمقراطية والمدنية داخل المجتمع المصرى فنكون هنا قد رصدنا الظاهرة من الخارج ولم نتناول عمقها فهى لم تعطينا رؤية عن سبب عدم تجذر مفاهيم الحريات فى وعى الإنسان المصرى والعوامل التى تجعله يتعامل مع الحرية بمنظور برجماتى وإقصائى انتقائى , لنسأل ثانية لماذا الأزدواجية فى المواقف فالأخوان والسلفيين والمتعاطفين معهم لعنوا حكم التفرد والسطوة والقمع التى مارسها النظام السابق ونددوا بها فكيف تدور الدوائر ليقوموا بنفس الدور الإستبدادى !.. كيف يبلعون نفس الأخطاء والتجاوزات ويعتبرونها عملاً وطنياً شريفاً بينما إنتقدوها مراراً فى السابق .لماذا يتعاملون مع من يعارضهم أنهم شواذ وسفلة .. لماذا ينبطحون أمام فكرة سياسية أو ايدلوجية بتعنت وعصبية غافرين كل أخطائها .. لماذا ببساطة يتزيفون ويتغابون ويتبجحون .؟!

ظاهرة العصبية والتبجح والتغابى هى تعبير عن حالة من عدم المصداقية وإنعدام الشفافية لتغفل عيوننا عمداً الحقيقة ونمرر قبحنا لأننا ننتمى ونتعاطف مع هذه القبيلة بل تصل درجة الغباء بألا نفطن لكم الخلل الذى يعترينا بل نصوره ببجاحة أنه رائع وعظيم لتنطلق منهجية سلوك تتسم بالزيف والإزدواجية والتعنت الأجوف نمارس التعاطى معها والنهل منها لتبرز مكنونات ثقافتنا البائسة التى أصبحت كالتابو يصعب الخروج من أسره .

تعالوا نتفحص أمثلة عن زيفنا وعصبيتنا وإزدواجيتنا عندما تتكلل بالخوف وفساد الرؤية وسلوك لا يخلو من التبجح لندرك أن مشاهد المصريين الداعمين لكافة تجاوزات الأخوان والرئيس هو نتاج طبيعى لثقافة فاسدة تأصلت وتجذرت .. فلا يوجد سلوك مجتمعى إلا كإفراز لمفردات ثقافية تأصلت عبر أجيال عديدة .

- الزيف والإزدواجية الفجة .
لن تجد مصرى لا يستقبح الإستعمار القديم والحديث على السواء فهكذا تسلل لمفاهيمنا قبح وكراهية الإستعمار وبشاعته ولكن عندما نتطرق للغزو العربى لمصر ستجد أننا نغير موقفنا ليصبح القبيح جميل , فننزع عن الغزو العربى صفة الإستعمار لنمنحه الفتح المبين العظيم بل ليس هناك مانع من الإحتفال بذكرى هذا الغزو .!!
أستطيع أن أؤكد أن هناك حالة تناقض داخلى تنتاب من يتحمس للغزو الإسلامى ويمجده ففى داخله دون أن يبوح بذلك يراه إستعمار ولكن نتجة حالة الخوف والإنبطاح نحو المقدس حتى لو كان حدث تاريخى سيمتنع من إدانة الغزو العربى أو تصنيفه كإستعمار ليمارس عملية تغافل متعمد ليمرر تناقضه فى زيف وإزداواجية واضحة ولا مانع أن يحاول من تأصيل زيفه بمحاولة تبريرية ساذجة تخوض فى مساؤى الإستعمار الرومانى وبشاعته ليحول الغازى المغتصب إلى مُنقذ , كما لا يتوانى بعدها فى ممارسة الإزدواجية مرة ثانية فيدين الغزو الأمريكى للعراق وتحريره للكويت لنجد حالة الزيف والإزدواجية الفجة تعاود ثانية فالأمور تكال بمكيالين .
يمكنك أن تسأل ماذا لو قَيم المسلم الغزو العربى لمصر ووضعه فى تصنيف الإستعمار شأن أى إستعمار آخر فهذا لن ينال من إسلامه فهكذا كان التاريخ !.. ماذا يضيره أن يتعامل مع حدث تاريخى بنفس المسطرة التى صنف بها المستعمرين الآخرين -فماهى الإشكالية فى ذلك ؟!
الإشكالية هى الخوف والإنبطاح أمام أى صورة للمقدس حتى ولو كانت تاريخاً لتمارس العصبية والقبلية فعلها فتصرفات رموز القبيلة صحيحة على الدوام ليتم الإغفال عن قبحها وتعمد قلب الحقائق لتجعل القبيح جميلاً, ومن هنا يكون تعاطى المصريين المتعاطفين مع الأخوان والمرشد هى إنتماء لرمز قبلى يتلحف بالعصبية .

