أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - حوار من أجل الحوار المنهجي














المزيد.....

حوار من أجل الحوار المنهجي


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الحقيقة نحن نطالب القائمين على هذا الصراع الذي تكاد فيه الطبائع أن تتغلّب على التطبّع بأن يحزموا أمر هذا الموقع ويدفعونه نحو التفكير النقدي الانساني الممنهج
قبل أن يندفع باتجاه الغيبوبة التي لا يصح في إطارها نائم , وأنا أزور هذا الموقع بين الفينة والفينه ولم أجد شيئ يتغيّر فالمواويل هي ذاتها وإن حصل تغيير فنراه في الالحان فقط

واتمنى أن تعيروا كلماتي المتواضعة وتقنوعوني ... لماذا تتحرّك الامور بهذا الشكل ؟

فالاشكالية الاساسية ،لا تتعلق بادراك مفهوم الحوار بل بالوعي باهميته والقدرة والقابلية على ممارسته وتحررالفرد من القيود المكبلة لوعيه وارادته ، فالحالة الثقافية العامة تظهر ان فئة من المثقفين يمتلكون مخزون معرفي وقدرات تنظيرية جيدة ، ولكن المشكلة في هذا النوع من المثقفين الذين يسوقون الافكار للاخرين ، انهم يعجزون عن ممارستها والتمثل لها في تعاملهم مع مجتمعهم ، فالمثقف ذاته يحمل الشي ونقيضه في آن واحد ، وهذه الحقيقة الصراعية والقيمية في ذات الفرد والجماعة ، تؤكد صعوبة الفصل التعسفي بين ثقافة الماضي المنشئة وثقافة الحاضرالمٌتًلبسةٍ ، فالهزات العنيفة والمتغيرات لم تحدث من التغيير ما يكفي في بناء ثقافة جديدة تنتقل بالفرد من دائرة التعصب والجمود والتبعية الى القدرة على الخلق والابداع والقبول بالاخر، فظل الحاضرفي ايقاعه وتفاعله العام امتدادا للماضي و نتاج مباشرا له ، وبين الماضي والحاضر فان اعمال وفعل العقل لم تتعثر بغياب تعلم التفكير الناقد والمشاركة السياسية ، وتظل هناك فجوة كبيرة بين النظرية والممارسة

ولا بد من تحديد الاولويات من المشاكل التي تقف أمامنا وتمنعنا من التقدم بل انها في الغالب تدفعنا الى الخلف
هناك ثلاثه قيود على الانسان العربي طرحها مالك ابن نبىي في الستينات من القرن المنصرم وأكدها الجابري وكذلك الكثير من المفكرين العرب
والقيود الثلاثة هي : قيد الاستعمار المباشر والغير مباشر , قيد الحاكم بأمر الاستعمار ( الحكام الفاسدين ) والقيد الثالث هو قيد الثقافة المجتمعية والذي يعتبر هو الاخطر ولا يمكن التحرر من الاستعمار ومن الحكام التابعين للاستعمار إلاّ بعد التحرر من قيد الثقافة المجتمعية
ومن وجهة نظري الشخصية إننا نقف عند اهم وأعقد نقطه وهي قيد الثقافة المجتمعية التي تصنع الصراع وتدفع الفرد نحو عبادة فردانيته دون علمه لحتى ألحق الضرر في شخصيته ( ذاته ) وبدلا من أن ينطلق كشريك للأشياء المجتمعية العامة مستخدما عقله النقدي التحليلي الواعي نراه ينطلق من داخل الاشياء ويتحدّث من عمق المرجعيات وفي حال إن يتحدّث عن الوطن يتحدّث بصفة المالك الوحيد وهو لا يعلم بأنه يقصي الآخرين بل أنه يعتقد أنه يظهر حبه للوطن وهذه الحالة يسميها المفكرين بالخلل الحضاري الذي أصاب ماهية الانسان وصار عاطفيا ومنفعلا يتحرّك مع الاحداث بقوّة دون أي حسابات وينطفي أمام منعطفات خطيره كان عليه أن يتحرّك بها وبذلك يفقد قدرة التنسيق بين الاحداث كما إن أخطر شيئ لدى الناس العاطفيين مهما اتسموا بالكرم والشجاعة هو فقدان القدرة على انتاج المعرفة ـــ والكل يعرف خطورة هذه المسألة ـــ فصاحبها إن كان متدينا فهو يحفظ التأريخ والتراث كمواد جاهزة والكثير منها لم يعد صالح لعصرنا الراهن لانه يحفظه عن ظهر قلب فيلقنه للأجيال وان كان الرجل علماني أو وسطي فهو يذهب الى الشرق أو الى الغرب فيعود محملا بالمعلومات بدون تبيئة ولا تنقية ولا تمحيص بمعنى إنه مجرّد ناقل أو مقلّد وفي هذ الحالة تصبح الشعوب عائشة بعقليات الماضي أو انها تعيش بعقول غيرها ...

