أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - الحوار.. الحوار.. لدرء الأخطار















المزيد.....

الحوار.. الحوار.. لدرء الأخطار


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 00:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مرة أخرى أعود لإثارة ظاهرة بقايا الموالين للنظام السابق الذين لا زالوا مسكونين بأفكار وطروحات الطاغية العاطفية والطوباوية التي اتخذها كستار للممارسة ارهابه وإكراهاته على الشعب وتدميره لليبيا كوطن وكبشر طيلة العقود الاربعة الماضية من حكمه. هؤلاء الضحايا الذين لم يفيقوا بعد من مخدر القذافي ولا زالوا يحلمون باعادة ورثته لحكمهم وحكم البلاد، لأنهم أدمنوا العبودية للشخص وفقدوا اي احساس بتميزهم كأفراد يجب ان يكونوا قادرين على إدارة شؤونهم بانفسهم من خلال مؤسسات ديمقراطية حقيقية دونما حاجة لدكتاتور يقودهم بقوة الحديد والنار، هؤلاء يجب علينا ان نبادر بكل جدية وعقلانية وفي اسرع وقت للبدء في برنامج علاج مكثف وطويل المدى لإخراجهم من هذا النفق المظلم الذي زينه لهم الطاغية بأراجيفه وترهاته وحوله في مخيلتهم الى جنة عدن. ذلك أن سياسة تهميشهم ووصمهم بانتمائهم السياسي الخطأ (طحالب) والابقاء عليهم في جزر معزولة، سواء كانوا قبائل او تجمعات سكنية او اسر او افراد من شأنه ان يزيد من تأزم حالتهم المرضية وينقلهم من حالة الانهيار والشك في مواقفهم من الثورة، الى حالة التزمت والتصلب في التمسك بتلك الافكار المريضة ويرسخ لديهم اعتقادا خاطئا بأنهم على حق وان الثورة التي أطاحت بصنمهم لا تزيد عن كونها ثورة لحفنة من العملاء لقوى أجنبية، وهي اللازمة التي يرددونها ويتخندقون خلفها في كل الحوارات النادرة والمبتورة معهم التي تجري صدفة هنا وهناك .

اولا لابد لنا من الاعتراف بأن هؤلاء الضحايا هم ليبيون يمكن ان يصبحوا يوما ما صالحون ومؤمنون بأن ليبيا كوطن للجميع فوق كل اعتبار ، وان الشخص الفرد مهما على شأنه لا يجب ان يتجاوز الوطن والشعب. ولكن وهم في هذه الحالة من الفصام السياسي المزمن هل ينبغي علينا ان نهملهم ونتجاوزهم ونبقيهم اسرى لهذه الحالة المرضية الخطيرة التي حتما ستحولهم بمرور المن الى سرطان خبيث تكون معالجته مكلفة وباهضة؟؟
اعتقد انه من الحكمة والعقل ان نولي هؤلاء الضحايا اهتماما كبيرا وان نبدأ معهم حملة علاج نفسية وفكرية تطهرهم من ادران النظام المنهار الذي ظل لأربعة عقود يضخ في عقولهم كل أنواع الكذب والاراجيف والافكار الطوباوية المحلقة في السماء والمجافية للواقع.

لابد من مباشرة حوار عقلاني ومدروس ومنظم وطويل المدى عبر وسائل الاعلام التي تضج بها بيوتنا وشوارعنا وفضاءنا، محوره أننا كلنا ليبيون متساوون في الحقوق والواجبات، وأن الفكر الواحد والقائد الأوحد والراي الواحد أصبح من الماضي ولا مكان له في ليبيا بعد ثورة 17 فبراير، وان حرية الرأي مكفولة وان الحوار والحجة هي الوسيلة والسلاح لإقناع الآخر بآرائك وليس القوة والعنف والتهديد التي كانت متبعة في ظل الطاغية..

إن مصطلحات تقلل من قيمة الانسان وتدينه على خلفية افكاره مثل "الطحالب" و "أزلام النظام" وغيرها من المصطلحات التي لا تقيم جسورا للحوار بل تعمق الهوة بين الاطراف، كلها يجب ان تختفي من قاموس وسائل إعلامنا الرسمية والخاصة في تعاملها الاعلامي والحواري مع هذه الفيئة المظللة ، إذ كيف يكون هناك حوار بين طرفين في ظل وجود حكم مسبق من احد الطرفين على الآخر ؟!

قد يدفع البعض بأن هذه الفيئة تشكك في طهارة الثورة ووطنيتها وتنعتها بالارتهان لقوى أجنبية وبالتالي أبواب الحوار معهم يجب ان توصد.. اقول لهؤلاء اذا انتفى هذا الموقف ولم يكن موجودا؛ فلن تكون هناك مشكلة إذا!! ولماذا أصلا يقوم الحوار إذا لم يكن هناك إختلاف في وجهات النظر حول قضية جوهرية خطيرة بحجم ثورة شعب على طاغية؟!!! إن وجهة نظر هذه الفئة وافكارها المسممة بجراثيم الطاغية، يجب ان تكون دافعا قويا لنا لإقامة حوار معهم لتطهير ادمغتهم من هذا الرجس ، خاصة أننا نمتلك آلاف الحجج الدامغة والادلة القوية التي تدحض وجهة نظرهم وتعري حقيقة الشخص الذي يلتفون حوله ويؤلهونه، وتضمن لنا على المدى البعيد إخراجهم من هذه الحالة المرضية..

