أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عبعوب - مجازر سوريا تشل التفكير وتبلد الذاكرة














المزيد.....

مجازر سوريا تشل التفكير وتبلد الذاكرة


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 16:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ أن أفقت من دوار المواجهة بين ثوار 17 فبراير وكتائب الطاغية والتي انتهت بالانهيار الكامل للنظام وتفكك منظومته الامنية التي نفذت في حقنا ابشع الجرائم وأخضعتنا ولسبعة اشهر متواصلة للعيش تحت وطأة الخوف والرعب من الوقوع في قبضتهم او السقوط قتلى برصاصاهم الذي لم يوفوره على أي شخص دارت حوله الشكوك في انتمائه للثورة ولو بالكلمة.. منذ تلك الصحوة وأنا احاول ان الانضمام الى إخوتي من ثوار الكلمة في الشقيقة سوريا التي يجري فيها استنساخ ممنهج لتجربة طاغية ليبيا على يد طاغية سوريا والذي تفوق على استاذه بكثير في إدارة المجازر ضد كل من يقول له ارحل مللنا منك ومن عائلتك..

كلما استجمعت افكاري ورؤيتي لموقف معين يجد على الساحة السورية لأنطلق منه في كتابة رايي ، يباغتني شبيحة الاسد وكتائبه بمشهد جديد يشل تفكيري، ويبدد افكاري ، واقف عاجزا ومذهولا أمام هذا التصعيد غير المسبوق للمجازر التي ينفذها سوريون في حق اهلهم!! لماذا ؟؟ فقط لأنهم قالوا كفى ارحل يا أسد!!!

اتجمد امام مشاهد لأطفال مزقت أجسادهم بوحشية ، ونساء اعدمن بدم بارد لأنهن يطعمن جياع حصار الاسد، تقطف ارواح شباب في عمر الزهور بقذائف الهاون وهم في مخادعهم، صبايا ونساء وشيوخ يجرون فزعا في أزقة أحيائهم بحثا عن الأمان من قذائف يطلقها عليهم أبناءهم الذين غسل الاسد أدمغتهم وحولهم الى آلات قتل عشوائي..!! اترك مقعدي امام جهاز الحاسوب وادفع لوحة المفاتيح بعيدا عني ، وتصعد المرارة الى حلقي، تفلت دمعة من عيني ، يضيق تنفسي، أشعر برغبة جامحة للبكاء بصوت عال وانا اقول: لكم الله ايها السوريون ، فلا تسألوا غيره .. ولا تصدقوا ما يقال عن الأخوة في الدين والدم وحقوق الانسان ودعم الغرب والشرق للديمقراطية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، كلها شعارات للاستهلاك، ولا تنخدعوا بما جرى في ليبيا، فالناتوا وأدواته العربية والمحلية لم تحركها تلك الشعارات بقدر ما حركتها لزوجة الزيت وبريق الذهب الاسود..

بعد عشرات المحاولات التي تتوقف من السطر الاول ، نومت عواطفي وبصعوبة تجرأت قبل دقائق على كتابة هذه السطور، فقط للتنفيس ، لأنني اعرف اننا مهما كتبنا وسطرنا لن نحقق لذلك الطفل الذي يواجه رعب الموت منذ أشهر بقنابل الاسد، وتلك الام المفزوعة على اطفالها، وذلك الشيخ المقهور بالعجز عن الدفاع عن بيته، وذلك الشاب الذي يواجه المدافع بصدره العاري، لن نحقق لهم الأمان والسلام ولن تصلهم كلماتنا بعد ان قطعهم الاسد عن العالم.. وانا لا زلت اتذكر تلك العزلة المرعبة التي عشناها على مدى ستة اشهر في طرابلس عندما عزلنا الطاغية عن العالم بقطع الاتصالات عنا والتشويش على المحطات الفضائية وعندما عمد الى قطع الكهرباء عن الاحياء المعروفة بولائها للثورة.. لا زالت هذه الوقائع في ذاكرتي، وبالتالي فإن كتابتنا لن تزيد عن كونها تنفيس لاحتقان نعاني مرارته ونقف أمامه عاجزين ولا نملك إلا الصراخ : كفى يا اسد كفى يا اسد لن تمد دماء السوريين في عمر نظامك، بقدر ما تعجل بسقوطه وغرقك في عار سيلاحقك فوق الارض وتحتها باللعنات..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد الحب على الطريقة العربية
- الموت هربا من الراسمالية المتوحشة
- روفائيل لوزون .. تطهر.. ثم تقدم.
- لتحتضن قلوبنا من ضاق عليه الوطن.
- وماذا عن عُريِنَا الفاضح؟!!
- صور فيروزية (1)
- هدية للروح بمناسبة العام الجديد
- الاعتراف بالهزيمة ثم العمل ..أول خطوة لنجاح التنوير
- هل يستوعب الليبيون اول دروس الديمقراطية؟
- سيف الاسلام رهن الاعتقال..وماذا بعد؟؟!!
- سقط هبل.. هنيئا للبشرية
- أخطر الطوابير طراً ..
- بعد اسقاط الطاغية.. حان وقت معركة بناء الدولة المدنية
- النظم العربية والغرب يدفعان لعرقنة المنطقة
- طرابلس تضع النظام على سكة الرحيل
- علاجات عقيمة لمعضلة عظيمة
- الكرامة وقف على الحكام العرب دون شعوبهم!!!
- واشنطن لا تريد فهم الدرس!!
- النار فوق الرماد..
- تونس .. أين؟!!


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عبعوب - مجازر سوريا تشل التفكير وتبلد الذاكرة