أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبعوب - الأفريكوم تطرق الباب .. ما سر صمت حكومتنا؟!!














المزيد.....

الأفريكوم تطرق الباب .. ما سر صمت حكومتنا؟!!


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3771 - 2012 / 6 / 27 - 02:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم تفلح كل الإغراءات والضغوطات التي مارستها واشنطن طيلة عقود مضت على دول افريقية تعاني الفقر والفاقة والأزمات الاقتصادية الخانقة في الحصول على قطعة ارض لاقامة مقر لقيادة قوات التدخل الامريكية في افريقيا (أفريكوم) التي تتواجد حتى الساعة في المانيا.. إلا أنه وإذا صحت تصريحات قائد الـ " افريكوم " الجنرال " كارتر هام" التي نقلتها وكالة الانباء الليبية عن هيئة الصحافة بالقوات الأمريكية بمدينة ستوتجارت بألمانيا والتي قال فيها "هناك حاجة إلى إقامة شراكة قوية مع القوات الأمنية والجيش في ليبيا من أجل منع فلول النظام السابق والحركات المتشددة التي قد يستغلها هؤلاء لإثارة الفوضى وإعاقة بناء الدولة. (...) ونحن بصدد إقامة علاقة جديدة مع جيش ليبيا ، وأن مكتبا للتعاون الأمني قد تم افتتاحه بالسفارة الأمريكية في ليبيا من أجل تنسيق المساعدة الأمنية وتقديم الخبرة العسكرية والتدريب للكوادر الليبية العسكرية والأمنية" انتهى الاقتباس.. إذا صح هذا الكلام الذي لم يصدر عن مسؤولي الحكومة الليبية الانتقالية أي نفي أو إثبات له، فإن معاناة الافريكوم ومشاقها قد أنتهت ، وأن ليبيا إذا وافقت على هكذا مشروع ستتحول الى جسر وقاعدة انطلاق لهذه القوات للعمل في اي بقعة من القارة السمراء التي رفضت حكوماتها الفقيرة التنازل عن اي شبر من اراضيها ليكون قاعدة لانطلاق العربدة الامريكية وانتهاك حرية اي دولة افريقية وحرمة اراضيها وأجوائها!!!

والجنرال هام حسب اعتقادي عندما يدلي بهذه التصريحات فهو لابد أن يكون قد تلقى إشارات ووعود ولو غير مباشرة من مسؤول فاعل في السلطة الليبية الجديدة، خاصة وأن ايا من المسؤولين في حكومة الكيب ولا المجلس الانتقالي لم يعلق على التصريح رغم خطورته ورغم مرور أكثر من اسبوعين على إطلاقه، قد يقول البعض أن الحكومة لا يجب أن تبدد وقتها في الرد على اي تصريح من اي أحد يتعلق بليبيا، لكننا نجيب بأن هذا التصريح ليس عاديا وأن مطلقه ليس أي أحد، فالامر يتعلق بسيادة وطنية تستهدفها قوى عظمى اصبح لها تاثيرا فاعلا على البلاد، وان مطلق هذا التصريح ليس قائد كتيبة مغمور في جيش افريقي بدائي، بل هو قائد قوة تدخل لدولة عظمى مخصصة للتدخل في اي منطقة من القارة الأفريقية تعتقد واشنطن ان مصالحها فيها تتعرض للخطر .. وليبيا التي أزاح شعبها دكتاتورية غير مسبوقة في طغيانها ، لا اعتقد انه يرضى اليوم بأن تكون بلاده رأس جسر لقوات لها أجندات استعمارية في قارة ننتمي لها جغرافيا ووجدانيا..

وايا يكن السبب في رفض النظام السابق منح واشنطن هذه الفرصة، فإنه يكون بذلك قد حال دون تلويث القارة السمراء بواحدة من مظاهر التسلط والعربدة والغطرسة الأمريكية التي بدأت تتمدد عبر العالم، مستغلة أزماته المختلفة التي لم ولن تكون الأصابع الأمريكية القذرة بعيدة عنها.. والسلطة الليبية الجديدة ممثلة في الحكومة الانتقالية والمجلس الوطني الانتقالي اليوم أمام إختبار خطير ومهم يحدد هويتها الحقيقية ، وما إذا كانت تمثل إرادة الشعب الليبي الذي حتما يرفض اي تواجد عسكري أجنبي على اراضيه تحت اي مسمى، خاصة وأن هذا التواجد المنوه عنه في تصريح هام يحمل مسمى واضحا ترفضه كل الشرائع هو "التدخل في افريقيا" ، وهو امر لا يرضاه الليبيون بل تفرض عليهم المواثيق التي تربطهم بقارتهم التآزر لمكافحة اي تدخل أجنبي في اي شبر من القارة تحت اي مسمى..

