((متى نتخلص من التعصب الديني ؟؟؟؟))

علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3904 - 2012 / 11 / 7 - 23:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

((متى نتخلص من التعصب الديني ؟؟؟؟))
منذ ظهور الأديان الثلاث,والتعصب لها عند الأكثرية من مؤديها أصبح هو السائد على المشهد الاجتماعي,ولم تسلم من نيران التعصب حتى الشعوب المسالمة ونشبت الحروب وزهقت الملايين من الأنفس وأريقت الدماء نتيجة لذلك,ودعاة الأديان يدعون بان أفعالهم هذه هي من باب التقرب الى السماء,قصر في النظر أو قلة في الوعي ,طمعا في المغانم والثروات ,أستعباد الآخرين وقهرهم على ترك ديانتهم ودخولهم الدين الجديد وغيرها الكثير من الأسباب محصلتها النهائية ,إذلال الإنسان وقهره والتحكم بمقدراته,وانتزاع حريته وسلب أرادت.,
إبراهيم الخليل الذي يعرف بأبي الأنبياء عندما قام بناء الكعبة لم يخصصها لدين معين وأنما خصصها لكل البشرية من الذين يوحدون الخالق ويؤمنون باليوم الأخر ,لم يوصي أبناءه من بعده بان يقوموا بمنع المسيحي والمسلم من بعده بزيارة الكعبة,القدس كذلك يدخلها اليهودي والمسلم والمسيحي بمختلف مذاهبهم وطوائفهم,ليس هناك قدسية أفضل من الأخرى فهي واحدة أن كانت فعلا مقدسة ,الكعبة والقدس والجوامع والمساجد وأضرحة الأولياء والصالحين كلها بيوت الله ولها نفس القدسية لدى المؤمنون حقا.
ما أود أن أعرج عليه بعد هذه المقدمة الموجزة ,بان العالم تغير وأصبح قرية كونية بفعل ثورة المعلومات والاتصالات ,وراح الإنسان الى التواصل مع أخيه الإنسان عبر الوسائل المختلفة بعيدا عن كل المسميات مفضلا الهوية الإنسانية على كل الهويات الفرعية الأخرى, أما ان تقوم بتوجيه الدعوة الى أشخاص مختلفي الديانات والمذاهب لتعريفهم بثقافتك الدينية ومذهبك الذي تتمسك به ثم تقوم بالانتقاص منهم ,فهذه قمة المثلبة التي لا تغتفر ,أنهم لبوا الدعوة وحضروا ليتعرفوا عن قرب ,هل في مذهبك الداعي لهم يوجد تسامح ام لا ,هل هناك شعور بالانسانية وألتقاء بالإيمان بالخالق أم لا؟هل يوجد لكل دين ومذهب أله ,أم انه واحد للجميع؟
في مدينة النجف قام الوقف الشيعي بتوجيه دعوة الى أكثر من 120 شخصية من مختلف الاديان والمذاهب ومن أكثر من 20 دولة لحضور (مؤتمر الغدير الاول )وأن فعاليات المؤتمر تجري في الصحن الحيدري , وكان من جملة الحضور وفد من جمهورية روسيا الاتحادية ,أثنان منهم معتنقي الديانية المسيحية واثنان من أتباع أهل السنة وأثنان من أتباع المذهب الشيعي,يوم امس ومن ضمن فقرات برنامج المؤتمر أن يصطحبوا الوفود الى الاماكن الدينية والحضارية في النجف للاطلاع عليها والتعريف بثقافة المذهب الشيعي ورجالاته,
يوم أمس الثلاثاءعصرا قاموا بجولة الى كل من الصحابي زياد بن كميل ومسجد الحنانة الي كان أصلا أحد الاديرة في النجف في حي الحنانة,وبعدها الى الصحابي ميثم التمار ومن ثم بيت الامام علي في الكوفة,وبعدها توجهوا الى مسجد الكوفة المعروف عنه بوجود مقامات كثيرة فيه لكل الانبياء والرسل والصالحين ,فما كان من سدنة مسجد الكوفة الاأن قاموا بمنع دخول المسيحين الروس من دخول المسجد بحجة أنهم ن......,(واذا كانوا كذلك لماذا عند عودة الامام علي من معركة صفين قام وصلى في دير براثا وتكلم مع الراهب الذي يسكن فيه وأدله على بئر الماء)؟؟,فتضامن معهم بقية الوفد الروسي ورفضوا الدخول الى المسجد؟فهل أصبحت أخلاق العرب مؤخر أكرام الضيف طرده؟؟؟؟؟ألم يكن صاحب الخطوة متفضل عليك ؟هل قاموا بتوجيه الدعوة اليهم وتحملهم مشقة السفرمن أجل الانتقاص منهم؟؟هل غاب التنسيق بين الوقف الشيعي وسدنة مسجد الكوفة في تلك اللحظة؟؟؟أم أن التعصب الديني هو دائما سيد الوقف؟؟أين التسامح الديني الذي تتبجحون به ؟
البشر صنفان اما أخ لك في الدين أو نظير لك بالخلق ,فأين أنتم من مقولة الامام علي(ع)وانتم تدعون زورا تمسككم بأقواله وأفعاله وسميتم مؤتمركم بمؤتمر الغدير تيمنا بعيد الغدير؟
أنسيتم الامام علي عندما كان واليا على الكوفة لم يستثني المسيحي والذمي من عطاء بيت مال المسلمين وقصته مع النصراني الذي كان يستجدي بالكوفة معروفة لدى الجميع.
فالى متى تبقى عقولكم موصدة ,ونظرتكم بعين واحدة,وصدوركم بالحقد الاعمى والتعصب الديني موغلة..................

#علي_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات