أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - موقف الفلاسفة من الحاكم والحكومة














المزيد.....

موقف الفلاسفة من الحاكم والحكومة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1135 - 2005 / 3 / 12 - 11:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تسند الفلسفة إلى جملة من المبادئ السامية الداعية لترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين البشر، وإخضاع القيم السائدة للمناقشة والتساؤل للوصول إلى حلول عملية وعادلة تعمل على توثيق عرى الروابط بين فئات المجتمع. وتقسيم الثروة بشكل عادل بين البشر، إضافة إلى إيجاد صياغة عادلة بين الحاكم والمحكوم لإحلال الاستقرار والأمن في المجتمع.
وترفض الفلسفة حالة الفوضى وانعدام النظام في المجتمع، ويرتكز مسعاها الأساس على إحلال الاستقرار وتوفير الأمان من خلال الانصياع الكامل للنظام والقانون اللذان يتوجب أن يكونا عادلين وينظمان العلاقة المتوازنة بين الحكومة والشعب.
وتجد الفلسفة إن فساد المجتمع يعود بالدرجة الأولى إلى فساد الحاكم والحكومة، فانعدام النظام وتفشي الفساد والفوضى في المجتمع يدلل على مدى فساد الحاكم والحكومة. لأن الشعب يقتدي بهما، وعندما يكتشف فسادهما وخرقهما للنظام والقانون يلجأ إلى خرق القانون وعدم الالتزام بالنظام مما يتسبب في إشاعة الفوضى وعدم احترام القانون.
يعتقد ((كونفوشيوس))" أن الناس يقتدون بالحاكم فلو صلح حاله، صلحت أحوالهم. ولو ساءت أموره، ساءت أمورهم".
إن معيار الصلاح في الحكومة هو الشعب وما يلمس من مدى الخدمات وما تقدمها له وتستجيب لمطاليبه الأساسية لينعم بالحياة المستقرة، مما يؤدي إلى خلق علاقة متكافئة بين الشعب والحكومة. وحينها يستجيب الشعب إلى قرارات الحكومة ويلتزم بالنظام ويحترم القانون.
ويخضع لشروط العقد السياسي دون لجوء الحكومة لاستخدام أساليب العنف لإجباره على الخضوع. ويترافق ذلك أيضاً بانصياعه لشروط العقد الاجتماعي، ليساهم في إحلال السلام الاجتماعي وما يحقق مصالحه الخاصة وبالمحصلة النهائية يحقق مصالح كافة أفراد المجتمع.
إن صلاح الحاكم والحكومة، لايؤسس فقط لخلق شروط السعادة والأمان والاستقرار في المجتمع ذاته وما يتحسس من إنجازات في مسيرة حياته اليومية حسب، بل يجعله يتمسك بالحاكم والحكومة، كونهما يسعيان لتحقيق مطاليبه الملحًّة وبالتالي مصالحه الذاتية. وهذا الأمر يدفع المجتمعات الأخرى للاستفادة من هذا الصلاح لتحقيق مصالحها من خلال الهجرة والاستقرار فيه لتحقيق رغباتها ومصالحها في ظل حاكم عادل وحكومة صالحة.
يرى ((كونفوشيوس))" تكون الحكومة صالحة، إذا كان الخاضعون لسلطانها سعداء. والبعيدون عنها، تواقين للانضواء تحت لوائها".
وبالضد من ذلك فأن الشعب، يضطر إلى الهجرة للبحث عن الأمان والاستقرار في مجتمعات أخرى، وبعيداً عن عُسف وظلم الحاكم والحكومة. وهذا ما يفسر حجم الهجرات السكانية إلى خارج الوطن الأم، بحثاً عن الاستقرار والعيش الكريم.
يلجأ الحاكم المستبد والظالم إلى الاستعانة بسفلة المجتمع من الرعاع والأميين والجهلة لتأليف حكومته لتمارس غًّيها ضد المجتمع، فتخرق القانون وتشيع الفوضى وتنتهك كرامة المواطن وتلجأ لاستخدام العنف المفرط لإخضاع المجتمع للحاكم. فتفشي الفساد ومداه وانتهاك القانون والفوضى، يعد المعيار الحقيقي لفساد الحاكم والحكومة، فالحاكم الفاسد يشرع للفساد وخرق القانون لأنه لايؤمن بالفضيلة والعدالة.
لذا يلجأ إلى إقصاء الشرفاء والعلماء عن حكومته ويستقدم السفلة والمجرمين والجهلة، كونهم قادرين على تحقيق رغباته ونزواته المريضة في إلحاق العار والهزيمة بالشعب لإحكام السيطرة عليه وخنق الأصوات المعارضة المطالبة بالإصلاح.
ويصف ((منشيوس)) هذا النوع من الحكام قائلاً:" أن الذي ينتهك حرمات الفضائل البشرية، يدعى قاطع طريق والذي يثلم العدالة يدعى وغداً. ومن كان قاطع طريق أو وغداً لايصلح لتسنم زمام الدولة لأنه مجرد عضو فاسد في المجتمع، ينبغي بتره".
إن الحاكم الفاسد، لاهًّم له سوى تحقيق رغباته ونزواته وعلى حساب الوطن والمجتمع. وهو مستعد للتفريط بسيادة الوطن والتنازل عن حدوده حفاظاً على سلطته، لأن الجبن سمة الحاكم الفاسد والمستبد خاصة أمام الأعداء الذين لديهم من القوة لإزاحته عن سدة الحكم.
كما أنه يرفض الاستماع للمظالم وما يعاني منها الشعب، لأنه ظالم ومستبدة وما من مظالم ترتكب ضد المجتمع إلا بأوامر تصدر عنه. فهو الذي يختار معاونيه وحكومته من عناصر فاسدة ومنحطة اجتماعياً لتسرف في ظلمها وعُسفها ضد المجتمع.
يعتقد ((الأمام جعفر الصادق-ع))" أن على الملوك لايفرطوا في ثلاثة: حفظ الثغور، وتفقد المظالم، واختيار الصالح لأعمالهم".
إن الحاكم العادل، هو الذي يسعى إلى إحقاق العدالة ورفع المظالم. وتحقيق المطالب من خلال اختياره الصائب لأعضاء حكومته من رجال العلم والقانون لإشاعة الاستقرار والأمان في المجتمع. كما يتوجب على الحاكم أن يتحلى بخصال عدة: العدالة، والرحمة، والكرم، والترفع عن صغائر الأمور، والحكمة، والدراية الجيدة بشؤون الدولة والمجتمع، ولاتحكمه العصبية القومية والفئوية وتغليب مصالح قومه وعلى حساب مصالح بقية القوميات والفئات الاجتماعية الأخرى.
يرى ((الأمام جعفر الصادق-ع)) في الملوك العادلين ثلاثة خصال:" الرحمة والجود والبذل".
يمثل الحاكم والحكومة الدولة في عمرها الافتراضي، ويسجل التاريخ سماتهما الجيدة والشائنة في عمر الوطن. ولايفنى الوطن بفناء الحاكم والحكومة، لكنه يسمو ويعلو بأعمالهما الصالحة والمفيدة، وينحط ويخفو بأعمالهما السيئة والمؤذية.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم والجهل في المجتمع
- تحرير الثقافة من الهيمنة والتسلط
- الحكومة والشعب
- التصورات اللاعلمية في الفكر الماركسي
- مجالس الفلاسفة والعلماء مع السلاطين
- الملوك والفلاسفة وتهمة الإلحاد
- النظام الديمقراطي والسلطة السياسية
- الفشل في تحقيق الذات وانعكاساته السلبية على المجتمع
- العنصر الثالث لدعم الاستقرار والتوازن الاجتماعي
- سلطة القانون في المجتمع
- مواصفات الرئيس وشروط الرئاسة
- شروط وآليات العقد السياسي والاجتماعي في كتابة الدستور
- المرأة والحب في عالم الفلاسفة والأدباء
- انعدام سُبل الحوار والنقاش مع الإنسان المقهور
- النزاعات العرقية والمذهبية في المجتمعات المقهورة نتاج سلطة ا ...
- تنامي ظاهرة الحقد والعدوانية في المجتمعات المتخلفة
- شرعنة العنف والقتل في الدولة الإرهابية
- العنف والإرهاب نتاج طبيعي للتخلف والاستبداد
- سلطة القانون وآليات الضبط الاجتماعي في المجتمعات المتخلفة
- الطاغية المستبد والشعب المقهور


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - موقف الفلاسفة من الحاكم والحكومة