أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.















المزيد.....

حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3656 - 2012 / 3 / 3 - 20:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ اشتعال ثورة 17 فبراير في هشيم نظام الطاغية وانا اتابع بعض الجرائد الجزائرية بانتظام تقريبا، وإن كنت أطل عليها من قبل من حين لآخر لما تحتويه من خطابات متحررة من سطوة الحكومة، وهو ما كنا نفتقده ونغبط عليه جيراننا، قبل أن نمزق تلكم الكمامات التي شدها الطاغية حول افواهنا وخنق بها كل صوت يحاول الاقتراب من ممارساته الاجرامية في حقنا وحق حتى جيراننا من كل اتجاه..

ولكن ما شد انتباهي واثار تفكيري منذ انطلاق الثورة هو صوت المخدوعين سواء من بعض الكتاب او المتابعين للصحف من المواطنين الجزائريين في شخص القذافي والمنومين بخطاباته النارية التي تدغدغ العواطف ولا تمس جوهر القضايا إلا لتزيد من تأزمها .. وكل يوم يزيد فيه اوار الثورة اشتعالا، تتصاعد فيه نبرة اللغة المعادية من اشقئنا في الجزائر لتطلعات الشعب الليبي الذي تسيل دماءه في كل شبر على يد كتائب ومرتزقة الطاغية الذي استعصت حالة الفصام لديه أمام كل العلاجات وكل الصدمات .. تلكم اللغة ما كنا نتوقعها مطلقا من شعب خبرت بنفسي اكثر من مرة وفي اكثر من مكان مدى حبه وتقديره للشعب الليبي الذي وقف الى جانبه في احلك ايام حرب التحرير، وهو موقف املاه الواجب المقدس الذي يفرضه الجوار والمصير المشترك.. لم افهم ولم أجد تفسيرا لهذا الموقف المفاجئ ، ذلك أنني كنت اقدر أن العلاقة بين الشعبين الليبي والجزائري اكبر واعمق من علاقة احدهما بنظام حكم لا يشك عاقلا في ضرورة زواله بعد أن استنفذ كل مخزونه من الكذب والتلون وامتطاء القضايا المقدسة .

لكنني وبمضي الايام وتحليل تلك الخطابات واللغة التي تصل لدى المعلقين من العامة الى لغة الشوارع، وتتماهى معها بعض الجرائد لاسباب لا ندرك كنهها، وبانتصار الثورة وتفكيك منظومة الطغيان وموت صانعه وموت او فرار كبار مساعديه الى الجزائر ودول اخرى، ادركت ان إخوتنا في الجزائر لا زالت ترن في مسامعهم تلكم الشعارات والعبارات الجوفاء التي رددها الطاغية مع اشتعال الثورة وحاول من خلالها شيطنة الثورة، مستغلا اندفاع الغرب واندماجه في عملية خلخلة اركان النظام وتفكيك منظومته العسكرية، وهو تدخل فرضه النظام ومهد له بإتقان محكم ، ضنا منه ان التدخل الغربي قد يشق صفوف الثوار ويحبط الثورة وينقذ نظامه الذي فقد ما تبقى له من شرعية مهلهلة بإهراق اول قطرة دم لمدنيين عزل تظاهروا امام محكمة بنغازي مطالبين بالعدل والانصاف الذي كان يفترض به ان يكون هو اول من يقيمه ويحميه.

ورجعت بذاكرتي الى الماضي القريب، والى إذاعة صوت الوطن العربي الكبير التي كانت اكبر واقوى بوق نوًم من خلاله القذافي ملايين العرب خاصة في الجزائر ودول الساحل، و لازلت اذكر تلك الرسائل التي يبعث بها مئات المستمعين من الجزائر والتي تتغنى بالقائد بطل العروبة وامين القومية ومنجز الوحدة العربية ومحرر فلسطين والتي لم تزد عن كونها شعارات جوفاء وظاهرة صوتية، فيما يعمل مطلقها وعلى الارض بدأب ضدها بكل ما اوتي من قوت مال وسلاح وافراد باعوا انفسهم للشيطان واصبحوا ادوات لتنفيذ جرائم الارهاب الأعمى ضد كل من لا يروق صوته او رايه للقائد الأممي.. تلك المراجعة اكدت لي ان لغة الشريحة المعادية لثورة 17 فبراير والمنومة بتمائم ابواق الطاغية الرخيصة قد نجد لها العذر في موقفها، خاصة وانها كانت تستمع لصوت واحد هو صوت القذافي وابواقه ، ولم تكن الثورة والثوار وهم في عز المعركة قادرين على مواجهة آلته الاعلامية المحمية والشحونة بفاعلية ملياراته التي أغدقها بلا حساب على كل من يذكر اسمه ويطبل له في اي مكان.

ولكن اليوم وقد تحررت ليبيا بالكامل، وأسكتت تلك الابواق المأجورة، واصبح للثورة مئات الاصوات المرئية والمسموعة والمقروءة ، وحطمت كل الاصفاد ومزقت الكممات التي كانت تكتم أصواتنا وتمنعنا من قول كلمة الحق، اصبح من واجبنا الاسراع، اولا في معالجة ضحايا الدعاية السوداء التي لوث بها إعلام الطاغية عقول الناس ورسم بها صورة مشوهة للثورة في وعي شرائح واسعة من الناس سواء في الداخل او الخارج، وذلك من خلال حملات إعلامية تخاطب العقول والضمائر وتضع الحقائق كما هي امام المتلقي، بما فيها الحقائق المتعلقة بالاخطاء التي ارتكبها الثوار او القيادة السياسية للثورة خلال الثورة وبعد الانتصار، وشرح كل الملابسات التي واكبت الثورة والتي أتاحت لقوى أجنبية ركوبها وارغمت الثوار على التعامل مع واقع فرضه عليهم النظام..

واعتقد ان الشعب الجزائري الذي لا زال جزء مهم منه مخدرا بحقن إعلام الطاغية ويلتبس عليه المشهد وهو يرى طائرات فرنسا -التي كانت قبل عقود قليلة تدك مدن وقرى الجزائر وتحرقها بسكانها- يراها اليوم تقصف مدنا ليبية كانت حتى الامس القريب ملجأ وملاذا وعمقا استراتيجيا لثوار الجزائر الذين مرغوا انف فرنسا في التراب واجبروها على مغادرة بلادهم بعد ازيد من قرن وثلاثين عام من الاحتلال.. هذا الشعب يستحق من وسائل إعلامنا معالجة رصينة ومحكمة تصحح له المشهد وتزيل كل الإلتباس في فهمه للواقع الذي استجد على حدوده الشرقية وتبدد كل الضباب الذي شكلته مشاركة حلف الناتو في تفكيك نظام الطاغية وتحرير البلاد من عقود القهر والتخلف والفوضى التي ندرك جيدا ان اخوتنا لو عايشوها معنا لكانوا في مقدمة المقاتلين ضد هذا النظام..

وهنا وإن كنت التمس بعض الاعذار لمن اعتبرهم ضحايا مرحلة من الدعاية المضللة والسوداء لنظام أدار وبحنكة منظومة دعاية إعلامية فعالة في تلميع الصنم وتشويه الثورة، إلا انني الوم تلك الصحف واولئك الكتاب المتماهين او المندمجين في حملة تشويه ممنهجة لثورة هي بكل المقاييس ثورة شعب ضد الظلم والقهر ارغمته آلة القتل والدمار التي يمتلكها الطاغية على الاستنجاد بكل من يعرض مساعدته، بل إنني الوم هؤلاء لعدم نقدهم لتقاعس الحكومة الجزائرية وبعض الحكومات العربية عن نصرة الشعب الليبي الذي قرر تغيير واقعه المزري والتأسيس لدولة القانون والحريات، وكم كان المشهد مغايرا لو ان الجزائر وقفت وبانحياز كامل ومعلن الى جانب الشعب الليبي في هذه الثورة بما كان يغنيه على الاستنجاد بالاجنبي ، وهو الموقف الذي تمليه عليه قيم الجوار والانتماء..

لقد حان الوقت ، بل فات الكثير منه، للبدء في حملة إعلامية من الجانبين الليبي والجزائري لتصحيح الاخطاء وجبر الضرر وترسيخ صورة واقعية وحقيقية في ذاكرة كل الضحايا سواء في الجزائر او غيرها وحتى في الداخل ، وفتح آفاق جديدة للتفكير والتحليل الواقعي البعيد عن الدعاية الجوفاء، والعمل على تجسيد دولة القانون والحريات في ليبيا ومحو كل الذكريات المريرة من الذاكرة وإعادة الصورة المشرقة لليبيا في اذهان الشعوب المجاورة وفتح قنوات للتعاون المشترك والمنظم لتحقيق الاستقرار والرفاه لكل الليبيين وشعوب دول الجوار..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا.. لعسكرة الثورة السورية
- صور فيروزية 2 نحت على صفحة الخيال
- مجازر سوريا تشل التفكير وتبلد الذاكرة
- عيد الحب على الطريقة العربية
- الموت هربا من الراسمالية المتوحشة
- روفائيل لوزون .. تطهر.. ثم تقدم.
- لتحتضن قلوبنا من ضاق عليه الوطن.
- وماذا عن عُريِنَا الفاضح؟!!
- صور فيروزية (1)
- هدية للروح بمناسبة العام الجديد
- الاعتراف بالهزيمة ثم العمل ..أول خطوة لنجاح التنوير
- هل يستوعب الليبيون اول دروس الديمقراطية؟
- سيف الاسلام رهن الاعتقال..وماذا بعد؟؟!!
- سقط هبل.. هنيئا للبشرية
- أخطر الطوابير طراً ..
- بعد اسقاط الطاغية.. حان وقت معركة بناء الدولة المدنية
- النظم العربية والغرب يدفعان لعرقنة المنطقة
- طرابلس تضع النظام على سكة الرحيل
- علاجات عقيمة لمعضلة عظيمة
- الكرامة وقف على الحكام العرب دون شعوبهم!!!


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.