أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - شروط وآليات العقد السياسي والاجتماعي في كتابة الدستور














المزيد.....

شروط وآليات العقد السياسي والاجتماعي في كتابة الدستور


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1099 - 2005 / 2 / 4 - 11:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تستند أنظمة الحكم الديمقراطي في نظامها الدستوري على عقدين مهمين مع الشعب هما: العقد السياسي وبموجبه تتعهد الأطراف السياسية الفعالة في المجتمع على إدارة البلاد بشكل يتوافق ومصالح المجتمع من أجل خلق حالة من الرفاهية والمستقبل الزاهر، بالإضافة إلى ضمان أمن وممتلكات وحريات الأفراد في ممارسة كافة شعائرهم الدينية والفكرية.
والعقد الاجتماعي يعني تعهد أفراد المجتمع الالتزام بواجباتهم تجاه الدولة، والتقييد بالأعراف الاجتماعية التي تحدد شكل العلاقة بين أفراد المجتمع ذاته. ومن يتخلف عن الالتزام بالواجبات والتعدي على حقوق الآخرين يواجه بالردع القانوني والعنف لضمان أمن المجتمع.
هناك تلازم بين العقدين السياسي والاجتماعي ولا يجوز الفصل بينهما، فبدون العقد الأول لايمكن تحقيق العقد الثاني وبالعكس في ظل الأنظمة الدستورية في العالم. ويكتسب العقد السياسي شرعيته من عملية التصويت على برامج الأحزاب السياسية في الانتخابات، وهي بدورها تمثل آراء الناخبين ومصالحهم.
وبهذا تكون القوى السياسية الفعالة الممثلة للناخب في البرلمان ملزمة من خلال هذا العقد بتعهداتها أمام الشعب. وهذا التعهد يجب أن يعكس توجهاتها في كتابة مبادئ الدستور الخاضع لاحقاً للتصويت الشعبي لاكتساب الشرعية. ومبادئ الدستور يجب أن تحقق شروط العقدين السياسي والاجتماعي، أي التزام السياسي بتلبية حقوق الشعب مقابل تعهد الشعب بالقيام بواجباته تجاه الدولة والسلطة السياسية.
يعتقد ((التوسياس))" لايوجد عقد اجتماعي بدون عقد سياسي وبالعكس، وما من مجتمع إلا ويقتضي أن يكون له قانونين أساسيين: القانون الأول هو نتيجة للعقد السياسي بين الحاكم والمحكوم، وتحديد شكل العلاقة بينهما من خلال تبيان حقوق وواجبات كل طرف تجاه الآخر. والقانون الثاني هو نتيجة العقد الاجتماعي الذي بموجبه يتعايش الأفراد معا في المجتمع، ويلتزمون بالواجبات ويتمتعون بالحقوق تجاه السلطة وتجاه بعضهم البعض".
يؤسس العقد الاجتماعي، للعلاقة بين أفراد المجتمع وبين السلطة السياسية ويمنح الأخيرة الصلاحيات الكاملة باستخدام العنف ضد الأفراد الخارجين على بنوده.
تفرض شروط العقد الاجتماعي في أغلب الأحيان في المجتمعات المتخلفة، استخدام العنف المؤطر بشرعية القانون بسبب انخفاض مستوى الوعي لدى المواطن وعدم التزامه بالواجبات تجاه الدولة أو خرقه لبنود العقد بين أفراد المجتمع.
وفي المجتمعات المتخلفة أيضاً التي تخوض التجربة الديمقراطية لأول مرة، تظهر بوادر عديدة لأفراد وجماعات لخرق شروط العقد الاجتماعي مستغلين حالة الحرية الجديدة ومتسلحين بقناعة خاطئة بأن الحرية تعني تراخي إجراءات الردع والعنف.
لذا يتوجب على السلطة السياسية الجديدة أن تعالج الأمر من خلال القيام بحملة توعية شاملة في المجتمع عن ماهية الواجبات والحقوق، وبنفس الوقت تلوح باستخدام العنف والقوة ضد الخارجين على شروط العقد الاجتماعي.
ويرى ((هوبز))" العقد الاجتماعي بدون استخدام (القوة) ليس إلا كلمات لاقدرة له على المحافظة على أمن الأفراد في المجتمع. فالكلمات أضعف من أن تردع الأفراد أو أطماعهم أو تحريضهم العنفي أو انفعالاتهم الأخرى إلا إذا اقترنت بفعل القوة ومساندتها أو بسلطة تبث هاجس الخوف في النفوس".
وبالمقابل عندما تخل السلطة السياسية بشروط العقد السياسي بينها وبين المجتمع، يتوجب على المجتمع الإطاحة بها من خلال حجب الثقة عنها في البرلمان أو بإجراء انتخابات مبكرة يرفض من خلالها الشعب استمرارها في السلطة ويتم استبدالها بسلطة سياسية جديدة.
وإذا ما ضربت السلطة السياسية ببنود الدستور عرض الحائط وأخلت بشروط العقد السياسي واستخدمت القوة ضد الشعب، حينئذ يصبح من حق الشعب استخدام خيار العنف المضاد لإسقاط السلطة.
وعليه يجب أن يضمن الدستور الحق الأكبر للشعب، بفسخ العقد السياسي مع السلطة عند عدم التزامها بشروطه، وبالمقابل يضمن قدراً من الصلاحيات للسلطة السياسية بمعاقبة الأفراد (وليس المجتمع) الخارجين على شروط العقد السياسي والاجتماعي.
ويرى ((روسو))" بأن العقد الاجتماعي يؤسس للإدارة العامة التي تفرض السلطة السياسية المعبرة عنها، فإذا لم تعبر عنها بشكل كامل. فليس هناك ما يحول من استبدال السلطة السياسية، ويعتبر ذلك إجراءً ديمقراطياً للخروج من الأزمة".
إن مبادئ الدستور التي تمنح صلاحيات أكبر للسلطة السياسية من الصلاحيات الممنوحة للشعب لايعد دستوراً ديمقراطياً، وأنما دستور يكرس الهيمنة والتسلط للسلطة السياسية على المجتمع. لذا يتوجب التدقيق والمناقشة العميقة لبنود الدستور قبل التصويت عليه ومنحه الشرعية، لأن السياسيون بشكل عام يسعون لتكريس أكبر قدر من الصلاحيات لهم لإحكام السيطرة (الشرعية) على الشعب وفرض توجهاتهم السياسية دون احتجاج أو معارضة يمكن أن يلجأ إليها مستقبلاً.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والحب في عالم الفلاسفة والأدباء
- انعدام سُبل الحوار والنقاش مع الإنسان المقهور
- النزاعات العرقية والمذهبية في المجتمعات المقهورة نتاج سلطة ا ...
- تنامي ظاهرة الحقد والعدوانية في المجتمعات المتخلفة
- شرعنة العنف والقتل في الدولة الإرهابية
- العنف والإرهاب نتاج طبيعي للتخلف والاستبداد
- سلطة القانون وآليات الضبط الاجتماعي في المجتمعات المتخلفة
- الطاغية المستبد والشعب المقهور
- الاستبداد والعنف وانعكاسه على المجتمع
- الشعوب المقهورة والزعيم المنقذ
- العسكرة والأدلجة في الثقافة والإبداع
- نتائج العنف والاستبداد على الشعوب المقهورة
- الحثالات والرعاع في المجتمع المادة الخام للإرهاب
- موقف الفلسفة من الشعر والشعراء
- سلطة الطغاة والشعوب المضطهدة
- السياسيون وراء قضبان العدالة
- أنماط الوعي والإدراك في الصراع الاجتماعي
- إعدام شيخ الفلاسفة بكأس القانون وسَّم السياسة
- مفهوم الثقافة والمثقف
- الادعاء والتهويل المعرفي في الوسط السياسي والثقافي


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - شروط وآليات العقد السياسي والاجتماعي في كتابة الدستور