أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - سحل حماده يُعرى ثقافتنا المستبدة –لماذ نحن متخلفون.















المزيد.....

سحل حماده يُعرى ثقافتنا المستبدة –لماذ نحن متخلفون.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 17:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سحل حماده يعرى ثقافتنا المستبدة – لماذ نحن متخلفون (14).

عند أسوار قصر الإتحادية فجعت شرائح عريضة من المصريين والرأى العام العالمى لمشهد سحل مواطن مصرى عاري على يد قوات الأمن لتتجسد البشاعة والإمتهان وإنتهاك آدمية الإنسان بلا رحمة فلا يوجد جديد تحت الشمس فأحمد مثل الحاج أحمد ونظام مرسى مثل نظام مبارك ليكون الخلاف أن أحدهما بلحية معتبراً ذاته نتاج الثورة والآخر بلا لحية .. هو مشهد ينتهك كرامة وإنسانية المصرى ولكن لن يمر دون أن يصفعنا بشدة ليس للإنتهاك والمذلة فقط التى تلف المشهد ولكن لتحث الغافلين الذين يتصورون أن الإستبداد قد غادرنا أن يفيقوا فالإستبداد والقهر ممزوج فى جيناتنا لم يبارحنا بعد .
http://www.youtube.com/watch?v=jwXellVJWGY

مشهد سحل المواطن المصرى عارياً يرفع معدلات الغضب والإستهجان فهكذا هو الحال لدى من تحركهم المشاهد وهى القدرة على الصراخ والنحيب متى أتيح لهم فرصة الصراخ ثم ماتلبث أن نهدأ وننسى لنتقلب على مشهد آخر نصرخ ثانية ونولول ثم نغادره .
فى خضم هذه المشهد الدرامي سنحظى بمن يصرخ وسنحظى أيضا بفصيل الإسلام السياسى ومريديه لنجدهم لا يصرخون ولا يعنيهم المشهد ليس برودا فحسب بل لأن خلفيات المشهد تشير لزعيم القبيلة لذا لن يملأون الدنيا صراخاً كما كانوا يصرخون من قمعية نظام مبارك فقد أصابهم الخرس , فالمسحول من خارج القبيلة ومنظره يحرجها لذا سنجد من يغمضون العيون وسنحظى بجناح مراوغ محتال يستنكر مشهد سحل المواطن حماده صابر بدبلوماسية ولكنهم سرعان ما يميعون القضية ليبررون ويتلمسون الأعذار ليصلوا فى النهاية لإدانة الضحية والأحرار وتبرير رجال الداخلية والإشادة بجهودهم !!

هذا المشهد لا يمر بدون أن ننال من قبح إسلاميون آخرون إفتقدوا لأى ملمح إنسانى لترتفع لديهم معدلات البشاعة يؤيدون قمع الشرطة الهمجى فقد حان العصف بالقوى المدنية الليبرالية المعارضة والنيل منها .
http://www.youtube.com/watch?v=6GerMRh-SQM
من الخطأ التعاطى مع المدعو الشيخ أبوإسلام فى تصريحه الذى لم يتعدى الدقيقتين ليسب المسحول والمتظاهرين والثوار وينعتهم بألفاظ لا تصنف سوى بالقذرة من العيب ان تأتى من رجل دين وإذا كنت أرفق هذا الفيديو فليس لفضح هذا الشيخ البذئ بقدر إعطاء صورة عن منتج من منتجات البشاعة والتشوه الناتجة من ثقافة القهر والإستبداد

مشهد سحل المواطن المصرى يؤكد رؤيتى القاسية التى سبق أن تناولتها بأننا شعوب تتمرغ فى مستنقع الإستبداد وتقتات منه قهراً وأن ما طرأ على الساحة العربية فيما يعرف بثورات الربيع العربى هو إستبدال مُستبد بمستبد أخر وسط نبت أخضر صغير يأمل فى الصعود داعياً للحرية والكرامة.
مشهد سحل المواطن المصرى يكون بمثابة مقدمة فيما نريد أن نؤكده من أننا لن ننال أى حرية وتقدم وخلاص من التخلف إلا بإقتلاع جذور ثقافتنا العفنة وإحلال مفردات ثقافية جديدة أتصور أن هناك براعم تنمو الآن بعيداً عنها .
مشهد سحل مواطن مصرى عارياً يدعونا للبحث فى هذا المنتج بدلا من الصراخ والبكاء حوله فهو مشهد يعرى ثقافتنا الإستبداية التى لم تنقرض بل تنمو وتعطى حصادها وما مشهد سحل حماده صابر إلا كشف الغطاء عن وعاء يحمل النتانة والعفن .

ثقافتنا الإستبدادية الأصيلة المتجذرة فى تربتنا العربية تجهض أى أمل للحرية والكرامة فهى ثقافة تعيد إنتاج نفسها على الداوم بلا كلل , لا يدخل فى قاموسها أى مفردة عن حرية وكرامة إنسانية فهى ثقافة قهر وإستبداد لا تقيم لحرية الإنسان أى وزن ... عندما نقول ثقافة فيعنى منهج ومنظومة تتعاطى مع الإدراك والوعى ونمط تفكير لتطرح نفسها فى سلوك .. فلا سلوك مجتمعى بدون ثقافة مهيمنة ترسم الحدود وخطوط المسار والحركة وتحدد آليات التعاطى لتتبلور فى سلوك يعبر عن ثقافة ,لذا إذا أردنا تحليل سلوك أى شعب علينا البحث فى جذور معرفته ومعارفه وتراثه الفكرى الذى ينهل منه .

مشهد سحل المواطن بفظاعته ليس مشهدا ساقطاً من السماء بل تمظهر لمفردات ثقافة شائعة تتحفنا من وقت لآخر بإنتاجها تستمد جذورها من إمتدادات عبر الزمان نلمحها فى صور ممنهجة تؤسس لأى مشهد إستبدادى قهرى تخلق فينا مقهورون ومستبدون لذا دعونا نلقى بعض الصور التى تؤسس للتخلف والقهر ومدى تأثيرها فى تأسيس سلوكيات الإنسان العربى لتتغلغل فى نسيجه البنائى وجياناته الفكرية تؤسس لقبول الإنتهاك بل بلعه وتبريره وتمريره ليصل إلى إستعذابه وتمنحه فى ذات الوقت القدرة على الإنتهاك والعصف بحرية وكرامة الآخرين متى أتيح له ذلك لنحظى على شخصية تتذبذب بين الإستبداد والقهر .

- رقبتك مقابل حرية فكرك .
ليس مسموح للمسلم أن يرتد عن دين الإسلام فالقتل هو جزاء طلب حرية الدماغ ,فالثقافة الإسلامية لا تعتنى بقصة حرية الفكر والإعتقاد فليس فى قاموسها وإن مررتها بحياء فهى تعنى حرية اهل الكتاب فى البقاء على إيمانهم ولكن لا حرية للمسلم أن يخرج عن دار الإسلام !!.. ليس للمسلم الحق فى حرية الإعتقاد بأى فكرة أو معتقد غير الإسلام لأنه مُجبر على البقاء فى دار الإسلام وإن فكر فى الخروج فالسيف حاضر ليفصل رأسه الذى راوده القناعة بمعتقد أو فكرة مغايرة ولكن للإنصاف تُعطى مهلة للإستتابة ولكن السيف حاضر عند باب الغرفة !!.. أن تولد مسلماً فهذا قدرك ومصيرك فلا فرار ولا معنى لحرية الفكر والإعتقاد فعليك حينها أن تصحبهما معك إلى قبرك ليتعلم المسلم الرضوخ للدرس الإستبدادى الأول ويقبله بخنوع وإنسحاق وإستحقاق .!

بالطبع ندرك لماذا حد الردة فى زمانها فالدين هوية الجماعة البشرية الإجتماعية السياسية فى زمن هكذا كانت الهويات والولاءات والإنتماءات ولكن أن تظل هذه المنظومة تفعل فعلها فى زمن مغايرأصبح فيه حرية الفكر والإعتقاد حق أصيل للإنسان لا يقبل التفاوض والمساومة ولا يخرجه من إنتماءه وولاءه فهنا الطامة الكبرى وتزداد البشاعة بقبول المسلم وإستسلامه لهذه الحالة التى تنال من حريته وكرامته الإنسانية فلا يستطيع أن يدين حد الردة لتتجذر ثقافة القهر.
لن تجد مسلم يصرخ محتجاً على قتل جاره المرتد .. لن تجد مسلم يدافع عن حق المرتد فى إعتقاد ما يريده بدون أن يقتله أو يلاحقه أو يضطهده أحد .. لن يدافع مسلم عن حق إنسان إرتد عن الإسلام بالرغم أنه يتشدق فى بعض المناسبات السياسية بحرية التعبير والإعتقاد والتظاهر .. لن تجد صوت خجول يعرب أن من حق جاره المرتد أن يترك الإسلام فهذا من أساسيات حرية الإنسان..لن تجد أحد يحمى ويعضد المرتد فى نيل حقه الإنسانى بل ستجد من يصرخ طالباً رأسه وفى أكثر الأحوال ترفقاً سيصرف النظر عن الإنتهاكات التى ستناله كونه مارس حقه كإنسان .
لا يعنينى التعاطى مع حد الردة فى حد ذاته ولا أراها قضية مطروحة بشدة على الساحة ولكن يعنينا تأثير هذه المفردة الثقافية على الإنسان المسلم والمحصلة والنتيجة النهائية فنحن أمام إنسان إرتضى بمنظومة الإستبداد الفكرى لتدخل فى جيناته تشكل رؤيته وسلوكه فى كافة مناحى الحياة فقد إرتضى بنظرية إنتهاك حريته ولا يجد في ذلك غضاضة بل سيقف مشجعًا لإنتهاك حرية الآخر لذا لن يكون صعباً قبول مشهد سحل مواطن مصرى عارى وإعتباره شئ غير مؤسف فالإنتهاك فى النفس له جذور.

•هدم ونسف الأضرحة .
هدم ونسف الأضرحة والمقامات مشاهد حاضرة فى عالمنا العربى نشهده فى العراق ويجد طريقه فى ليبيا وتونس ومصر وسوريه وسائر البلدان التى تشهد مداً أصولياً أو بمعنى آخر حضور قوى لثقافتنا التليدة , ليصدم هذا الموقف العنيف الباغى مشاعر الصوفيين ومريديهم مقدسى المقامات ومن يرونهم أولياء صالحين ... هذا الموقف المتعنت العنيف فى هدم ونسف الأضرحة والمقامات يجد بالفعل مصدره من التراث الإسلامى فهناك نهى عن استخدام المقابر والاضرحة كأماكن للصلاة حيث ورد عن نبى الإسلام : (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) ..إذن موقف السلفيين تجاه الأضرحة له ما يبرره من التراث الإسلامى ولكن الطامة الكبرى أنه لا يكتفى بالنهى ولكن يطلب الفعل وهذا هو الجذر المؤسس للإستبداد .. نعم نحن نتلمس جذر الإستبداد الحقيقى عندما لا يكتفى النص بالنهى ليدخل حيز الفعل والقهر سواء تم هذا على يد مؤسسات أو أفراد .
إشكالية الأديان والفكر الدينى انها لا تعترف بحرية الإنسان فى الفكر والإعتقاد والسلوك فالدين لا يكتفى بنهى وتحذير مؤمنيه من الشرور والمفاسد وإرساء منظومتة الأخلاقية و السلوكية بل يقوم يدور إجرائى رقابى ليمارس فعل قهرى بضرورة الإمتثال لما ينهيه ويرفضه فهو هنا يتناقض على الأقل مع فكرة الثواب والعقاب والمحكمة الإلهية لتبدو عبثية .
ما الإشكالية أن تُحذر وتنهى وترفض سلوك وفهم الآخرين كتقديس الأضرحة والمقامات وتنصرف لحال سبيلك فقد قمت بمهمة الدعوة والتحذير لتدعه مع ذاته .. سلوك الدعوة والإرشاد غير وارد فى ثقافتنا العربية متى إمتلكنا القوة فما أراه قبيحا سأزيله بيدى ولا وجود لهذا الهراء عن حرية الفكر والاعتقاد وإحترام حرية الآخرين فعليهم الإمتثال لفكرى ورؤيتى الصائبة رغماً عنهم .. أليس هذا إستبداد يجد حضوره فى جينات المجتمع العربى .

-لا حرية للأقباط والشيعة والبهائيين .
تشهد مصر من آن لآخر أحداث طائفية لأن الأقباط يبنون كنيسة أو يرممون دورة مياه ليثور ثائرة المسلمين وتصل الأمور إلى هدم الكنيسة أو حرقها ولا يستثنى شيعة مصر من المضايقة والملاحقة ومنعهم من إستخدام مساجدهم لممارسة صلواتهم أو إجتماعاتهم , وينضم لركب الملاحقة والحصار البهائيين ليكون الإنتقام اشد ضراوة كونهم الأقل عددا .
عندما نقول ممارسات تتسم بالإضطهاد والمضايقة فنعنى سلوك جمهور من المسلمين وليس الجهات الرسمية وهذا ما يجب الإنتباه إليه فلدينا ممارسات إستبدادية يمارسها المسلمون العاديون ضد فئات أخرى ترى أن ليس من حقها أن تمارس حقوقها فى العبادة .
هذا النهج الإستبدادى يستمد جذوره من ثقافة لها تاريخها التراثى الرافض لبناء الكنائس أو ترميمها معتبراً البلد إسلامية لا يحق للآخر أن يمارس صلواته وعبادته الكفرية ويمكن لمن يهوى التفتيش فى التراث أن يحظى على زخم من المشاهد التى تضيق على المسيحى ممارسة حقوقه فى العبادة .. هذا النهج حاضراً أيضا بين المذاهب الإسلامية ذاتها لتتوقف على ميزان القوى والخريطة السكانية فعند تسيد السنه تجد تضييق وحصار على أصحاب المذهب الشيعى وعندما تجد تسيد للمذهب الشيعى كما فى إيران يتم التضييق على أصحاب مذهب أهل السنه .

لن نتوقف عند المصادر التراثية التى تؤجج الصراع والإضطهاد والمحاصرة ولكن سيعنينا هو الإعتناء بالجمهور الذى يمارس التضييق والإضطهاد على شركاء فى الوطن كونهم يريدون ممارسة شعائرهم الدينية ..فنحن هنا أمام تجليات الثقافة المستبدة بعد أن تغلغلت فى النفوس لتمارس دورها لتنتج مسلم هائج على الأقباط أو الشيعة أو البهائيين يمنح ذاته ممارسة السطوة على أخيه فى الوطن .. لن تجد من يقول له قف عند حدك فهذا ليس من شأنك أن تتدخل فى رغبة شريكك فى الوطن لبناء معبد أو كنيسة فهذا حقه فلماذا تدس أنفك فيه .

-الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
جذور الإستبداد تترعرع من فلسفة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فسريان الثقافة الإستبدادية وتأصيل نهجها يأتى من النهى عن المنكر كحجر زاوية فى البناء الإستبدادى للمنظومة العربية لتتغلغل فى نفسية ووجدان وذهنية المسلم العادى وتقطع أى صلة بمعنى الحرية فلا حرية لشاب ان يسير مع خطيبته ليهان وقد تنتهى بحتفه كما فى حادثة شاب السويس , لا حرية فى ان لا أصلى لأجد عصا المطوع تجلدنى , لا حرية فى ممارسة أى تمظهر للحرية فهناك من يتدخل فى حريتى ليقهرنى عن عدم ممارستها بالرغم أن ممارساتى وسلوكى لا تنال من حرية وكرامة الآخر.
المفترض فى الأديان أنها تقدم للإنسان السلوك الذى يرتضيه الإله وتحذر وتنهى عن السلوكيات المرفوضة والقبيحة و مهما إرتفع سقف تزمتها وتصلدها فيجب أن تقف عند خط تحديد معالم الطريق القويم لا تتجاوزه لتترك الإنسان حرية ممارسة سلوكه بدون قهر وعصا وسيف تلوح به .
عندما يرضخ الإنسان لإنتهاك حريته وكرامته سامحاً لقوى الإستبداد أن تمارس فعلها ليمنحها الشرعية فما المشكلة أن يتقبل أى مؤسسة إستبدادية تمارس فعلها عليه فقد سلم بيده حريته وكرامته فلا تسأل لماذا نحن شعوب تُهان – عندما يتدخل احد ليفتش فى شكل العلاقة بينى وبين إمرأة وعلىّ إثبات أنها أختى أو زوجتى حتى أنال العفو فهذا انتهاك صريح تم التسليم والإنبطاح أمامه .
النهى عن المنكر والسماح بالتدخل فى حرية الفكر والسلوك هو تشريع الإستبداد ومنهجته وتأطيره ليصبح ناموس حياة فنقبل من يدس أنفه فى حياتنا ويجبرنا على ان ننتهج ما يريده فماذا بقى بعد ذلك ؟!.

لا توجد لدينا ثقافة " وإنت مالك .. ماشأنك " .. ما شأنك فى أن أؤمن وأعتقد بأى مذهب أو دين .. ما شأنك إذا كنت أقدس الأضرحة والأولياء الصالحين .. ما شأنك إن كنت أصلى أم لا .. ما شأنك ان هذه الفتاة حبيبتى أو أختى .. لا شأن لأحد أن يتدخل فى حريتى وإنسانيتى .. لا شأن لأحد أن يكون وصياً على فكرى وسلوكى ومنهجى طالما لا أضيره وأنال منه .

هناك المزيد من المشاهد التى تنتج نفسية مستبدة مقهورة .. نفسية مشوهة تم سحقها فقبلت القهر وباركته .. نفسية وصلت بها المهانة أن لا تدرك أنها مسحوقة لتغطى ضعفها وهوانها بممارسة الإستبداد والتعسف على الآخرين فتدس أنفها فى حياتهم تأبى لهم الحرية وتستنكف ان تكون لهم كرامة .

بالطبع من الخطأ تصور أن المسلمين تواقون للإرتداد وأن حد الردة فاعل وأن حرق الأضرحة والمقامات والكنائس يتم على قدم وساق أو أن هيئة النهى عن المنكر حاضرة فاعلة فالإنسان لا يتعلم من خلال الضرب فوق دماغه بل من قراءة التاريخ والتراث والمشاهد العابرة التى تمر امام عيونه لتؤصل مفرداته الفكرية الثقافية المختزنة لتجد إختبارها عند حدث لتظهر أصالة تلك الثقافة والنهج الرافض للحرية .
هل أدركنا الآن ما معنى ثقافة مهيمنة تفرز منهجية الإستبداد لتجعلنا مقهورون دون أن نتحسس أننا مقهورون .. عندما نفتقد القدرة على الحس بالقهر والإستبداد فهل نأمل فى كرامة إنسانية ... وهل نأمل الخروج من النفق .

مشهد حماده صابر المسحول العارى على يد قوات الأمن يجد إعتياده عند البعض والقبول لدى البعض الآخر فهذا يعنى إستدعاء صور الذل والمهانه من أرشيف الإستبداد والقهر .. هى صورة ليست جديدة ولا طارئة بل منتج طبيعى لثقافة القهر والإستبداد التى سحقت ومحت كرامة الإنسان على مدى قرون عديدة لتؤسس للنفى والإلغاء واهدار الحرية والكرامة وسيظل المسلسل مستمراً مهما تغيرت الوجوه إلا أن تتولد ثقافة جديدة تعلى من حرية عقل وفكر الإنسان .

نحن شعوب مَقهورة ممسوخة من جراء ثقافة أصلت فينا منهجية السحق والقهر لينالنا الطغاة فهم من صلبنا من بين الترائب يمارسون إستبدادهم لنجد من يلعق نعالهم ويلعن من لا يلعق نعالهم ..لا سبيل للتخلص من التخلف والرجعية والإستبداد إلا بتغيير ثقافتنا البائسة التى تنتج وتؤصل وتجذر مفاهيم الإنتهاك والإستبداد ولكن فى وسط هذه الظلمة الحالكة هناك نبت أخضر ينمو طالبا الحرية والكرامة فنحن فى النهاية بشر .

دمتم بخير .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يركلون الكرسى– لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- ثقافة الكذب المقدس-لماذا نحن متخلفون .
- ثقافة القبيلة والقطيع-مُستبدون ومَقهورون– لماذا نحن متخلفون ...
- الله القوى- نحن نخلق آلهتنا.
- رؤية موضوعية للإسلام والمسلمين وعلاقتهم بالتخلف-لماذا نحن مت ...
- كافر من يرفض الشريعة-تديين السياسة أم تسييس الدين .
- الظن والوهم الذى أصبح وجوداً-خربشة عقل على جدران الخرافة وال ...
- أسباب التنزيل-إرادات إلهية أم مواءمات بشرية-الأديان بشرية ال ...
- إنهم يحرثون الأرض للتخلف- لماذا نحن متخلفون .
- الزيف واللامصداقية كنتاج ثقافة الخوف- لماذا نحن متخلفون.
- وسقطت ورقة التوت أمام قصر الإتحادية- الإسلاميون والديمقراطية ...
- حتمية إنحسار الإسلام السياسى الإجتماعى الثقافى-رؤية إستشرافي ...
- فى رحاب الشريعة - لماذا نحن متخلفون
- إنهم يزرعون الكراهية والتوجس والعداء -الدين عندما ينتهك إنسا ...
- هى حظوظ من الجغرافيا والتاريخ-لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .
- قضية للمناقشة .!!
- لماذا نحن هكذا ؟!-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا .
- مقولات كبيرة ولكن تنسف نفسها -خربشة عقل على جدران الخرافة وا ...
- الله والذبائح والأضاحى-الأديان بشرية الهوى والهوية.
- أسئلة على المحك -لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون .


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - سحل حماده يُعرى ثقافتنا المستبدة –لماذ نحن متخلفون.