أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..















المزيد.....

فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 09:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


على بريدي الالكتروني وصلتني رسالة من زميل صحفي معروف تحمل تنبيه (عاجل وخطير) .. بداية ضننت الامر يتعلق بكشف شبكة تخريب أوالقبض على راس من رؤوس التخريب التي تعيث فسادا هذه الايام في كبريات المدن الليبية وتزهق أرواح الابرياء تقربا لروح منظر الارهاب النافق القذافي.. لكن ما إن قرأت السطر الاول حتى فتر حماسي وخاب ضني، فالامر يتعلق بافتتاح فزاعة فضائية تبث من مصر وتحرض على القتل والتخريب والارهاب وزعزعة الامن في البلاد، الذي هو اصلا مختل بفعل تصرفات اشباه الثوار ومن قبل الذين تشربوا وتشبعوا بأفكار القبلية والجهوية والعنصرية التي عمل الطاغية على زراعتها وتجذيرها في عقول البسطاء لإلهائهم عما يقترفه في حقهم..

استغربت لتنبيه (عاجل وخطير) الذي عنون به صديقي الرسالة!! فهو إعلامي قدير ومارس لأكثر من عقد مهنة مراسل لواحدة من القنوات الفضائية العربية المعروفة، كما أنه عايش ومارس على مدى عقدين مهنة الصحافة -إذا صح التعبير في ظل نظام الطاغية- صحافة بمواصفات القذافي، اي مهنة تلميعه وتسويق هذيانه وباساليب بدائية كان لها الأثر في تعبئة الراي العام ضده، وهو ما لمسناه مع انبلاج انتفاضة 17 فبراير .. فكيف لصحفي بهذه التجربة أن يرتعد ويدق أجراس الخطر لظهور قناة فضائية تستعمل نفس الخطاب المهترئ وتتبنى رؤى نظام ثار الليبيون ضده وقدموا في سبيل إزالته من الوجود أرواح أكثر من 20 الف من أبنائهم؟

هل يعقل أن نحسب لهكذا فزاعة مهترئة تعتمد خطابا مفلسا وكريها ألحق الأذى بمسامعنا على مدى اربعة عقود، هذا الحساب وان تضج أوساط الاعلاميين الليبيين لظهورها ، وأن تدق أجراس الخطر لتحذر منها؟؟!! لا أعتقد ان الأمر يستحق كل هذا الفزع والتهويل، اللهم إلا إذا كانت أخطاء حكومتنا اليوم وثوارنا تتجاوز ما كان يقترفه الطاغية في حقنا من جرائم ..

هذه القناة الفزاعة من المؤكد أنها ستجد من يستمع لها من تلك الفئات التي لم تشف بعد من مخدر الطاغية، والتي لم تكتشف بعد حقيقة طالما غيبها عنهم نبيهم الكذاب، وهي حقيقة أن ليبيا أكبر من الجميع، وانها هي الباقية ومن يحاول طمسها في وجداننا ووعينا راحل حتما وهي باقية ويجب علينا المحافظة عليها بأرواحنا.. هذه الفئة ستشدها -والى زمن محدد- هذه القناة وستثير فيهم شجون مرض القذافي وسيتسمرون أمامها أياما وشهورا، ستدغدغ أحلامهم المرضية باستعادة أمجاد الوهم التي كان ينومهم بها الطاغية، وسيبنون قصور الوهم في الهواء، وسيجد خطاب هذه القناة الفزاعة صدى له في كثير من البيوت التي تأوي المخدوعين بشعارات الطاغية الجوفاء.. ولكن هل سيثمر هذا الخطاب؟ هل سيجد المتتبعين له حقائق على الارض تؤكد مصداقيته؟ هل يتناسى هؤلاء المخدوعين اربعة عقود من التطبيل والتزمير والخطب الجوفاء التي مارسها النظام وجوقته التي تمول وتدير اليوم من أرض الكنانة هذا البوق الأجوف، والتي أوصلتنا لهذا الحال؟ هذا ما تؤكد الوقائع والحقائق على الأرض استحالته، فهكذا خطاب خبره الليبيون لن ينجح على المدى الطويل حتى في استعادة ثقة المؤيدين للقذافي الذين اكتشفوا زيف خطابه وأعلنوا انضمامهم للثورة بعد تحرير طرابلس..

نعم هناك الكثير الكثير من الأخطاء التي حدثت ولا زالت تحدث في ظل انتفاضة 17 فبراير، ومن المؤكد أن هذه القناة ستتبع هذه الأخطاء وتضخمها، بل ستختلق حوادث بهدف إثارة الراي العام وخلق بلبلة في اوساط الناس وإثارة الفتن.. والتعامل العلمي والسليم مع هكذا خطاب متآمر، يمكن تحويله إلى عامل قوة وتلاحم للجبهة الداخلية؛ وذلك بمعالجة الأخطاء وسد الثغرات التي تحاول القناة التسلل منها الى عقول المتتبعين لها، والتعامل بشفافية كاملة مع كل الحوادث وطرح كل المشاكل للراي العام عبر وسائل الاعلام التي يجب ان تلقى دعما كاملا وان تتاح أمامها كل الحقائق لعرضها على الجمهور وسحب البساط من تحت أقدام من يحاولون الصيد في المياه العكرة وتشويه الحقائق..

