أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - قيم الراعي والقطيع السائدة في الكيانات الحزبية















المزيد.....

قيم الراعي والقطيع السائدة في الكيانات الحزبية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1155 - 2005 / 4 / 2 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشعر الفرد في المجتمعات المتخلفة التي تعاني من الاستبداد، بالتهديد المتواصل بالجوع والفقر والاعتقال والتصفية. لذا يندفع غريزياً في البحث عن مظلة اجتماعية توفر له الحماية النفسية الكاذبة للحفاظ على استقراره الذاتي وتواصله مع الحياة، وقد تكون تلك المظلة العشيرة التي أعيد الاعتبار لنفوذها أو لكيان حزبي يؤمن له الحماية الكاذبة.
وهذا ما يفسر حجم انخراط المضطهدين والأقليات القومية وما تشعر به من تهديد لكيانها تحت خيمة الكيانات الحزبية، وغالبا ما يغلف الانخراط الحزبي بإطار فكري للتغطية على دوافعه الحقيقة.
هناك اختلاف في حجم الحماية في مظلة العشيرة عنه في مظلة الكيان الحزبي، فالأولى تنطلق من عرى الصلات القرابية والعادات الاجتماعية المتوارثة لتأمين الحماية اللازمة لأفرادها. ومهما بلغ حجم الخلاف بين أفراد العشيرة الواحدة، فإن الفرد المنتمي لها لايفقد سمة الحماية لأن صلة الدم تعتبر الآلية الناظمة لمنظومة الدفاع المشترك.
إما في الثانية (الكيان الحزبي) فهناك خليط متنوع من البشر، يتسترون تحت يافطة وحدة الرأي والقيم الميتافيزيقية الداعية للعدالة والمساواة بين البشر معلنين إيمانهم بها لكنهم غير واعين لماهيتها. وحقيقة انتمائهم لتلك الكيانات لايعود إلى انشغالهم بالهمًّ العام وإدراكهم للمثل العليا، وأنما يعود إلى الحاجة في اللاوعي للحصول على الحماية الكاذبة لذواتهم المهددة في مجتمعات تعاني من الاستبداد، ويفقد الكيان الحزبي مظلة الحماية عند نشوب أيا خلاف بينه وبين قيادته.
وتستغل قيادات الكيانات الحزبية حالة عدم الاستقرار والشعور بالتهديد لدى العامة من الناس لتحقيق مآربها للفوز بالمركز الاجتماعي المرموق خاصة أن أغلب تلك القيادات من الجهلة والأميين وحثالات القاع وليس لديهم فرصة للنجاح في خوض التنافس الاجتماعي الحر لتحقيق ذواتهم!.
ويتحلى الكائن الحزبي بمواصفات غاية في السوء في تلك الكيانات منها: إنه مسلوب الإرادة ويفتقد للمبادرة ولايتحرك إلا بتوجيه حزبي...ومنغلق التفكير ومتحجر الرأي وغير قابل للتطور، إنه إنسان الفتوى! ينتظر صدور الفتاوى من قيادته الحزبية ليساهم في الحراك الاجتماعي، وإبداء الرأي وإجراء المصالحة أو الخصام مع الآخرين.
إنه مطيع، إطاعة عمياء لقيادته، وتسيطر عليه هواجس من الخوف والخشية من تخلي الكيان الحزبي عنه، وبالتالي يصبح خارج مظلة الحماية ويفقد توازنه النفسي. هذا الرعب وفقدان الثقة بالنفس، يجعله أسير قيم الراعي والقطيع، ويسير وفقاً لتوجهات الراعي (القيادة) الملوح بالعصا والموجة لكلاب الحراسة لإعادة أي كائن حزبي يخرج عن مسار القطيع.
قيم الراعي والقطيع الحقيقية، تفرض على الراعي تامين الحماية والسلامة للقطيع من الحيوانات المفترسة واختيار المرعى الغني بالكلأ والعشب لتامين حاجات القطيع الغذائية، وبالمقابل على القطيع إطاعة الراعي وتقديم مزيداً من الإنتاج الحيواني لتحسين ظروف معيشة الراعي.
وبالضد من ذلك نجد أنه بالرغم من تبني قيم الراعي والقطيع في إدارة الكيان الحزبي، فإن الراعي (القيادة) لايجد من مهامه تأمين الحماية للقطيع (الكائنات الحزبية). ويطلب الحماية من الكائنات ذاتها، ويفرض عليهم نهج التضحية من أجل حماية القيادة الجبانة.
وترسخ قيادة الكيان الحزبي مفهوم التضحية في ذهنية الكائن الحزبي وتجعلها إحدى مهامه الأساس من أجل تأمين سلامتها. كما أنها تفرض الطاعة والإذعان عليه وتحمله من الخسائر ما يفوق طاقته لتجني هي المكاسب!.
