أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي الشمري - ((العراقيون ما بين صانعي الأزمات ومشعلي الحرائق))















المزيد.....

((العراقيون ما بين صانعي الأزمات ومشعلي الحرائق))


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4003 - 2013 / 2 / 14 - 23:43
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


((العراقيون ما بين صانعي الأزمات ومشعلي الحرائق))
لم يمر ببلد كالعراق من كثرة في الأزمات وعدم الاستقرار والحروب والفتن وإسالة الدماء,هل لعدم وجود ثقافة فن الإصغاء للآخر ومبدأ التعايش السلمي غائب عن قواميسهم ,أم أنهم ليس لديهم المقدرة على تجاوز الخلافات بأسلوب تحاوري عقلاني يخرجهم من أزماتهم,أم إن رغبة التسلط والاستعباد هي التي تدفعهم إلى صنع الأزمات,أم أن الشعب نفسه مولع بصناعة الطغاة وأرتضى لنفسه أن يكون له سيدا ويقاد ويتقبل أن يلدغ من جحره مرات ومرات,أم أن هناك أطماع لدول الجوار والإقليمية بخيراته تجعلهم يمدون أصابعهم بالشأن العراقي لتعبث في استقراره من خلال الإيعاز لأذنابها لخلق الأزمات؟
هناك نوعين من صانعي الأزمات:
هناك من يختلق الأزمة من أجل إدامة الأزمات لان سر وجوده ومنصبه مرتهنا بانتهائها ,وهو يرغب ببقاء البلد ضرعا مدرارا له ولحاشيته وليذهب الآخرون الى الجحيم ,فهو يحاول ان يصنع لنفسه هالة ومقدرة زائفة عند الشعب بأنه هو المنقذ لهم من أطماع وتأمر الآخرين,فتراه يعزف على الوتر الطائفي وتارة على الوتر القومي وأخرى على الديني ,وحتى العشائري ,والمناطقي,محاولا ضرب مكونات الشعب الواحدة بالأخرى في محاولة لتغييب الهوية الوطنية الجامعة حفاظا على موقعه .
وهناك نوع أخر يدفع بالأزمة إلى منزلقات خطيرة ربما تؤدي الى إحراق البلد بما فيه تنفيذا لرغبات أسياده مقابل ثمن مدفوع له مسبقا ,تمتلكه في ذلك رغبة الانتقام والثأر من الشعب الذي يرفض تسلطه واستغلاله لهم كما فعلها نيرون عندما أحرق روما .,وهؤلاء يمتلكون مليشيات مسلحة,متهيأة لتحل كبديل عندما تشعر بأن الدولة في حالة ضعف ,بل هي تعمد لإضعافها باستمرار,وهناك من يمتلك أذرع قتالية ضاربة وفرق أغتيالات مهماتها إسكات الأصوات التي تنطلق من هنا وهناك كالكوادر العلمية والقوى الوطنية المناهضة لتوجهاتها بإقامة دولة دينية متزمتة,فيوميا وفي ظل غياب القانون وضعف أجهزة الدولة التنفيذية نسمع عن تشكيل جيش جديد يضاف الى قائمة الجيوش التي تعج بها الساحة العراقية واخرها وليس اخر ما يسمى جيش المختار.
أما المساهمين في صناعة الأزمات فهناك طرفان:
الطرف الداخلي ,المتمثل بالسياسيين الطامحين بالمناصب والاستئثار بثروات البلد ,فتراهم في النهار مع الدولة وفي الليل مع المعارضة,وكذلك البعض من شيوخ العشائر الذي يحاولون أعادة أمجادهم وأحلامهم خوفا من الضياع في ظل النظام الجديد.ورجالات الدين ممن نصبوا أنفسهم وكلاء للسماء ويتحدثون نيابة عن الله وزجوا بأنفسهم في المعترك السياسي ,كلاهما ممن لا يؤمنوا بالديمقراطية ومن ألد أعدائها ,لان فيها تطبيق للقانون على الجميع ومعاملتهم كباقي أفراد المجتمع وألغاء لامتيازاتهم الخاصة التي حصلوا عليها بعد تغيير النظام.
أن تحالف بعض شيوخ العشائر مع رجالات الدين لقيادة التظاهرات
,والدعوة الى عقد مؤتمر موسع لرجال الدين لانتخاب مرجعية لهم يذكرنا في الزمن الذي أصطفت نفس القوى وأسقطت ثورة تموز وأعادة العراق الى عهد الديكتاتوريات المظلمة.اليوم وفي ظل الاضطراب السياسي وحمى التظاهرات التي تعم الكثير من المدن العراقية المطالبة بالحقوق المشروعة ,يتولد توجس لدى عامة الناس من أن تستغل من قبل المتأهبين لركوب الموجة وتحويل مساراتها خدمة لمصالحهم ومن اجل الحصول على المزيد من المناصب والمكاسب على حساب مطالب الجماهير المشروعة.
الطرف الخارجي ,المتمثل بأجندات وأطماع دول الجوار والإقليمية بثروات وموارد العراق قديما وحديثا ,ولنا في مقولة وزير خارجية بريطانيا في عشرينات القرن الماضي,خير دليل عندما قال (مجنون من يترك حقول مجنون ,فعيون النفط تتدفق منها كالمجنون),بالإضافة الى أن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها من الجميع ألا وهي ان الدستور العراقي كتب على عجالة,ولم تشترك فيه كل مكونات الشعب العراقي,وهناك فيه الكثير من فقراته كالألغام الموقوتة ,لكن الإطراف المستفيدة منه تحاول إبقاءه على ما هو عليه دون تعديله ,وهناك أطراف ترى فيه حيف وظلم وقع عليها وتريد تعديل فقراته أو كتابة دستور جديد,
ان القوى الوطنية أول من طالبت بتعديلات عليه لغرض تعديل المسار الديمقراطي وضمان عدم عودة عهود الطغيان والاستبداد ,اليوم التظاهرات التي تعم مدن المنطقة الغربية والتي يقودها رجالات الدين وشيوخ العشائر يطالبون بإعادة كتابة الدستور,لكن لا أعرف بأي اتجاه يرغبون ؟هل لدولة مدنية تقف بالضد من مصالحهم وتحد من نفوذهم أم باتجاه دولة دينية متشددة وترسيخ لمفاهيم العشائرية ,وهناك تساؤلات مشروعة لدى الشعب ,هل ينجح المتآمرون القدامى والجدد بلملمة صفوفهم واستغلال موجة التظاهرات لاغتيال مستقبل العراق السياسي ثانية وتجربته الديمقراطية الناشئة؟هذا ما سيجيب عليه الوعي الجمعي المجتمعي للعراقيين.
أن المؤتمر العشائري الذي أنعقد في النجف قبل أيام, وبإيعاز ودعم مباشر من الحكومة والذي صرف عليه الملايين من اجل حلحلة الأزمة السياسية التي عجز عن إيقاف تداعياتها السياسيون الأفذاذ,قد أضرت بالنسيج الاجتماعي العراقي كثيرا عندما أتفق الطرفان على أن يقوم وفد من شيوخ النجف بزيارة لمدينة الرمادي ,وعند وصولهم هناك منعوهم من ألقاء كلمتهم ,وتحول الترحيب بهم إلى قذفهم بالحجارة والقناني الفارغة والسب والشتم ,أليس الأجدر بهم أن ينأوا بأنفسهم عن السياسة,أذا لم يكونوا من طالبي المناصب؟لماذا قبلوا أخذ دور غيرهم (السياسيين )لحل الأزمة السياسية؟ .لماذا يحاول السياسيون زج العشائر في الأزمات السياسية ؟هل هو دليل على فشلهم في تخطي الأزمات ,أم لترسيخ المفاهيم العشائرية في المجتمع في وقت يتحدثون عن دولة مدنية حديثه؟
أين دور الدستور الذي كتب على عجالة في معالجة الأزمات والاحتكام إليه وقت الشدائد؟فأذا كان لا ينفع في هكذا أوقات ,فمتى يستفيد منه الشعب ؟ولماذا لم يصار الى تعديله او تبديله اذا كان معتلا لهذه الدرجة؟
الى متى يبقى المواطن يعيش في دوامة الأزمات والمشاكل التي تعصف به,والجميع من السياسيين وشيوخ العشائر ورجالات الدين لم نسمعهم يوما يتحدثون عن تقديم خدمة للمواطن أو يطالبون بها ؟