- مشهد حروب الردة .
فى الوعى الجمعى للمسلمين إرتياح لفكرة أن الإيمان بالإسلام جاء من الدعوة والموعظة الحسنة ولا إكراه فى الدين فقد تبين الرشد من الغى , ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر , ولكم دينكم ولى دين , وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة . بالفعل هذه الآيات تدعو لحرية الإيمان والإعتقاد بدون إكراه ولكن هناك تراث آخر لا يدعو لذلك مثل ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) - ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) -«أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام"- "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي"

على إثر هذه الآيات والأحاديث تمت حروب تُسمى جهادية لإجبار المشركين والكفار على الإسلام أو القتل , ومنحت إستثناء لليهود والنصارى إما الإيمان أو الجزية أو القتل ... بل أن التاريخ الإسلامى شهد حروب ردة فى بداية عهده فلم يرضى الخليفة أبو بكر بإرتداد المسلمين الأوائل ليقوم بمحاربتهم وإجبارهم على الرجوع للإسلام ثانية أو القتل .. ثم ما معنى حد الردة كتشريع فمن لم يرجع للإسلام بعد مهلة الإستتابة طارت رقبته لنسأل أين كل هذا من حرية الإعتقاد ولا إكراه فى الدين ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .!
ثمة إرتباك لدى المسلم بين نصوص تدعو إلى الجهاد لنشر الإسلام ونصوص أخرى تدعو إلى عدم الإكراه ليميل المصريين نحو النصوص المترفقة السمحة ولكن فى داخلهم لا يستطيعون رفض وإستنكار التراث والتاريخ والتشريعات الداعية إلى القهر والإكراه على الإيمان بالإسلام , ورغماً عن هذا الإرتباك فلا يستطيعون أن ينتقدوا هذا التاريخ وتلك التشريعات القديمة متكئين على مفاهيمهم المتسامحة والعصرية وإيمانهم بحرية الفكر والإعتقاد فالحضارة والعصر لن تتيح الغزو وفرض الإيمان على أحد بالقوة أو تفعيل الجزية على أهل الكتاب أو تطبيق حد الردة على المسلم الذى يلفظ الإسلام , ورغم هذا الإرتباك فالمسلم لن يجرؤ أن يقول أن هذه التشريعات والآيات ملك تاريخها وأنا فى حل عنها .. هو فى داخله لديه موقف رافض للإجبار والقهر ولكنه يواريه أمام خوفه من القبيلة وتراثها الدينى المقدس .. فلا يستطيع أمام سطوة شعار القبيلة والمقدس أن يعلن رفضه لها , لذا يُذعن ويحاول أن يَغفل ويُمرر ولا مانع أن تعتريه البجاحة ليمارس الزيف والإزدواجية بفجاجة فهو كان مع حرية الإعتقاد ثم تجده يبرر قتل المرتد لأن الإسلام دين الحق .. هكذا حال شرائح عريضة من المصريين يمكنها ان تتعنت بصلف لمواقف تحمل فى داخلها توقفات أمامها ولكنها تتحمس لها لتمارس زيفها وتعنتها لأن هناك تابو يجب الخضوع له وعدم تجاوزه ألا وهو القبيلة المتمثلة فى الزعيم والمرشد .

- الممارسات والتشريعات .
مع تطور العلاقات الإجتماعية فى المجتمع المصرى تجد أن هناك إزدواجية فى السلوك والتعاطى فهناك تقييمات فى الضمير الجمعى المصرى نتيجة تطور نسبى يصطدم مع التشريعات الإسلامية ويلفظها , فمثلا تجد النفور والإستهجان عندما يتردد زواج رجل كبير من فتاة صغيرة ولكن سينتاب المستهجنين الصمت عندما يتردد أن الشريعة لا تلفظه !.. ستجد إستهجان من الرجل الذى يتزوج من عدة نساء فلا يرضى هذا الزوجة وأهلها ولكن ما باليد حيلة فهكذا الشرع !.. سيستاء المصريون من الرجل الذى يهين زوجته ويلعنها ويضربها وسيتدخل اهل الزوجة فى الدفاع عنها بل الإعتداء على الزوج بالضرب وفى أضعف الأحوال سيحتضنوا إبنتهم لديهم عقابا لهذا الزوج الهمجى بينما الزوج هنا مارس حق كفله له الشرع فلماذا الغضب.ليصمت الجميع بعدها .!
المسلم فى داخله يرفض من يتزوج من طفلة ويستاء من الفارق العمرى الكبير بين الزوجين وينظر للرجل المزواج نظرة معينة ويشمئز من الرجل كثير الطلاق ويحتقر من يضرب زوجته ويهينها ورغماً عن ذلك فهو يبلع لسانه ولا ينطق ببنت شفه عندما يلوح له أن هذا شرع الله .
هنا المسلم يمارس عدة سلوكيات فهو يغض النظر ويبلع مواقفه ورؤيته ليمرر ما يستنكفه تحت سطوة المقدس , وقد يمارس فكر وسلوك مزيف متناقض فيحاول أن يبرر ويبين عظمة الزواج من الصغيرة ومزايا تعدد الزوجات للتخلص من العنوسة وعظمة إباحة الطلاق وتأديب الزوجة بالرغم أنه يعانى من قسوة زوج أخته وصلفه .. لا يقدر المسلم أن يقول أن تشريعاتنا يمكن أن تُلغى أو تُقيد فعصرنا مغاير عن زمن التراث .. لا يجرؤ على هذا خوفاً ليمارس سلوكاً مزيفاً إلتفافياً بدعم تراثه فهكذا نهج القبيلة .

- القدرة على غض النظر والتزييف .
فى جدال حول الأخطاء اللغوية فى القرآن تم عرض عدة آيات تحتوى على إشكاليات نحوية كان منها على سبيل المثال آية سورة الحج (هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ). لتثار الإشكالية فى إعراب كلمة " إختصموا " فكان يجب أن يثنّي الضمير العائد على المثنّى فيقول خصمان إختصما في ربهما.
بالطبع لسنا بصدد تناول الأخطاء اللغوية فى القرآن فهذه ليست قضيتنا ولكننا معنيون بسلوك المسلم أمام هذا الخطأ لنجد من يتبجح ويقول بأن القرآن أعلى من النحو أى أن مبادئ النحو هى التى تلتزم بالقرآن وليس العكس . ويقول فصيل آخر أقل بجاحة أن الآية نزلت فى عدة جماعات مختصمة ولكنه لم يحل الإشكالية فإذا كانت هناك عدة فرق مختصمة فمن الصحة القول " هؤلاء خصوم إختصموا فى ربهم ".
المبررون هنا فى داخلهم إحساس بالإشكالية والخطأ وكان بالإمكان الإعتراف بهذا الخطأ الحادث نتيجة النقل أوالتواتر أوالنسخ فهذا لن يقلل من قداسة النص أو ينال من إيمانهم ولكنهم لا يفعلون هذا تحت وطأة الإنبطاح والخوف من سطوة المقدس الذى لا يجب أن يتغير بالرغم أن الخطأ واضح , فهكذا يتم التعاطى مع الأمور لتتسع الدوائر وتحتضن كل رموز القوة فلا يكون زعيم قبيلتنا أو المرشد العام مخطئا بل الخطأ فى الآخرين .

- التبجيل .
للصديق العزيز محمود يوسف بكير المحلل الإقتصادى و الكاتب بالحوار رؤية يخوض فى نزعة التبجيل التى تعترينا فنحن شعوب لديها رغبة شديدة أن تمارس سلوك العبيد لتنبطح أمام أى رمز أو فكرة أو شخصية ثم تتماهى فى تبجيلها فلا يكون لديها أى توقفات أو مؤاخذات عليها فكل ما تجود به هذه الفكرة أو الرمز هى رائعة بلا عيب ولا نقصان ومن هنا تستطيع ان تفسر حجم التبجيل الذى حظى به طغاتنا ومستبدينا على مر العصور فصدام والقذافى وعبد الناصر أصحاب مواقف وأقوال رائعة تستحق منا كل التبجيل الممزوج بالعبودية .
فى معممة التبجيل هذه لا نستطيع أن نمارس عملية توازن فكرى وتقييم ومصداقية فلا نجرؤ على القول أن زعيمنا جاءت سياسته خاطئة فى هذه النقطة فلا توجد لدينا هذه النفسية القادرة على المواجهة والمصداقية والشفافية , فزعيم القبيلة كل مواقفه صحيحة وحكيمة واللعنة على هؤلاء الذين يريدون الإنتقاص منه .

تخلفنا هو نتاج مفرداتنا الثقافية التى تجمدت وهيمنت على مفاصل حياتنا فنحن نمارس اللامصداقية والإزدواجية من نهل ثقافة أرضعتنا وأشبعتنا هذا .. نتغابى من خوف وإنسحاق أمام رموز القوة التى منحناها القداسة والمناعة , نتبجح لندافع عن موروثاتنا بزيف .. نمارس التمرير والتجاوز والتغافل حتى لا ينال أحد من القبيلة وزعيمها ونهجها .. نقلب الحقائق حتى نستر مخازينا ..لا نمتلك الشجاعة والشفافية على التقييم والنقد لأن ثقافتنا ومنظومتنا جبانه خاوية مفلسة لا تصمد أمام أى درجة من الشفافية .

قد تبدو الأمور قدرية تمنح اليأس من الفكاك من جب تخلفنا وهواننا ولكن لا يوجد شئ قدرى بدليل أن هناك شرائح فى المجتمع قل مستوي الخضوع والعبودية لديها لتتسم بدرجة معقولة من المصداقية والشفافية وما الهبات وصرخات الحرية فى الشارع العربى إلا تعبير عن إرهاصات تطلب التحرر من جمود ثقافة قديمة مشبعة بالخوف والإزدواجية والزيف مارست فعلها بفجاجة على كافة الدوائر .

سنتحرر من تخلفنا بالحرية والسعى نحو المزيد من الحرية الرامية لتحرير العقل والإرادة حينها سننسف كل ثوابتنا الصنمية .. ستنطلق حريتنا من خلال الصراع عندما يفرض الواقع الموضوعى ذاته فإما أن تتصارع أو تنقرض وتموت .. سننال الحرية ونكسر كل تابوهات الخوف والإزدواجية والزيف عندما يصبح الصراع على المحك بين متطلبات عصر ومخزون ثقافى بليد ليبقى من له حق الحياة .. سنتطهر من تخلفنا عندما نضع كل موروثاتنا الثقافية والسلوكية على المحك فالواقع كفيل أن يبددها ويخلق منهجية ثقافية جديدة .

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسقطت ورقة التوت أمام قصر الإتحادية- الإسلاميون والديمقراطية ...
- حتمية إنحسار الإسلام السياسى الإجتماعى الثقافى-رؤية إستشرافي ...
- فى رحاب الشريعة - لماذا نحن متخلفون
- إنهم يزرعون الكراهية والتوجس والعداء -الدين عندما ينتهك إنسا ...
- هى حظوظ من الجغرافيا والتاريخ-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- قضية للمناقشة .!!
- لماذا نحن هكذا ؟!-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا .
- مقولات كبيرة ولكن تنسف نفسها -خربشة عقل على جدران الخرافة وا ...
- الله والذبائح والأضاحى-الأديان بشرية الهوى والهوية.
- أسئلة على المحك -لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- لماذا إله واحد ؟!- نحن نخلق آلهتنا.
- دعوة للخربشة - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.
- حضارة عفنه .!!
- سادية إله أم بشر ساديون- نحن نخلق آلهتنا.
- حول الفيلم المُسئ .
- التمايز والرياء فى ظلال المقدس-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- الله غير محدود بالزمان والمكان-خربشة عقل على جدران الخرافة و ...
- السببية كمان وكمان -لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون.
- ثقافة المهانة والإمتهان-لماذا نحن متخلفون .
- حوارات حول المعرفة المطلقة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوه ...


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الزيف واللامصداقية كنتاج ثقافة الخوف- لماذا نحن متخلفون.