كما يجب ألا يفوت على هذه السلطة أن سماحها بتواجد قوات تدخل امريكية على الأراضي الليبية او منح اي تسهيلات لها، سيعطي مبررات كافية ومقنعة لدول افريقية بالتعامل معنا بنفس السياسة اي مبدا المعاملة بالمثل.. ومعنى ذلك أن العديد من دول الجوار الأفريقية ستتحول الى مراكز لإيواء الارهابيين والمخربين من أتباع النظام السابق الفارين خارج البلاد، وستوفر لهم القواعد والتسهيلات لتنفيذ أعمال تخريبية داخل البلاد، مرتكزة على مبدا المعاملة بالمثل، فوجود هذه القوة الأمريكية المصرح بوظيفتها كآلية للتدخل في افريقيا على الأراضي الليبية وتمتعها بالتسهيلات حتما يعطي هذه الدول المبررات الكافية لاتخاذ مثل هذه القرارت الخطيرة..

إن وجودنا الجغرافي وانتماءنا السياسي والثقافي للقارة السمراء يحتم علينا التصرف بحكمة في التعامل مع كل محاولات الاحتواء والتوريط والاختراق التي تقوم بها الكثير من الأطراف الأجنبية التي لعبت دورا في الإطاحة بالنظام السابق، وتعمل اليوم على استثمار دورها بشكل سيء من خلال بناء مراكز قوة لها في مفاصل الدولة الليبية، وتصريح قائد قوات الأفريكوم الأخير كان يجب أن ترد عليه الحكومة فورا وبشكل واضح وصريح يقطع الطريق على اية محاولات أخرى تستهدف إختراقنا تحت مسميات واعذار يتم تضخيمها لتكون بمقياس يتطلب تدخلهم..

إن اتباع النظام السابق الذين يتواجدون في اكثر من بلد افريقي مجاور والذين يتخذهم السيد هام كغطاء لتسلل الأفريكوم الى الاراضي الليبية، لا يزيدوا عن كونهم فزاعة من ورق، لا يستدع إجهاض مخططاتهم وتفكيك تجمعاتهم تدخلا على مستوى الأفريكوم، فمجرد إعادة تفعيل علاقاتنا وتمتينها مع هذه الدول وإدارة الاستثمارات الليبية المتواجدة لديها بشكل جيد ، سيدفع هذه الدول الى تطويق هذه الشراذم الظالة ، وشل كل قدراتها وتفكيك تنظيماتها المسلحة وتجميد تهديداتها للامن الليبي.. ولنا في السياسة التي كان يتبعها الطاغية في التعامل مع هذه الدول من اجل ضمان امنه بالطرق السياسية خير نموذج يمكن أن يحقق لنا الامن دونما التورط في مواجهات ، مبرمجة أمريكيا لإغراقنا في دوامة من العنف والاقتتال في صحاري شاسعة لا تستطيع حتى واشنطن ضبطها، ومن ثم إبقائنا رهينة لهواجس أمنية تبقينا ندور بشكل دائم في فلكها .. وهذا ما نخشى أن تقع فيه بلادنا التي تعيش هذه الأيام فلتاناً أمنياً مبرمج خارجيا وبالتعاون مع أطراف داخلية لا يروق لها تحقيق الاستقرار وإقامة دولة مدنية في ليبيا..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (س ص) لماذا التخلي عن أمانته العامة؟
- ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة
- حق العودة .. الوجه الآخر
- يائيل برتانا.. خطوة على الطريق الصحيح..
- الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين
- عندما يُمسخ عيد العمال.
- مركز لحجز المُعنِّفين.. قبل دور المعنَّفات.
- برقة الهادئة هل يعكر صفوها السنوسيون؟
- الاسد او.. بحرق البلد!!!
- صور فيروزية (3) ها قد أقبل نيسان
- الحوار.. الحوار.. لدرء الأخطار
- استشر.. حتى لا تستجر..
- الفدرالية حصان خاسر يراهن عليه السنوسيون
- في عيد المرأة .. دعوة لتطوير المتقدم في موروثنا الاجتماعي
- الفدرالية اول خطوة لعرقنة ليبيا
- حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.
- لا.. لعسكرة الثورة السورية
- صور فيروزية 2 نحت على صفحة الخيال
- مجازر سوريا تشل التفكير وتبلد الذاكرة
- عيد الحب على الطريقة العربية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد عبعوب - الأفريكوم تطرق الباب .. ما سر صمت حكومتنا؟!!