أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الله غير محدود بالزمان والمكان-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .















المزيد.....

الله غير محدود بالزمان والمكان-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 12:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله غير محدود بالزمان والمكان - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (21)
يردد الفكر واللاهوت الدينى دوماً أن الله غير محدود بالزمان والمكان لتصبح هذه المقولة شائعة على ألسنة المؤمنين كمُسلمة دون أن يتسائل احد ما معنى الغير محدود بالزمان والمكان ؟!!.. نحن قد نتفق فى أن فرضية الإله لن تستقيم بدون ان تتحرر من الزمان والمكان وبشكل مطلق لتصبح وجود مفارق عن الوجود فلا يقع فى أسر الزمان ليصبح وحدة وجودية عابرة شأنها شأن أى وجود , كما أن خضوعه للمكان سيحصره كمفردة وجودية مُحددة ذات حدود شأنه شأن اى مفردة وجودية أخرى .

* الله غير محدود بالمكان .
كما قلنا أن فكرة الإله لن تستقيم إذا كانت مُحددة الوجود فهذا سيجعلها وحدة وجودية شأنها شأن أى وجود مهما عظم حجمها لذا يُصدر الفكر الدينى أن وجود الإله ممتداً بلا نهاية وبلا حدود لأن إعتبار أن له حد فهذا يعنى أنه وحدة ومفردة وجودية أخرى مثلنا .
بالرغم من هذا المنطق الذى يجعل وجود الله مُفارق إلا أن الفكر والتراث الدينى لا يحقق هذا بل ينسف فكرة لا محدوية الإله فى الكثير من المواضع أو للدقة فى كل المواضع , فلا تجد حدث أو صورة إلا وتجلى فيه مشهد الإله ذو الحدود والأبعاد , ولن يسعف المُبررون والمُحتالون أن يستعينوا بالمجاز والرمز فالمشاهد تتم فى صورة أحداث .. دعونا نمر سريعا على بعض النصوص والإشارات الواضحة التى تثبت أن مُبدع فكرة الإله لم يخطر فى باله قصة الله الغير محدود ليرسم صورة غارقة فى شخصنتها وبشريتها .
فى القرآن { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) الحاقة الاية 17- ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) يونس 10: 3 --- " وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ " (الزمر - 75 ) كما نجد رواية للبيهقى في دلائل النبوة:عن عمر رضي الله عنه قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لما اقترف ادم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي، فقال الله عز وجل: يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه، قال: لأنك يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت فيّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمدا رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك" .
إذن نحن أمام عرش مُحدد الأبعاد يحمله ثمانية يستوى عليه الله ولهذا العرش قوائم مكتوب عليها "لا إله إلا الله محمدا رسول الله " , وترى الملائكة تطوف حوله وهم حفاة فلا معنى هنا لمقولة ان الله غير محدود فكل علاقته ترتبط وتتحدد بالمكان .

ميثولوجيا الكتاب المقدس لا تختلف عن ميثولوجيا القرآن فنجد " ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه "(متى - إصحاح 23 --- " فاسمع اذا كلام الرب.قد رايت الرب جالسا على كرسيه وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره " (سفر الملوك 1 - 22) --- ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، 10 وَرَأَوْا إِلهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ " (سفر الخروج24)--- "كنت ارى انه وضعت عروش وجلس القديم الايام لباسه ابيض كالثلج وشعر راسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة "( حزقيال - 7) .
نجد العرش واضحاً ومحدداً فى الكتاب المقدس فهو موضع جلوس الله وجنود السماء عن يمينه ويساره ليصل تصويره بالعقيق وفى موضع آخر بعرش متحرك على عجلات نيرانية لنرى اننا امام صورة محددة ليس فيها إلتباس عن عرش محدد الأبعاد يستوعب إله محدد الأبعاد ولا عزاء لأصحاب مقولات الغير مادى والغير محدود .