كما أنه لابد لنا من أن نفهم الأمر بكل أبعاده، فإطلاق هذه القناة من ارض مصر وعبر باقة النايل سات المصرية وبرعاية بقايا شراذم القذافي الذين سرقوا ونهبوا أموالا طائلة من خزينة الشعب الليبي ولا زالوا يتصرفون بها بحرية رغم قرارات التجميد الصورية، أمر له معان كثير، ويحمل رسائل متعددة.. أهم هذه الرسائل من الحكومة المصرية تقول: ادفعوا لنا مقابل اسكات هذا الصوت.. ثاني هذه الرسائل من نفس الحكومة تقول: لإسكات هذا الصوت يجب الموافقة على مطالبنا ( أكثر من ملياري دولار حقوق العمالة المصرية التي غادرت ليبيا إثر اندلاع انتفاضة فبراير!!!) وكذا الموافقة على دخول مليوني عامل مصري الى ليبيا للعمل والمشاركة في برنامج إعادة البناء!!!

هذه القناة الفزاعة، وشراذم الطاغية، والاستثمارات الليبية والأموال المودعة في المصارف المصرية، تمثل أوراق ضغط في يد القاهرة ولن تتأخر في استعمالها لابتزازنا سياسيا وأمنيا واقتصاديا.. وهنا يستوجب الأمر حنكة وبراعة وحرفية في إدارة المعركة، والصمود وعدم الخضوع للابتزاز، بل تغيير هذه الأوراق وتحويلها لصالحنا، وهذا يتطلب وجود كوادر متخصصة ومهنية تعمل في إدارة هذه المعركة والتخلي عن المواصفات الطوباوية التي تعتمد الولاء للحزب او الكتلة فقط كشرط للمشاركة في إدارة معركة إعادة بناء ليبيا.. هناك الكثير من الاوراق التي يمكن استعمالها في معالجة هذه الاوراق وإبطال مفعولها..

القناة الفزاعة ستكون عامل مساعدا للحكومة المقبلة في اكتشاف الأخطاء ومعالجتها وسد الثغرات وتوعية الشعب بالمخاطر التي تحدق به، كما أنها ستفتح عيون الشريحة التي ترفض تحقيق المصالحة الوطنية على المخاطر التي يشكلها تواجد أعداد كبيرة من الليبيين خارج البلاد وخارج مدنهم داخل البلاد لأسباب تتعلق بما جرى خلال فترة الانتفاضة من اصطفافات خاطئة، وهي اخطاء يمكن معالجتها بالحوار والمحاسبة عبر المحاكم وليس بالتهميش والاقتلاع والتشريد الذي يوفر بيئة خصبة لاصطياد المخربين وانتشار شبكات الارهاب والقتل العشوائي.. ولابد لنا من سحب اوراق قوة لا زالت في يد شراذم القذافي متمثلة في مئات آلاف النازحين الليبيين خارج ليبيا وداخلها الذين يجب تمكينهم من العودة الى بيوتهم ومحاسبة الخاطئين منهم، بدل بقائهم هدفا للدعاية السوداء التي ستعمل هذه الفزاعة على ضخها في عقولهم..

ويبقى دعم وسائل الاعلام الليبية الخاصة والحكومية بكل ما تحتاجه من إمكانات مادية ومعنوية، من خلال برنامج واضح المعالم وخاضع لتشريعات وقوانين صارمة وذو استراتيجية واضحة ومتكاملة ترمي الى نقله من مؤسسة للتطبيل والتضليل الى سلطة رابعة مستقلة وحقيقية تمارس دور الرقابة والنقد وتوعية الشعب، يبقى هو الرهان الحقيقي الذي سيمكننا من تحييد كل اصوات النشاز المغردة خارج السرب، سواء الموجودة منها خارج البلاد او الموجودة داخلها و التي تستهدف التشويش على مسيرتنا في إعادة بناء ليبيا من جديد.



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى الاولى لتحرير طرابلس.. فرح يخالطه الحزن
- حتى لا تدنس الثورة السورية..
- إمارة شمال مالي الإسلامية .. عواقب التفكيك ومخاطر التغول
- حرب كيميائية اسرائيلية ضد العرب الفلسطين
- ديمقراطية الدم في العراق
- في عرس الديمقراطية بُعث الامل وصمتت البنادق..
- لا للعسكرة.. نعم للتمدن..
- الخطوط المغربية.. واقع دون الطموح!!
- الأفريكوم تطرق الباب .. ما سر صمت حكومتنا؟!!
- (س ص) لماذا التخلي عن أمانته العامة؟
- ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة
- حق العودة .. الوجه الآخر
- يائيل برتانا.. خطوة على الطريق الصحيح..
- الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين
- عندما يُمسخ عيد العمال.
- مركز لحجز المُعنِّفين.. قبل دور المعنَّفات.
- برقة الهادئة هل يعكر صفوها السنوسيون؟
- الاسد او.. بحرق البلد!!!
- صور فيروزية (3) ها قد أقبل نيسان
- الحوار.. الحوار.. لدرء الأخطار


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..