ولا شك إن اصلاح الذات ( التغيير ) هو النقطة الاولى على طريق إصلاح المجتمع وهذا الامر بحاجة الى إنشاء محطات مراجعة جديه نستلهم من خلالها وجودنا الحضاري ومهامنا على ضوء دراسات وتحليلات يكون العقل هو رائدها وليس العاطفة , ولا بد لنا من التحرر من العقدة الاكبر ( الثقافة المجتمعية ) التي تنتج الصراع الذي يبدأ من التعصّب للذات ويمر بالمواجهة وينتهي بالاقصاء وكل واحدة تولد من رحم سابقتها كما اشرنا سابقا والثقافة المجتمعية تعتبر شبكة معقدة متداخلة ومتماسكة ويستغليها الاستعمار وأتباعه في تجهيل الشعوب وشغلها بالصراع مع بعضها للسيطرة على مقدراتها , والثقافة المجتمعية لها قيود تنشأ وتترعرع مع الانسان من الاسرة والمجتمع الصغير والمدرسة والمسجد والاعلام ويضاف الى ذلك التركيب النفسي للفرد ذاته

وأنا أجزم إن الحوار المنهجي الانساني يقوم على ثلاث ( وعي , إخلاق وإرادة )
فهل ينقصكم شيئ من هذه الثوابت الثلاث ؟



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنوبيين هم الرواد الاوائل لثورات الربيع العربي ويستحقون دع ...
- الحرية العمياء والاستبداد المبصر .. كارثتين
- العرب .. أبطال هدم وبدون منافس
- من أنتم ؟ ولمن تكتبون ؟
- عقول مقيده تحاول فك قيود الآخرين
- العبودية العصرية في بلاد العم سام والمتخلفة في السعودية
- تنتصرون للقوى الرأسمالية بذكاء وغباء في آن
- الالحاد الذي يخدم الاسلام السياسي
- الشمولية والاقصاء عند العرب .. ظاهرة متأصّلة
- العلمانية التي تشبه الوهابية ( 2 )
- العلمانية التي تشبه الوهابية في أهدافها
- اليسار يلعب مع اليمين والرأسمالية تسجل الاهداف
- الخلل في العقول وليس في المناهج العلمانية أو الدينية
- مهما ضاقت حرية موقع الحوار .. يظل هو الافضل
- هل الاديان خرافه .. أم الاسلام فقط ؟ .. الى العلمانيين
- يُدافعون عن ألرسول بألسِنتهم ويسيئون إليه بأفعالهم
- كيف .. ؟ للنُّخَبْ ألمُغمى عليها أن تصحّي شعوبها
- ألكُتّاب ألذين يشبهون ألزُّعماء العرب
- كيف نُميّز ألْمُنحَلْ من ألمُتمدّن والمُتديّن من ألمُتخلّف
- ألضّياع بين مطرقة المؤيدين للدين وسندان المعاديين له


المزيد.....




- -مازلت أسمع أصواتكم-.. نانسي عجرم تشارك متابعيها لحظات من حف ...
- قطر: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أنتج -زخما- لاستئناف ...
- البرلمان الإيراني يمهّد لقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطا ...
- الحكم الثاني على القيادي الطلابي معاذ الشرقاوي بالسجن عشر س ...
- كيف انتهت مواجهة الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل؟
- أطفال سيفورا ـ الهوس بمستحضرات العناية بالبشرة رغم المخاطر
- الجيش الإسرائيلي يقتل المزيد من الفلسطينيين المحاصرين والجائ ...
- البرلمان الإيراني يوافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع ال ...
- ضبابية موقف ترامب بشأن الالتزام ببند الدفاع المشترك يلقي بظل ...
- مدينة تبريز موطن الأذريين شمالي غربي إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - حوار من أجل الحوار المنهجي