سيف الاسلام رهن الاعتقال..وماذا بعد؟؟!!

محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 01:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

سيف الاسلام القذافي هذا آخر بيادق النظام المنهار الخطيرة أصبح في يد المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا اليوم.. وهو فعلا اصبح منذ الساعات الاولي ليوم السبت 19 نوفمبر 2011 وحسب تصريحات لمسؤول بمنطقة سبها حيث قبض عليه، اصبح في يد الثوار، بل اسيرا لدى قبيلة الزنتان بالجبل الغربي.. وبذلك يسدل الستار على آخر الفصول المهمة في تصفية رموز النظام المنهار التي كان يمكن لها ان تلعب دورا خطيرا في زعزعة الوضع المستجد في ليبيا، وان تدفع البلاد الى حرب أهلية بشر بها هذا المارق وهدد بها ابناء بلده وحكم والده لا زال قائما يحكم قبضته على اكثر من نصف البلاد..

لقد كان سيف وزوج خالته عبدالله السنوسي الذي كان يشغل مدير جهاز مخابرات الطاغية معمر القذافي يشكل الشغل الشاغل للثوار وقيادات المجلس الوطني الانتقالي. وراء حائط هذا الثنائي الخطير تمترس الثوار في مفاصل البلاد وكدسوا السلاح والعتاد، و وراءه أيضاً وقف قادة ومسؤولين سياسيين في المجلس الوطني الانتقالي او متحالفين مع الثورة يبررون أخطاء منهجية كبيرة وخطيرة في إدارة الشؤون الداخلية وكذا التحالفات الخارجية لليبيا ما بعد القذافي ويسوٍغون تجاوزات وهفوات في السياسة الداخلية والخارجية للبلاد..

أما وقد اصبح هذا الحائط في حكم الزائل ولم يبق منه إلا آثارا مشتتة في اصقاع الارض، فمن المؤكد أن الوضع سيتغير، وأن المظاهر المتعارضة مع قيام مجتمع مدني وإختفاء ظاهرة السلاح المتجول في المدن والاحياء السكنية في البلاد اصبح أمرا ملحا، كما أصبح من الواجب قيام مؤسسات الدولة بواجباتها على أكمل وجه، فلم يعد هناك عذرا لأي كان في يمارس الاضراب غير المعلن عن العمل..

بالقبض على سيف الاسلام، اصبح من الملح على شبابنا الثوار من الطلبة العودة السريعة الى مؤسساتهم التعليمية لتعويض ما فاتهم من وقت والبدء بالجهاد الاكبر المتمثل في التحصيل العلمي بعد ان فرغوا من الجهاد الأصغر.. فليبيا بعد أن اصبحت ملكا لنا جميعا تتطلب منا استثمار كل دقيقة من وقتنا وكل جهدنا وخبراتنا لإعادة بنائها من جديد كدولة مدنية لكل مواطنيها، وأن نزيل كل الآثار المادية والنفسية التي تركها الطاغية على الارض وفي النفوس، وهذا ما يتطلب من كل ليبي يقدر ثقل المسؤولية التي ترتبها الديمقراطية الحقيقية عليه ، ان ينخرط بشكل جاد في إعادة بناء البلاد وان يستثمر كل دقيقة من وقته في هذا الاتجاه..

لقد بذلنا دماء غالية وانفقنا وقتا ثمينا وموارد مالية باهضة لتحقيق هذا المنجز، وحان الوقت لاستثمار هذه التضحيات وتعويض ما فقدناه ، ولم يعد هناك اليوم اي عذر يستوجب منا التخاذل او التهاون او تبديد الوقت وممارسة دور المنظر والمتفرج. بهذا الحدث زالت كل الاعذار الواهية التي كان يتلطى بها جزء مهم من كوادر وموظفي مؤسسات الدولة الذين يمارسون إضرابا غير معلن عن العمل، وعلى الحكومة المقبلة أن تبادر فورا بتفعيل القوانين الادارية وتطبيقها في كل مؤسساتها وان تضع حدا لهذا التسيب الاداري الذي يصيب الدولة بالشلل، كما انه اصبح من الضروري بسط يد الدولة الليبية على كل الاراضي الليبية وان توقف كل التجاوزات الداخلية والخارجية التي تنال من سيادة البلاد وتنقص من هيبتها، وأن توقف كل شخص يتجاوز اختصاصاته ويفتح قنوات اتصال وتعامل مع جهات خارجية بدون إذن وتنسيق مسبق مع جهات الاختصاص في الدولة الليبية..

بعد ان زال هذا الخطر وهو ما يستوجب كما اسلفت سحب كل التشكيلات المسلحة من شوارع المدن وإعادة الاسلحة والعتاد الى مخازن الجيش الوطني الليبي، يجب على كل المؤسسات الامنية والعسكرية ان تضع حدا لحالة الترهل وانعدام الانضباط بين كوادرها، وان تفعل القوانين التي تنظم عمل مؤسساتها ودوائرها لإعادة الأمن والانضباط الى البلاد ووقف كل التجاوزات التي تتم في ظل غياب المؤسسات الامنية وتقاعسها عن القيام بمهامها.. لقد حان الوقت لتفعيل مؤسستنا القضائية وتعزيزها بكوادر نزيهة بعد تطهيرها من كل مشبوه بالفساد، لتكون المؤسسة الضامنة للحقوق وتطبيق العدالة وتعزيز تطبيق القوانين بكل شفافية ونزاهة..

#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل