أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - تصفية نشطاء الثورة















المزيد.....

تصفية نشطاء الثورة


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواجب على كل ناشط وكل متظاهر وكل ثائر أن يقدم الأعتذار للرئاسة والحكومة والشرطة الإخوانية، لأن العالم أكتشف أننا شعب فرعونى يريد طرد رئيسه الذى فشل فى حمايته بل وفشل فى حماية نفسه فهرب من قصر الأتحادية وطلب اللجوء السياسى إلى قصر القبة، أكتشف العالم أننا شعب لا يحترم رئيسه الذى وضع رغيف العيش والبوتاجاز أو الغاز والسولار فى نظام الكوبونات، وحتى هذه اللحظة تلك المواد الحيوية ما زالت ناقصة ومختفية من السوق بل ويتحكم فى توزيعها حزب التنمية والعدالة حزب الرئيس وحزب الجماعة المحظورة، لماذا إذن يتظاهر الناس على هذا الرئيس ونظامه وما أتى به من نعيم وأمن وسلام إجتماعى؟ لماذا يثور الناس على تلك النعمة التى يحسدها عليهم بقية البشر؟ ومن هم هؤلاء النشطاء الذين يقفون حجر عثرة أمام طموحات سياسات الجماعة المحظورة؟

بدون تفاصيل سياسية مملة ومن خلال متابعة مسار الثورة منذ بدأ التحضير لعملية الأنتخابات الرئاسية، ومروراً بالأحداث التى صاحبتها من تزوير وتضليل بالتأثير فى المشاعر الدينية للناخبين، وفوز مرسى بطبيعة الحال وما أفرز ذلك من أجواء سياسية وأجتماعية رافضة لما يفعله إخوان الجماعة المحظورة من أخونة المؤسسات والهيئات الحكومية والقضائية والحربية..إلخ، كل هذا مرفوض فى نظر الثوار النشطاء ولا يجب أن يحدث لأن بداياته ونتائجه السلبية بدأت تظهر للجميع، لأن جماعة الإخوان ليس لديها ما تقدمه للشعب، إلى جانب أنه لا يخيفها أحد ولديها ثقة بخططها التى أعدتها منذ سنوات فى حالة وصولهم للحكم، لكن النتيجة التى لم يكونوا فى أنتظارها وبهذا الشكل الكبير هو تصميم شباب ونشطاء الثورة على فضح جرائم النظام الذى لا ينتمى إلى هوية الشعب المصرى التى يعرفها جيداً العالم كله.
المجتمع المصرى ينزف من المشاكل الطاحنة وهى مشاكل جديدة أكثر سوءاً من المشاكل التى تركها مبارك، لأنها مشاكل لا حلول لها مع نظام ليس لديه خبرة ولا خبراء وعلامات النهضة التى وعدوا وعاهدوا الناس عليها تتلخص فى توزيع الأحتياطى من المواد الغذائية وغيرها من المواد الأولية بنظام الكوبونات، والجرائم التى أرتكبت فى حق الشباب الثائر، كل هذا وذاك أليس كافياً أن يدفع المواطنين الغير إخوانيين إلى التظاهر والثورة على نظام مرسى الذى لم يستقيل واحداً من منصبه على تلك الجرائم الغير إنسانية، بل ويتجرأ المدافعين عن مرسى ونظامه بأنهم مستعدين لأستخدام العنف ضد الشعب الذى يطالب بحقوقه المشروعة فى حياة إنسانية كريمة، وحسب المنطق الفاسد لهؤلاء فإن كل مصرى ليس من حقه الغضب أو الثورة على مرسى ونظامه والطامة الكبرى تكون عندما يستمر هذا المصرى بنشاط مستمر فى التظاهر والمطالبة والدفاع عن حقوق المظلومين والمعذبين والمقتولين والمغتصبات، فى منطق أصحاب مرسى أنهم يطلقون على هؤلاء المصريين نشطاء سياسيين تسهيلاً للقبض عليهم وتصفيتهم سياسياً وجسدياً فيما بعد حتى يختفوا عن الساحة.

