أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عبعوب - الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين














المزيد.....

الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 13:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يبدو ان التصعيد الغربي ضد ايران، والتهويل والترهيب من مشروعها النووي لم يفلح في إشعال الشارع الخليجي ضد نظام الملالي في طهران الذي قفز بمجرد وصوله للسلطة في طهران اواخر سبعينات القرن الماضي الى العمل على التبشير بثورته وتصديرها الى الخارج مبتدئا بدول الجوار حتى قبل ان يرتب بيته في الداخل، ولاشعال هذا الشارع وإشغاله بقضايا خارجية وإبعاده عن التفكير في قضايا حساسة داخلية -مؤجلة غربيا حتى الآن- اثارها ربيع الثورات العربية التي وجدت بدايات صدى لها في هذا الشارع؛ التقط شيوخ النفط العرب وبتحريض غربي لا يخفى على أحد اول طوق نجاة ألقاه لهم الرئيس الايراني احمدي نجاد بزيارته للجزر الاماراتية الي تحتلها ايران منذ عقود، والتي تعطي ردود الفعل الخليجية عليها انطباعا للمتابع بأن عملية احتلالها قد جرت بوصول نجاد لها ، ولم تكن قبل خمسة عقود من الآن.

هذه الزيارة بقدر ما تخدم ممالك وامارات النفط الخليجية، تخدم ايضا نظام الملالي في طهران، لجهة تحويل الاهتمام من الملف النووي الايراني، الى التركيز على قضايا أخرى تبعد الشارعين الخليجي والايراني عن الالتحاق بقطار ثورات الربيع العربي الذي يطلق صفارات دخوله أسوار هذه الممالك النفطية والدينية التي تبدو عصية على الثورة حتى الآن.. فطهران التي انهكت إعلاميا بحملة شرسة جندت لها اقوى منظومة تضليل ودعاية إعلامية غربية استطاعت ان تحول مُرَكَّب بسيط لتخصيب اليورانيوم الى مرجل نووي يهدد العالم باسره، فيما تصمت هذه المنظومة وتتعامى إزاء اخطر ترسانة معلنة بطريقة غير مباشرة يمتلكها الكيان الصهيوني وتشكل تهديدا للمنطقة والعالم باسره.. طهران وأمام هكذا وضع بادرت الى مناورة سياسية ذكية تخدمها بزيارة أحمدي نجاد للجزر الاماراتية التي تحتلها طهران منذ عقود ، وذلك بتحويل مسار الحملة الاعلامية من حملة عالمية منهكة لا يمكنها ان تجاريها، الى حملة اقليمية تقودها مؤسسات اعلامية خليجية لا يتجاوز تاثيرها منطقة الشرق الاوسط.. كما تؤكد طهران بهذه الزيارة سيادتها المطلقة على هذه الجزر التي تعدها مواقع استراتيجية لحماية امنها في المنطقة التي تحولت الى برميل بارود منذ ان دشن صدام حسن حروبه ضد طهران بتوكيل غير معلن من واشنطن..

وهكذا تقدم هذه الازمة طوق نجاة لحكام ضفتي الخليج العرب والايرانيين يحميهم من الغرق الذي يتربص بهم.. يحمي ممالك النفط من عدوى ثورات الربيع العربي التي مولتها هي من ريع نفطها الدافق للتشفي في انظمة عسكرية لم تخف تآمرها عليها، فإذا بعدوى هذه الثورات تنتقل الى داخل البيت الخليجي.. كما يحمى هذا الطوق ملالي طهران الذين استنفذت تنظيراتهم الغيبية وتخبطهم في إدارة التنمية والرفع من مستوى حياة الانسان الايراني، وكذا فشلهم في استيعاب الهجوم الغربي الشامل ضدهم، يحميهم او على الأقل يؤجل ساعة المواجهة مع الغرب التي تجند لها "اسرائيل" كل جماعات الضغط اليهودية في العالم للدفع نحو مواجهة مع طهران تبدد مخاوفهم من عصى نووية محتلمة قد تفلح طهران في الحصول عليها وتكون أداة ضغط فاعلة وخطيرة على تل ابيب تحرمها من امتياز اللعب الحر والمنفرد على ركح الشرق الاوسط بعد تفكيك قوى عسكرية تقليدية مجاورة كانت تشكل مصدر قلق لها. وهذا التأجيل يعطي طهران على الاقل الفرصة لالتقاط أنفاسها لإعادة ترتيب بيتها من الداخل، خاصة وان الشعب الايراني قد سئم انتظار الجنة الموعودة التي يعدهم بها الملالي من فوق منابر المساجد ولم تأت، كما يمكنها من وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع محيطها بما يضمن لها حياده في اي مواجهة محتملة قد تنشب بين طهران والغرب.

واعتقد أن طرفي هذه الازمة سيديرونها (ازمة الجزر الاماراتية) بذكاء وانضباط يمنع اي تصعيد عسكري حقيقي بينهما، فبقاء هذه الازمة وحصرها في دهاليز الساسة وعلى صفحات وقنوات الاعلام المختلفة يخدمهما ويعطيهما الوقت الكافي لتبديد تلك المخاطر التي تتهددهما من الداخل والخارج، هذا إذا لم يضغط الغرب ويدفع دول الخليج لارتكاب حماقة إشعال نار الحرب في الخليج، نيابة عنه كما فعلت بعراق صدام قبل عقود..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يُمسخ عيد العمال.
- مركز لحجز المُعنِّفين.. قبل دور المعنَّفات.
- برقة الهادئة هل يعكر صفوها السنوسيون؟
- الاسد او.. بحرق البلد!!!
- صور فيروزية (3) ها قد أقبل نيسان
- الحوار.. الحوار.. لدرء الأخطار
- استشر.. حتى لا تستجر..
- الفدرالية حصان خاسر يراهن عليه السنوسيون
- في عيد المرأة .. دعوة لتطوير المتقدم في موروثنا الاجتماعي
- الفدرالية اول خطوة لعرقنة ليبيا
- حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.
- لا.. لعسكرة الثورة السورية
- صور فيروزية 2 نحت على صفحة الخيال
- مجازر سوريا تشل التفكير وتبلد الذاكرة
- عيد الحب على الطريقة العربية
- الموت هربا من الراسمالية المتوحشة
- روفائيل لوزون .. تطهر.. ثم تقدم.
- لتحتضن قلوبنا من ضاق عليه الوطن.
- وماذا عن عُريِنَا الفاضح؟!!
- صور فيروزية (1)


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عبعوب - الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين