أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - لم نعد نشرب قهوة الصباح على انغام فيروز














المزيد.....

لم نعد نشرب قهوة الصباح على انغام فيروز


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 19:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما عدنا نشرب قهوة الصباح على أنغام فيروز
أسعد العزوني
عفوا فيروز ،ومعذرة ،لم نعد نرتشف قهوتنا في الصباح ،على أنغامك الشجية،والإنبهار بطلتك الأبهى،ملكة الطرب الأصيل،والكلمة الطيبة ،والصوت الملائكي.
ما عدنا نفعل ذلك ،ليس لشيء يتعلق بملكة الفن والطرب الأصيل فيروز،وليس لأننا شعرنا بالملل من الإنبهار بما يصدر عن فيروز الملكة،فنحن من الذين أدمنا على حب ،بل وعشق فيروز الطلة والأداء والشموخ والعزة.
عذرا فيروز ومعذرة ،ما عدنا نهتم بهذه الطقوس ،وما عاد فنجال القهوة يمنحنا المتعة التي كنا نجنيها إبان عنفواننا الثوري،الذي كنا فيه نمتلك الوقت لنمارس هذا الطقس المحبب لنفس.
لم تعد صباحاتنا السابقة ،كماهي اليوم ،رغم تجذر الهزيمة فينا،لكننا آنذاك كنا نمتلك الأمل بالتغيير والتحرير،فلم تكن القدس قيد التهويد،ولا بغداد تحت الإحتلال ،ولم نذق حسرة إحتلال بيروت،على مرآى ومسمع من أصحاب الشعارات القومية والأممية، وها نحن نشرب نخب شامنا دما سفح على قارعة المؤامرات ،بل كانت هناك مساحات من الأمل بغد أفضل،وحياة غير حياة الذل.
صباحاتنا اليوم نمضيها بلا قهوة على أنغام فيروز ،وحتى القهوة لم نعد نتلذذ بإرتشافها وتذوق هيلها،وربما مضغ حبات القهوة الطازجة من قبيل الرفاه.
صباحاتنا اليوم نقضيها بكاء ودموعا وحسرة على واقعنا الذي إتسم بالدمار الشامل ،فلا القدس عادت ولا قاهرة المعز نجت ،ولا بغداد تحركت لنجدتنا ،فأي أناس نحن؟
نحن نقضي صباحاتنا بمتابعة جراحاتنا النازفة في فلسطين والعراق ولبنان واليمن ومصر والسودان وموريتانيا والجزائر وتونس وسوريا ،ونتمعن بلحمنا كيف يتم تقطيعه إربا إربا ،على أيدي "الأعدقاء" جميعا الذين تحالفوا ضدنا ،وإستباحوا لحمنا ودمنا،ونحن لا حول لنا ولا قوة،وألدهى من ذلك اننا ننفذ ذبحنا بأـيدينا.فأي بشر نحن؟
عفوا فيروز ومعذرة،لم نعد نمتلك ترف المزاج لنرتشف فنجال قهوتنا الصباحي في حضرة صوتك الفخيم ،بل ضعنا في واقعنا المرير ،وأمسنا القاسي وغدنا المجهول.
كنا في حروبنا مع إسرائيل ،والتي كانت تفرض علينا، نتفاخر بالأدب أمام جحافل جيوشها، إذ لم يكن لدى جيوشنا الجرارة الأوامر للمواجهة مع إسرائيل ،لذلك كان إحتلال أراضينا أسهل على الجيش الإسرائيلي من سقوط حبة التين عندما تنضج مليا.
لكننا في مواجهاتنا مع بعضنا البعض، نكون غير ذلك ،ونتلبس الرجولة قهرا ونحرق الأرض تحت أقدامنا ،ونتحالف مع الشيطان لنحقق أهدافنا، وهنا يحق لي التساؤل :لماذا يحرقون ويدمرون دمشق، وهم لم يحركوا ساكنا في مواجهة إسرائيل في كل حروبها الممسرحة؟
لماذا تعاقدوا مع حلف الناتو لتدمير طرابلس وبنغازي؟ لماذا تحرك سنة العراق هذه الأيام؟ لماذا يمنع الفلسطينيون من إنتفاضة ثالثة؟أسئلة لا حصر لها تعصف بالذهن وتحرك زواياه الساكنة ،فهل من مجيب؟
عفوا فيروز ومعذرة، ما عدنا قادرين على الإستمتاع بحضورك البهي ،مع فنجال القهوة ،فقد مات فينا الإحساس،وأصبحنا جثثا تتحرك لكن دون روح وثابة .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحول الرأي العام العالمي..لماذا؟
- العراق ..هل دخل مرحلة التقسيم؟
- ليفني إذ تقود المفاوضات...وعلى الأرض السلام
- فلسطينيا..التصعيد هو الحل
- السيد حمادي الجبالي ...كل الإحترام
- الجهاد في سوريا ..أفغانستان من جديد
- السلفية في مواجهة الإسلام السياسي
- خارطة طريق لإنجاح -الثورات- العربيةوعدم إختطافها!
- سوريا ..العقاب والحل
- نتنياهو يترنح امام أوباما..العبرة في التنفيذ
- المصالحة الفلسطينية لن تتم حتى لو وقعوا؟!
- سوريا الدولة ..تعاقب
- الثورة السورية خنجر مسموم في قلب الأمة
- العلاقات العربية -الإيرانية..الفيتو الأمريكي
- أوباما قادم ..ماذا سنقول له؟
- اليد الإسرائيلية الطولى ..من يقطعها؟
- هل وصل التقسيم إلى مصر؟
- الأردن بعد افنتخابات ..خلط اوراق متعمد
- الأردن بعد الإنتخابات....خلط اوراق متعمد
- العراق على مذبح التقسيم الطائفي


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - لم نعد نشرب قهوة الصباح على انغام فيروز