يا شعب مصر الأصيل المجاهد فى سبيل الحرية والكرامة منذ فجر التاريخ، كُتب عليكم أن تجاهدوا ملوككم ورؤساءكم وقادتكم الفاسدين الذين عبثوا بثورة الشباب وحولوها إلى لعنة بأسم الدين ويعتبرونكم كافرين لأنكم لا تنتمون إلى جماعتهم المحظورة جماعة طظ فى مصر وشعب مصر، لقد جعلوا من الأنتماء إلى جماعتهم كأنه إنتماء إلى الدين وأصحاب الدين ومن يخرج عن ذلك فإنه قد خرج عن الصراط المستقيم، لأنهم بكل بساطة قسموا المجتمع المصرى وكل مجتمع يضعون أرجلهم وأيديهم وأفكارهم فيه إلى طوائف ومؤمنين وكافرين وأهل الجنة وأهل النار، لذلك عليك يا شعب مصر أن تقدموا فروض الطاعة والولاء حتى يمنحوكم صكوك الغفران ويعطوكم ختم الإيمان من جديد بعد كفركم ومعصيتكم.

إنها لعنة الدين التى تخلصت منها المجتمعات المتقدمة وتركت لكل مؤمن حرية الإعتقاد والإيمان فأصبح الدين نعمة بعد أن كان نقمة عليهم بسبب رجال الدين المتسلطين الذين حولوا المؤمنين إلى عبيد يتلمسون النصح والإرشاد والفتوى فى كل صغيرة وكبيرة فى حياتهم، لكن على العكس من ذلك مجتمعاتنا ما زالت متمسكة بل من الواجب أن نقول أن رجال الدين والسياسة يتمسكون بالدين حتى يستثمروه لخدمة أغراضهم الدنيوية والسياسية وإخضاع المواطن وإرهابه وقتله وتعذيبه وسحله وإغتصابه وأختطافه، وهى كلها أعمال من ثمار لعنة الدين التى يتمسك بها فقراء العقل والمعرفة، لأن الأديان الذين يبشروننا بها هدفها الوحيد زرع البغض والكراهية والأنتقال من معسكر دينى إلى معسكر دينى آخر يكفر ويعلن الحرب على المعسكر الآخر سواء بالهجوم اللفظى المعنوى الطائفى الباغض أو بالهجوم المادى من إضطهاد ومطاردة ونفى وأعتداء عليه متى أُتيحت له القوة لفعل ذلك.

إنكم شعوب كافرة بنعمة النظام المؤمن المستعد للتحالف مع شياطين العالم من أجل مصالحه المحظورة، لذلك تستحقون ما يقع عليكم من إهانات وأغتصابات وتجريح لكرامتكم لأنكم تثورون على قادة نظامكم حيث يصرخ رجال الدين المنافقين بأن الشعب لا يجب أن يخرج على النظام ورئيسه أى أن يرضى بأختيار الصناديق المزيفة، وعليه أن يتحمل الجوع والعطش والبطالة وسلب حريته وكرامته، لأن الدين ورجاله يقولون ذلك حتى لا تكونوا من أهل النار، فالنشطاء السياسيين وشباب الثوار الذين قتلوا وألقى بالبعض منهم فى الصحراء وقتل الصبى ذو العشر سنوات عن طريق" الخطأ" كما يقولون، على الجميع من شباب الثورة أن يتيقنوا أن لعنة الدين ستطاردهم ما دام المجتمع ناقص المعرفة ولا يستخدم عقله فى مواجهة موجة التجهيل الفضائية والتضليل من وسائل الإعلام الرسمية.

أصبح الدين هو الجلاد الكبير لشعوبه المؤمنة به لأن أصحاب النظام يرددون بأستمرار أنهم الفئة المؤمنة وبقية الشعب الفئة الكافرة التى يجب إرجاعها إلى دينها وإلا سيكون الجلد والإرهاب والقتل هى الوسائل الناجعة لركوع الجماهير لإرادة مرسى وجماعته المحظورة، لذا واضح جداً مقدار الخيانة التى تقوم بها الإدارة السياسية الحاكمة الآن لشعب مصر الذى أعطاها الثقة لكنها خانت الشعب وأعطت ظهرها لمشاكله، وتفرغت الرئاسة والجماعة للمعارضين والنشطاء السياسيين لتصفيتهم ومتى أستطاعوا ذلك يتفرغون بعدها لقهر الشعب نفسه ومن يقف فى طريقهم وطريق أحلامهم الظلامية الجاهلية، وسيكون الأستبداد وسيلتهم مثلهم مثل سابقيهم من الرجعيين الذين سخروا من العلم والثقافة الإنسانية، وأعملوا سيوفهم المميتة فى قلوب ورؤوس العلماء والمفكرين الرافضين لأيديولوجياتهم الرجعية التى تستعيد الماضى المتخلف لإجبار الشعوب على أعتناقه والسير عليه، فالتعصب والهوس الديتى هو لعنة ستدمر كل من سيقف أمامها لأنها لا تعرف الحوار والعقل والمنطق.

إلى هذه الدرجة إنهارت وتحطمت وأنحطت الأخلاق السياسية والإنسانية للنظام المصرى ورئيسه حتى تمر جرائم القتل والتعذيب والأغتصاب مرور الكرام ولا تستحق كلمة أعتذار، وكان المتوقع من وزير الداخلية الذى نفذ أوامر الأنتقام من الشعب المتظاهر ضد النظام أن يقدم إستقالته لتهدأ من مشاعر الشعب الغاضب، لكنه لم يفعل لأنه يقدم الولاء والطاعة وينفذ الأوامر المحظورة فقط، إنه نظام لا يعرف الحياء ووضع خططه القائمة على منهج تصفية المعارضين والنشطاء الثوريين لأنهم يحاربون مخططات الجماعة المحظورة الرامية إلى تحجيب كل المصريين عقلاً وجسداً ذكراً وأنثى.

لا تثيروا أعصاب الرئيس وجماعته حتى يكون مضطرين لقتل المتظاهرين وتدمير البلد أكثر وأكثر، ولا تحرقوا إنجازاتهم الكثيرة والتى يصعب حصرها بعد أن تراجع في قراراته ووعوده دائماً، إنكم شعب محظوظ فى هذا الرئيس المنتمى إلى جماعة محظورة أستطاعت فرض إرهابها على المجتمع المصرى بقوة وشريعة البلطجة التى وقفوا خلفها لتحقيق أحلامهم الدينية السياسية، ليست مشكلة أن تسقط ضحايا من الشعب المصرى لكن المهم أن يظل الرئيس على كرسيه فليس سهلاً أن يأتى رئيس مثل مرسى بهذه المواصفات النادرة الوجود بين رؤساء العالم الحديث، إنه عملة نادرة من الصعب الحصول عليها إلا فى صناديق الأنتخاب الإعجازية وعلى الشعب المحافظة عليه.

إن طريق التحرير قد بدأ للتخلص من عبثية النظام الذى يعتدى على شعبه ويسفك دمه ويهين كرامته وجميعنا فى أنتظار نهار جديد.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يريد إسقاط النظام
- سقوط مرسى أمام الثوار
- صمت الأغلبية
- الإعجاز الإخوانى
- قناصة بلطجية مجهولون
- بركان الغضب وحالة الطوارئ
- هل للثورة ذكرى؟
- التزوير المقدس
- المدينة الفاضلة والأديان السماوية
- لا للدستور التكفيرى
- مأساوية أنتحار النظام
- تأسيسية دستور الكوارث
- مغامرات سياسية دكتاتورية
- متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟
- الحاكم بأمر الإخوان
- التحرش الجنسى والنرجسية العربية
- التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
- الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
- المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
- طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - تصفية نشطاء الثورة