مازال التراث الدينى يحفل ويحتفى بصور تُحدد الإله فى وجوده وتُشخصنه لنتعرض لملمح آخر عن حركة الإله ,,أى حركة المحدود !! .. ففى الكتاب المقدس ( وسمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة عند هبوب ريح النهار فنادى الربُّ الإلهُ آدمَ، وقال له: أين أنت؟ فقال: سمعت صوتك في الجنة، فخشيت لأني عريان، فاختبأت. فقال: من أعلمك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟) --- (فإنه هوذا الرب يخرج من مكانه، وينزل ويمشي على شوامخ الأرض , كل هذا من أجل إثم يعقوب) --- (فنزل الرب في عمود سحاب، ووقف في باب الخيمة.فقال اسمعا لكلامي. فمًا إلى فم، وعيانًا أتكلم معه لا بالألغاز) (العدد 12/5 - 8).--- " فنزل الرب لينظر المدينة و البرج اللذين كان بنو ادم يبنونهما" .!!

كما نرى فكرة النزول والصعود حاضرة أيضا فى التراث الإسلامى فعن أبي هريرة أن الرسول قال: (ينـزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له، صحيح البخاري ( رقم 1094)، وصحيح مسلم (758) ,,,, وفي رواية عند مسلم: (ينـزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر)،,, وفي رواية أخرى لمسلم أيضًا: (إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينـزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا حتى ينفجر الصبح) .

فكرة أن الله يقطن فى مملكته الإلهية السمائية التى تبدأ بعد الكون ليجلس على عرش ذو قوائم أو بدون , وتحمله ثمانية أو عجلات نارية , وكذلك مشهد أنه يمشى فى الجنه أو ينزل إلى السماء الدنيا ليراقب الأرض لا تستقيم مع فكرة الله الغير محدود بالمكان ويعضد هذا المشهد الكثير من المواضع فى التراث الدينى , كما لا يقدم لنا فى المقابل من قريب أو بعيد أى دلالة عن فكرة الله الغير محدود بالمكان التى يروج لها اللاهوتيون وعلماء الكلام بل صورة فجة عن إله يتحرك فى المكان .!

إذا كان النص الدينى لا يقدم لنا إلا صورة مُحددة ومَحدوده للإله تنسف فكرة الله الغير محدود لكننا سنحاول أن نتناقش مع اللاهوتيون الذين إخترعوا فكرة الإله الغير محدود فى جدل منطقى وفلسفى لتكون الضربة القاضية لهذه الإفتراضية ... فمعنى أن يكون للإله مملكة سمائية يقطن فيها تحتوى على الملائكة والجنات والجحيم سينسف فكرة لا محدودية الإله فحدوده فى مملكته وستجعل مشهد المملكة مكاناً ذو وحدة وجودية مهما بدا هذا المكان عظيماً , لذا تكون فكرة المملكة الإلهية مقوضة لفكرة الله الغير محدود .!! .. ولزاما لكى تعتمد اللامحدودية أن تنفى فكرة وجود مملكة وعرش حتى يتحرر الإله من المحدود .

فكرة الله الغير محدود مقولة بلا معنى وغير مُحققة فمعنى أن الله لا نهائى وغير محدود فى المطلق هو عدم تواجد أى وجود يحد وجوده , أى لا يتواجد وجود يبدأ الله بعده وجوده فلا نستطيع مثلا ان نقول أن وجوده يبدأ بعد حدود الكون فهذا يجعله مُحدداً مَحدوداً بالكون مهما عظم حجمه لذا لابد ان يتواجد الإله داخل الكون فى مئات المليارات من المجرات والنجوم والأجرام السمائية , كما لا يجب تصور أنه سيشغل الفراغ الكونى بين الأجرام فقط بل سيتواجد داخل الأجرام والنجوم ذاتها لأن معنى وجوده يبدأ من السطح الخارجى للنجم أو المجرة أن وجوده تحدد بحد هذا السطح لذا يلزم أن يتواجد فى كل الفضاء الكونى وداخل كل جزئية فى عمق الأجرام والنجوم .!