وتبقى كلاب الحراسة الحزبية العيون الساهرة للقيادة والمستعدة للفتك بأي كائن حزبي رافض للمهام الموكلة إليه، وتلوح القيادة بين آونة وأخرى بالعصا لإرهاب بقية أفراد القطيع حتى لايجول في خاطرهم المطالبة بدور قيادي. وهي التي تقرر أي كلب من كلاب الحراسة الحزبية، سيأخذ دوراً قياداً متقدما في مؤتمراتها الصورية.
يعتقد ((هربرت ريد))" هناك العديد من البشر الذين لايجدون الآمان إلا في وسط الأعداد الكبيرة. ويجدون السعادة في أن يبقوا مجهولين ليمارسوا عملهم الروتيني، إنهم لايسعون إلى شيء أفضل من أن يكونوا رأساً في قطيع يسوقه راع أو جنود تحت إمرة قائد أو عبيد تحت سطوة طاغية. والقليلون منهم فقط هم الذين ينتظرون دورهم في أن يصبحوا الرعاة والرؤساء والقادة لأولئك الذين اختاروا بإرادتهم أن يكونوا تابعين".
إن ترسيخ قيم الراعي والقطيع المعكوسة المهام في ذهنية الكائن الحزبي، هي السبب في تعطيل سُبل التغيير وتحويل الكيان الحزبي من عصابة (مافيا) إلى مؤسسة عصرية تعنى بالشأن العام. إن الخلل الأساس بين القيادة والكائنات الحزبية، يعود بالدرجة الأولى إلى حالة الإذعان والخنوع المسيطرة عليهم وتلك الذهنية عطلت سُبل التطور والتحديث.
إن سيادة القانون في البلدان الديمقراطية تؤمن مظلة حماية للفرد في المجتمع، وتحرره من حالة الشعور بالتهديد المتواصل واندفاعه نحو البحث عن مظلة حماية خارج مظلة الدولة. وهذا الأمر يتطلب وقفة من الكائن الحزبي مع ذاته المُستلبة وإعادة النظر في دوره داخل الكيان الحزبي، والتحلي بقدر من الشجاعة لطرح الأسئلة الصعبة على ذاته!.
هل من الإنسانية أن تكون ذاته الحزبية مرغمة على إتباع قيم الراعي والقطيع المعكوسة؟. وهل هناك تناسب عادل بين حجم التضحيات ومواقف القيادة؟. ومنًّ المسؤول عن سفك الدماء والتفريط بها في معارك كارثية؟. ولماذا لم يتم إنزال القصاص العادل بالقيادات الحزبية التي فرطت بدماء الشهداء؟.
هذه الأسئلة......وغيرها تضع الكائن الحزبي في مواجهة مع ذاته لأجل التخلص من حالة الإذعان والخنوع ومحاسبة المسيئين بالقصاص العادل وإسقاط نهج: عغا الله عما سلف، من أجل النهوض بالكيان الحزبي إلى شأن مؤسسي يتسامى وحجم التضحيات والتاريخ المشرف!.
يخاطب ((إرازمس)) الكائن الحزبي قائلاً:" إنك يجب أن تأخذ على عاتقك مسؤولية الحرب ضد نفسك، وإذا أردت أن تحقق الأمل في النصر والراحة بعد العناء فلابد من أن تعرف نفسك معرفة أفضل. ودعني أرسم لك صورة تتخيل فيها نفسك في إطار لوحة تنظر إليها جيداً، لتعرف على وجه الدقة حقيقة نفسك من الداخل".
إن الأحداث الجسام والتطورات المتسارعة وما يشهده الوطن والعالم، تتطلب وقفة مع ذاتك أيها الكائن الحزبي ومراجعة لمسيرة الأحداث والتاريخ والسلوك، لإيجاد موقع قدم لك ولكيانك الحزبي في هذا العالم الجديد. لأن قدم ورؤية كيانك الحزبي مازالتا في عمق التاريخ وجسده في الحاضر.....ومنًّ يتغنى بأمجاد الماضي ويسعى لتبرير سقطات الحاضر، لاشك سيتلاشى حضوره في الحاضر وسيحجز قبراً له في المستقبل القريب!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكمة والحقيقة في الفلسفة
- مراتب المعرفة عند الفلاسفة
- ماهية الإحساس والمعرفة في الفلسفة
- صراع القيم والمبادئ بين الفلاسفة والملوك
- تأثير الاستبداد والعنف على اختلال أنماط السلوك الاجتماعي
- دور علماء الاجتماع في تقويم المجتمع
- موقف الفلاسفة من الحاكم والحكومة
- العلم والجهل في المجتمع
- تحرير الثقافة من الهيمنة والتسلط
- الحكومة والشعب
- التصورات اللاعلمية في الفكر الماركسي
- مجالس الفلاسفة والعلماء مع السلاطين
- الملوك والفلاسفة وتهمة الإلحاد
- النظام الديمقراطي والسلطة السياسية
- الفشل في تحقيق الذات وانعكاساته السلبية على المجتمع
- العنصر الثالث لدعم الاستقرار والتوازن الاجتماعي
- سلطة القانون في المجتمع
- مواصفات الرئيس وشروط الرئاسة
- شروط وآليات العقد السياسي والاجتماعي في كتابة الدستور
- المرأة والحب في عالم الفلاسفة والأدباء


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - قيم الراعي والقطيع السائدة في الكيانات الحزبية