خندق المناوئين لثورة 17 فبراير لا يضم فقط تلك الفيئة من ضحايا الطاغية ، بل يضم ايضا فيئة أخرى مهمة يجب ان يشملها الحوار ، وهي فيئة المتعيشين على أخطاء الثورة والذين لا يرون من الكأس إلا نصفه الفارغ؛ هذه الفيئة لها موقف حساس ومهم اذا ما استثمر استثمار جيدا ، وخطير إذا ما أهمل، ذلك أن تجاهل ما يطرحونه من رؤى ووجهات نظر حول العدد من القضايا والمواقف وتهميشهم، من شأنه أن يدفعهم الى التماهي مع بقايا النظام ويخلق لديهم قناعة بأن الثورة قد انحرفت عن مسارها وجرى تحويلها عن أهدافها.. وفي ظل غياب الحوار يصبحون هدفا وصيدا ثمينا لقوى اجنبية ومحلية مرتبطة بأجندات خارجية تعمل على بلبلة الراي ونشر الفوضى وتعطيل عودة الحياة الى البلاد..

إن إقامة حوار مع هذه الفئية التي نجدها منشغلة ومنهمكة في رصد أخطأ الثورة ، سيكون مفيد جدا للثورة، فهؤلاء يشكلون جهاز انذار مبكر يلفت الانتباه الى الأخطأ للتعجيل بمعالجتها، ووضع الحلول الناجعة لها.. انهم حاليا يشكلون جسم الظاهرة الصحية للديمقراطية "المعارضة" التي تعد شرطا ضروريا لقيام الديمقراطية، وتقدم خدمة مهمة للحكومة في تفادي الاخطاء ومعالجة آثارها.. الكثير من الحوارات جمعتنا صدفة في المقاهي والمناسابات الاجتماعية مع نماذج من هذه الفيئة، كانت مناسبة رائعة للجدل والتعاطي العقلاني معهم في طرح ومناقشة القضايا والأخطاء التي واكبت الثورة وتلك التي لا زالت مستمرة.. نعم يجب الاعتراف بوجود أخطأ كبيرة كانت ولا زالت قائمة بل منها المتفاقم في كل يوم، واستياء هذه الفيئة من هذه الأخطاء يشاركهم فيه كل الليبيون، وما يميزهم فقط انهم يجاهرون ويجادلون لتلافي هذه الأخطاء ، لكنهم يخطئون عندما يجعلونها عنوانا للثورة، متجاهلين كل التضحيات والمكاسب التي حققتها حتى الآن وأخطرها وأهمها القضاء على اربعة عقود من الظلام والطغيان والفوضى التي كان يجسدها القذافي.

و لايفوتني هنا التنبيه الى أن الحوار المنوه عنه في هذا المقال يجب ان يضم كل الليبيين بما فيهم اولئك الفارين خارج الوطن خاصة الموجودين في دول الجوار والذين يشكلون قنابل موقوته جاهزة للتفجير داخل الوطن، فالحوار مع هؤلاء ودعوتهم للعودة الى الوطن والبدء في معالجة عاقلة ورصينة للأخطاء سيقطع الطريق على الصائدين في الماء العكر الذين يعملون على تحويل هؤلاء الفارين الى طابور خامس يهدد امن واستقرار البلاد، كما سيحولهم الى ورقة ضغط قوية في ايدي الحكومات المتواجدين تحت حمايتها تستعملهم للضغط علينا في اية أزمة او خلاف يجد على الساحة..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استشر.. حتى لا تستجر..
- الفدرالية حصان خاسر يراهن عليه السنوسيون
- في عيد المرأة .. دعوة لتطوير المتقدم في موروثنا الاجتماعي
- الفدرالية اول خطوة لعرقنة ليبيا
- حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.
- لا.. لعسكرة الثورة السورية
- صور فيروزية 2 نحت على صفحة الخيال
- مجازر سوريا تشل التفكير وتبلد الذاكرة
- عيد الحب على الطريقة العربية
- الموت هربا من الراسمالية المتوحشة
- روفائيل لوزون .. تطهر.. ثم تقدم.
- لتحتضن قلوبنا من ضاق عليه الوطن.
- وماذا عن عُريِنَا الفاضح؟!!
- صور فيروزية (1)
- هدية للروح بمناسبة العام الجديد
- الاعتراف بالهزيمة ثم العمل ..أول خطوة لنجاح التنوير
- هل يستوعب الليبيون اول دروس الديمقراطية؟
- سيف الاسلام رهن الاعتقال..وماذا بعد؟؟!!
- سقط هبل.. هنيئا للبشرية
- أخطر الطوابير طراً ..


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - الحوار.. الحوار.. لدرء الأخطار