هذا يسرى على الأرض فبما أن الله غير محدود فى المُطلق فهذا يعنى أنه لن يبدأ وجوده من السطح الخارجى لكوكب الأرض أو ما مابعد الغلاف الجوى بل سيتواجد فى كل مكان بالهواء وأعماق الأرض والبحار وداخل الجبال فنحن نتعامل مع فكرة اللامحدود فى المطلق وهذا يعنى أن الله داخل أجسادنا وأجساد كل الحيوانات والطيور لأنه لو بدأ وجوده من بعد السطح الخارجى لأجسادنا فهذا يعنى أن هناك حد (الذى هو أجسادنا) يحد وجوده اللانهائى ليبدأ منه وجوده ومن هنا لزاماً أن يتواجد فى داخل أجسامنا وأدمغتنا وأحشائنا الداخلية , كما لن يُستثنى وجوده فى أجسام وأجساد الحيوانات الحية والميتة وكل الفطريات فهو متواجد فى كل مكان حتى الأماكن القذرة وجحور النمل , فلن يوجد حد يحد وجوده وإنتشاره وإلا أصبح محدوداً .!
سنمد إمكانيات فكرة اللامحدود فى المطلق لنجد أن الله سيتواجد داخل الخلية الحية بل داخل كل جزئ فلا تستثنى ذرة من عدم تواجد الله فى مكوناتها بل فى أدق مكوناتها لأن وجوده خارج النواه أو الإليكترون يعنى أن حدود وجوده يبدأ من خارجهم!

لا تندهش فهكذا معنى الغير محدود فى المطلق أن لا يوجد أى جزيئ وجودى يبدأ حدود الله بعده وهذا يعنى أن الله هو الوجود المادى ولا معنى لأى موجودات أنت تراها , بل لا معنى للإنسان ذاته فهو جزيئات من الإله لذا لن نسأل عن معنى الإنسان ومسرحية الثواب والعقاب والجنه والجحيم فالبشر جزيئاته , والجحيم والجنه جزيئاته , أى لا وجود للإنسان فى معادلة الحياة واللذة والألم فالله من يحيا , ومن يتلذذ , ومن يتألم .!
ترونها أفكار عبثية جنونية فهكذا هى نتاج التعامل مع فكرة هشة أُطلقت بدون حساب لتتمرد على قالبها فتصبح أرجلها على الأرض ورأسها بلا سقف ,, والغريب إنك ستجد من يقول لك بعدها أنه موجود فى كل مكان وكأنه يراه وكأنه لا يستحى من فكرة لن تجعل للوجود وجود .

* الله غير محدود بالزمان .!!
الفكر الدينى واللاهوتى يرى الله أزلياً أبدياً غير خاضع للزمان فهو ذو وجود سرمدى ليس له بداية أو نهاية وهذا القول يمنح الإله ألوهيته فخضوعه للزمان يعنى أنه وحدة وجودية تخضع له فيكون له بداية ونهاية كأى مفردة وجودية , ولكننا نحظى من التراث الدينى على صور ومواضع عديدة تقوض وتنسف فكرة الله الغير خاضع للزمان فهو يخلق حسب الأسطورة فى زمن وله يومه الإلهى الذى أنجز فيه الخلق ولديه مشاريع وتفاعلات وهناك يوم قيامة ينتظره لإنهاء الحياة .

الفكر اللاهوتي الذى يروج لفكرة ان الله خارج الزمان على إعتبار أنه أزلى أبدى هى فكرة لاحقة للذهن البشرى ولاحقة على التراث والأسطورة البدئية , فهى وجدت ان الإله لكى يكون إلها فلابد من ان يكون مفارقاً للزمان حتى يصبح ذو وجود مغاير وليس كوحدة وجودية مثلنا خاضعة للزمن مما يعنى أنه متحرر من البدايات والنهايات , ومن هنا نشأت فكرة الإله الخارج عن الزمن لتنزه الإله عن البدايات والنهايات وتبعده عن التواجد كمفردة وجودية. ولكن الزخم الكثيف المروج للإله فى التراث الدينى تجعل له إرتباط بالزمن فلا يفارقه بل خاضعاً له متعايشاً مع اللحظة .

حسب قصة الخلق فالإله هو من وضع ترتيب للخلق من خلال خطة تقيدت بالزمن وعندما إنتهى من مهمته التى ارتبطت بالايام السته إستراح او إستوى على العرش ليراقب هذه المنظومة التى ستتحرك مع الزمن منتظراً زمناً آخر يحين فيه قلب الطاولة المعروف بيوم القيامة .. إذن طالما هو عمل فى أيام فهو خاضع ومرتبط بالزمن , وطالما ينتظر ساعة الصفر " يوم القيامة " إذن هو داخل الزمن وخاضع له .

عندما نتكلم عن الزمن فسنعتنى بالتوقيت فنحن نعيش الزمن وندرك السنه واليوم والساعة والدقيقة ليكون الزمن مُرتبط بمكان فلا زمن بدون علاقة بالمكان , فالأرض كمكان تدور حول نفسها لتعطينا اليوم وتدور حول الشمس كمكان لتعطينا السنه .
الله خلق الكون فى ستة أيام وليست لدينا أى مشكلة ان نعتبر اليوم الإلهى بألف سنه أو مليون سنه كما يحاول المبررون والمتحايلون إسعاف اسطورة الستة الأيام فهذا لن يهم فى بحثنا , ولكن معنى وجود يوم إلهى يعادل مليون سنه من أيامنا الأرضية أن هناك علاقة وحركة مكان تُحقق اليوم الإلهى كأن نعتبر العرش الإلهى مثلاً يدور حول مجرة هائلة فيكون إتمام هذه الدورة هى يوم إلهى يعادل مليون سنه من عمرنا الأرضى مثلا ً , ولكن هذا الأمر فيه إشكالية كبرى فوجود المجرة التى يدور حولها العرش الإلهى هى وجود قهرى منفصل عن الإله .. أى أن وجود تلك المجرة هى خارج خلق الله وخارج وجوده فساعة يده مرتبطة بوجود المجرة المستقلة عنه وجوديا ... أى هناك وجود موجود ليس منه .! ..لن يكون هناك زمن إلا بوجود مكان .

هل الله له ماضى وحاضر ومستقبل ؟!.. إذا كان الله غير خاضع للزمان بإعتباره أزلياً أبدياً فهذا يعنى أنه ليس له ماضى ولا حاضر ولا مستقبل , فلو قلت أن له ماضى فقد تحددت لديه فترة أو حقبة زمنية فيها بداية ذات ماضى وكذلك كون لديه مستقبل فله نهاية فى المستقبل وطالما هو فرضاً بلا بدايات ولا نهايات فهو بلا ماضى ولا مستقبل .. إذا كانت الأمور هكذا فهو لم يحقق الخلق فالخلق ماضى وهو بلا ماضى , فلا يوجد ماضى فى أزلية لا نهائية ... وكذلك لا يوجد يوم للقيامة فى مستقبله فتحقيق حدث فى زمن المستقبل لن يتحقق فهو أبدى ليس لديه نقطة زمنية محددة يتوقف عندها وفارقة له .

الله المُقدر للأقدار لن يصيب الإنسان بشئ إلا عندما يحين زمنه وفقا للأجندة الإلهية المُرفق فيها الحدث بالدقيقة والساعة واليوم والسنه .. إذن هو يُراقب وينتظر الزمن الذى يتحقق فيها قدره .. فهو يعلم أننى سأكتب هذه الخربشة فى اليوم الفلانى فى الساعة العلانية , إذن هو ينتظر نقطة على الزمن .. إذن هو خاضع لحدود الزمان .