أم الكل يبكي على ليلاه ,وليلى باقية ثكلى حائرة تقف عند مفترق الطرقات..........
يبدوا بمرور الايام ملامح صورة الاحداث تتضح رويدا رويدا ,وهناك تنسيق بين عرابة التغيير(قطر)ودول الخليج من جهة والدولة الاوردغانية من جهة أخرى مع بعض الساسة للاتيان بخريف عراقي يوصل السلفية المتشددة الى سدة الحكم ,وهذا يتولد لحتمية الصراع المذهبي بين هذه الدول والجارة الشرقية التي تحاول هي الاخرى توسيع نفوذها على حساب دول المنطقة وتحويل العراق الى ساحة لتصفية الحسابات بالاعتماد على أزلامها المتنفذين والقابضين على زمام الامور



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((شكرا لكم أيها السادة,,,لكن متى ترحلون))
- ((الوضع في العراق الى أين يتجه؟؟؟)
- ((أنتخبوا من يخدمكم لا من يحكمكم))
- ((الناس أعداء ما جهلوا))
- ((الصوت النجفي الحاضر الغائب))
- ((شبابيك ...مالكيه))
- ((متى نتخلص من التعصب الديني ؟؟؟؟))
- ((هل أصبح الخنوع البديل للمطالبة بالحقوق))
- ((حوار مع سائق تكسي))
- ((ما بين صناعة الوهم ...... وصراع الأطماع))
- ((بيع الاسلحة في محافظات الوسط والجنوب وأنعكاساتها على السلم ...
- ((ألا آن الأوان لغربان الشر أن ترحل عن العراق؟؟؟؟))
- ((الفرق بين أختصار وأحتقار الزمن))
- ((أشكالية العالم وطموحات الشعوب))
- ((فشل الديناصورات للتكيف مع الاجواء الديمقراطية))
- ((أختلافاتنا الى أين تقودنا؟؟))
- ((شعب الحضارات يغرق في التفاهات))
- ((متى يحق لنا أن نرفض المقدس))
- ((سحب الثقة ما بين التدخلات الخارجية والأمر الإلهي))
- ((متى نصدق بأن العراق بدأ المسير في الاتجاه الصحيح))


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي الشمري - ((العراقيون ما بين صانعي الأزمات ومشعلي الحرائق))