أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - عطالة العقول تسيل الدماء في تونس














المزيد.....

عطالة العقول تسيل الدماء في تونس


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 16:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كل دم بشري سال أو يـَسيلُ أو سَيُسالُ عبر الزمن بفعل بشري وتحت اي لافتة، هو مؤشر على عجر الفكر وعطالة العقل الانساني عن العمل ، ذلك أن الانسان المفكر القادر على إعمال عقله لا يركن للعنف وهدر الدماء لدحض فكرة او رأي او تصحيح خطأ ، فالدم لا يولد إلا دم، و لايطفئ الحرائق بل يضيف اليها وقودا يزيدها اشتعالا..

وبلداننا العربية الموبوأة شعوبها بعطالة العقول منذ تحررها الصوري من الاستعمار، لا يبدو أنها ستتخلص من هذا الوباء في الزمن المنظور، ولا زالت لغة الدم هي لغة شعوبها في التعامل مع خلافاتها وإختلافاتها، ولا زال القتل وإزهاق الأرواح هو سلاحها في التعامل مع تقاطع الأفكار والآراء وتنوعها.. لم تتخلص هذه الشعوب من انيابها المفترسة رغم ولوج العالم المقابل لنا على ضفة المتوسط لعصر الحوار واستعمال العقل في حسم الخلافات والاختلافات..

بالامس أهدرت ايدي جبانة توقف عقل مدبريها عن العمل دم مناضل تونسي لا يحمل سلاحا سوى عقله ولسانه، سال دمه في الشارع العام الذي كان يعتقد أنه بمجاهرته بآرائه وأفكاره سينقله من حالة التوحش والدموية الى الأنسنة والتمدن، فإذا به يسقط ضحية لتوحش وبربرية طائفة من رواد هذا الشارع الذين أعطوا عقولهم إجازة مفتوحة وركنوا إلى العنف كسلاح لفرض افكار وآراء تجاوزها الزمن، اجتهد مبدعوها في زمنهم في تخريجها وفق معطيات عصرهم، وفشل اليوم أحفادهم في تجديدها وتكاسلوا عن عصرنتها بما يوافق واقعهم، واختاروا الدم لفرضها كما هي..

لم يثبت لنا التاريخ في أي مرحلة أن سفك الدماء وإزهاق الارواح قد أفضى لحلحة المشاكل والخلافات، وما قد يراه البعض من استقرار وهمي عقب اي حرب او قمع دموي، ماهو إلا عملية تسكين لهذه الخلافات والاختلافات التي سرعان ما تطفوا على السطح وتعود بشكل أعنف واكثر تعقيدا بمجرد زوال مفعول مسكناتها . وكل الحروب التي شنت عبر التاريخ لفرض أفكار أو دحضها او فرض رأي او تسفيهه سواء على مستوى شعوب ودول أو أفراد لم تنتهي إلا لتأبيد الصراعات وتمديد عمرها، والذاكرة الانسانية تحتفظ بكل الذكريات الأليمة التي مرت بها وتظل في حالة سكون إلى أن يتاح الضرف لتصحيحها، وهنا تكون النقلة النوعية التي لم نصلها كعرب بعد، حيث عملت الشعوب المتنورة على تصحيح هذه الاخطاء في العقول قبل الأجساد وحقنت الدماء، فيما نحن نعطل عقولنا ونبدد دماءنا لفرض افكار او تصحيحها..

والدماء التي تسفح اليوم على امتدادا هذا الوطن تحت مختلف الرايات والذرائع ماهي إلا مؤشر على حالة التردي الفاضح والجمود المرعب لعقولنا ، وتخلينا عن إنسانيتنا التي حرم الله في كل شرائعه انتهاكها وتبديدها بأي حجة.. وما أحوجنا اليوم لإعادة إعمال عقولنا وتفعيل تفكيرنا للتوصل الى توافق في إدارة أوطاننا ونقلها من حالة التردي الى مسارات النمو وحقن الدماء التي سال منها الكثير في حروب عبثية لا طائل من ورائها.. فهل تقرر هذه الثلة من محترفي العنف والقتل تفعيل عقولها والركون للحوار والجدل بدل الدم والعنف الذي لا يزيد ازماتنا إلا تازما واشتعالا..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتكاسة لحقوق المرأة في ليبيا
- لا للعدالة.. لا للدولة!!
- استلاب لغوي يغزو دوائر الحكومة الليبية
- هل يقع شيوخ الزيت في مصيدة الجرذان؟!!
- ليبيا من طاغية إلى طغاة.
- عندما يتحول القهر إلى مأثرة!!
- الربيع العربي يلد صنما
- مسكين أيها الخروف!!!
- حان موعد الثورة الثانية.. ايها الليبيون هبوا..
- شرعنة انتقائية لتشكيلات خارج الشرعية
- نص.. قراءة في لوحة -بوهيمية- للرسام ويليام بوغيرو
- أين سلطة الدولة مما يجري في ليبيا؟
- اللحظات الأخير لرحيل طاغية..
- تسويغ الفساد ثقافة شعبية
- فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..
- ذكرى الاولى لتحرير طرابلس.. فرح يخالطه الحزن
- حتى لا تدنس الثورة السورية..
- إمارة شمال مالي الإسلامية .. عواقب التفكيك ومخاطر التغول
- حرب كيميائية اسرائيلية ضد العرب الفلسطين
- ديمقراطية الدم في العراق


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - عطالة العقول تسيل الدماء في تونس