عدم الخضوع للزمان يعنى عدم وجود حدث يعطى قبل وبعد ولكن الله لديه حالة "قبل" وحالة "بعد" فهو قبل الخلق غير بعد الخلق , وهو بعد يوم القيامة غير قبل يوم القيامة بمعنى أن عدم الخضوع للزمان ينفى التاريخ لأن التأريخ يعنى حدث له بداية ونهاية يتحرك فى مدار المُحدد .

الزمان اللانهائى الغير محدود يمكن تشبيهه رياضياً بمستقيم لا نهائى فلا تستطيع أن تقف عند نقطة وتقول أنها تُنصف المستقيم نصفين مثلا فكل نقطة فيه تشبه النقطة الأخرى فلا يوجد لها ميزة فى الأقدمية أوالحداثة لذا لن نستطيع أن نقول "خلق" فهو نقطة على خط المستقيم اللانهائى تشبه أى نقطة أخرى لا يمكن تحديدها , وكذلك يوم القيامة ليست نقطة فارقة ليصبح وجودنا وفق نظرية الإله الأزلى الأبدى عبث وهراء وبلا معنى .

يقولون أن الله أوجد قانون الزمان والمكان ولا نعرف من أين أتوا بهذه المعلومة وكيف يثبتوها ولكن لإيجاد القانون يلزم وجود مصاحب لزمن فالقانون هو لحمية وجدلية الزمان والمكان فهو ليس طيف فى الفراغ بل العلاقة مع المكان .

ختاما .. هى فكرة بشرية أسقط فيها الإنسان خياله ورؤيته البسيطة ليخلق فكرة الإله يُمارس فيها كل براءته وبداوته فيرسم الفكرة فى إطار ملك عظيم يجلس على عرش يحمله ثمانية وتطوف حوله الملائكة بالتسبيح والتمجيد كجموع الشعب والعبيد التى تهلل للإمبراطور .. لم يتورع أن يجعل الإله ينزل ويطوف ويتحرك ويغتاظ ويغضب من الكفار والأنجاس بل يشارك فى القتال ضد المخالفين ليعجن الفكرة ببشريته وعنفه , ليأتى اللاهوتيون وعلماء الدين فيجدوا أن هذا الإغراق فى شخصنة الإله وربطه بالزمان والمكان يقوض الفكرة الإلهية فتتفتق عقولهم بإطلاق مقولة اللامحدودية فى الزمان والمكان حتى يجعلوا للفكرة وجود مغاير. ولكن الوجود لن يتحملها .

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السببية كمان وكمان -لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون.
- ثقافة المهانة والإمتهان-لماذا نحن متخلفون .
- حوارات حول المعرفة المطلقة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوه ...
- آلهة غاضبة أم بشر غاضبون-الأديان بشرية الهوى والهوية.
- نحن والجن وأحفاد القردة والخنازير- لماذا نحن متخلفون
- غريب هو إيمانهم !- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون.
- الخير والشر ومعضلة الإله-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ...
- النهى عن المنكر ومنهجية الوصاية - لماذا نحن متخلفون(6).
- فَكَرِهْنَا ذَلِكْ -الأديان بشرية الهوى والهوية (5)
- قليل من العقل والمنطق لن يضر-خربشة عقل على جدران الخرافة وال ...
- الأخلاق والسلوكيات فى الأديان بين الإزدواجية والإنتقائية-الد ...
- مصر إلى أين-سيناريوهات مؤلمة قادمة
- نهج الدم والبحث عن لذة الهمجية والبربرية - الدين عندما ينتهك ...
- آيات من سفر الوجود - تأملات وخواطر فى الإنسان والوجود والإله ...
- فى رحاب الشريعة - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (36)
- الله محبة !- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (24)
- أوراق الشجر والله - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.( 17)
- إشباع نرجسية وغرور من لذة التماهى فى مفهوم مغالط للوجود - لم ...
- عسكرة الإيمان أم إيمان العسكرة - لماذا نحن متخلفون ( 5 )
- نحو تطوير الفكرة الإلهية ! - خربشة عقل على جدران الخرافة وال ...


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الله غير محدود بالزمان والمكان-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .