أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عبعوب - اللحظات الأخير لرحيل طاغية..














المزيد.....

اللحظات الأخير لرحيل طاغية..


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 14:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تحدث منشق عن النظام الحاكم في سوريا كان يعمل في المكتب الاعلامي للرئيس بشار الاسد عن الوضع النفسي لبشار وهو يواجه الايام الأخير لحكم عائلته الذي ما كان يضن يوما أنه زائل.. هذا الصحفي المنشق ويدعى عبدالله العمر قدم وصفا دقيقا للحالة النفسية لبشار الذي جافاه النوم ولم يعد يعرفه منذ أن صحى على حقيقة مرة طالما تجاهلها هو وبطانته وهي حقيقة حتمية زوال الطغيان والظلم وإن طال أمده، ويقول هذا المنشق في وصفه «الرئيس بشار بات منذ ستة أو سبعة أشهر قلقا جدا ولا ينام سوى ساعة واحدة أو ساعتين في اليوم»، وعن طريقته في متابعة الاخبار المتلاحقة عن الزلزال الذي سيجتث حكمه والتي تعكس حالة الفلتان وخروج الامور من يده ، وانسلاخ مساعديه عنه يقول العمر «يتلقى الاسد تقارير يوميا من كل أنحاء العالم من خلال السفارات السورية والمخابرات العاملة فيها، تتضمن معلومات عمن انشق ومن سافر وكل ما يتعلق بأخبار سوريا».

هذا التوصيف الذي يرد على لسان صحفي قريب من دائرة بشار الضيقة يضعنا أمام مشهد لدكتاتور عاش طيلة حياته ومنذ ان وعى سلطة والده أوهام خلوده في السلطة الى أن يرحل عن هذه الدنيا كما رحل والده قبله وتقام له جنازة مهيبة تجند لها الدموع وكلمات التأبين التي يدبجها المنافقون، ولا يهم إن كان هؤلاء صادقين او منافقين المهم ان تتصدر كلماتهم الصفحات الاولى للصحف وتصدح بها الاذاعات .. وهكذا وفي لحظة لم يحسب لها حساب ولم تخطر على باله يوما يجد نفسه أمام الحقيقة المرة التي ما كان يعتقد يوما انه سيواجهها!! وقف الاسد مبهوتا أمام عجز كل الرقيات التي اخترعها سحرته لتجريم ثورة المظلومين والمقهورين الذين جهز لهم قائمة من التهم تبدا بالعمالة للصهيونية وتنتهي بمعادات وطنهم الذي يختزله هذا الطاغية في شخصه واسرته وبطانته!!

يمكننا ونحن نقرأ وصف العمر لبشار وهو يتنقل بين تلك القنوات التي وضعته أمام حقائق هو كاره لها ولا يعترف بوجودها في دائرة مملكته، يمكننا ان نرصد شخصية طاغية مصدوم بواقع يخترق ناظريه وعقله ويطرق مسامعه بقوة ينذره بأن ساعة رحيله قد أزفت، وأن ما كان يعتقد انه مستحيلا أصبح واقعا .. وكأني أراه أمامي الآن وهو كالمجنون يتنقل بين الشاشات وشرذمة التضليل تحيط به تهون عليه ما يراه وتزور له الواقع خشية انهياره، الذي يعني انتهاء مصالحهم ووقوعهم في قبضة العدالة إن عاجلا أو آجلا كما وقع سابقوهم من بطانات فاسدة في ليبيا ومصر وتونس .. أراه يتناول الهواتف وأجهزة الاتصال لتوجيه قادة القمع على الجبهات وفي غرفة العمليات لترقيع برقع الظلام الذي يختفي خلفه والذي اهتراء وبدأ نور الحقيقة يتسلل من خلاله كاشفا حقيقة امبراطورية الوهم التي ظل يتربع عليها هذا الطاغية طيلة عقود مضت..

أكاد أسمعه وهو يهذي بالسباب والشتائم البذيئة لنجاح العديد من أركان امبراطوريته من عسكريين ومدنيين ومنهم الصحفي عبدالله العمر الذي قدم لنا شريطا حيا عن الاسد في آخر ايامه، نجاحهم في الانشاق عليه والظهور على القنوات الفضائية العالمية يكشفون عورته التي يعتقد انها ما زالت في مأمن من نظر العالم، ويدحضون ادعاءاته بسيطرته على الاوضاع وقدرته على تجاوز الحدث ..

هذه المشاهد لبشار التي كشفها لنا واحدا من المقربين له تجسد لنا حالة الصدمة المروعة التي تسيطر على اي طاغية عندما يكتشف حقيقة زوال ملكه.. شريط مروع يشاهده بشار اليوم وهو يرى بأم عينية انهيار مملكته، الاصوات المنادية برحيله تهدر بها كل المدن والقرى السورية، الدعوة الى محاسبته وأعوانه على ما اقترفوه في حق شعبهم تصيبه بالرعب والهلع، المدن والقرى يخلصها الثوار باسلحة خفيفة من براثنه وتتحرر من قبظته الواحدة بعد الأخرى، شعارات الولاء له ولحزبه المتحجر التي طالما شنفت مسامعه تتبخر وتتحول الى هتافات تطالب برحيله.. امبراطورية تتصدع .. سلطة تتفكك .. شعب يخرج عن صمته بعد عقود من الخوف .. بعد عقود من السير وراء شعارات التحرير والصمود والاستعداد للمعركة ضد العدو الصهيوني التي أثبت الواقع أنها جوفاء ومجافية للحقيقة، وأن هذا النظام لم يزد عن كونه حارس لاسرائيل..

تذكرنا هذه المشاهد بما جرى لطغاة سبقوا بشار الى الرحيل.. بن علي في تونس ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا، لم يصدق ايا من هؤلاء الطغاة أن امبراطوريته ستنهار وتتفكك على يد الشعب الذي واجه آلات الموت التي حشدوها لحماية عروشهم بصدور عارية.. كم كابر بن علي ومثله مبارك وأكثر منهم القذافي ورفضوا الاعتراف بالحقيقة ورسمت لهم عقولهم المريضة سناريوهات الخلود في السلطة والقدرة على سحق اي انتفاضة بقوة الحديد والنار التي اثبتت الشعوب عدم جدواها وافرغتها من كل فاعليتها بدماء آلاف الشهداء والجرحى، ورأيناهم وسمعناهم عبر القنوات الفضائية وهم يخوضون معارك سلاحهم الوهم يرسمون بطولات من خيالهم ويدعون قتلهم لشعوبهم بالدفاع عن الحرية والكرامة التي أهدروها على أعتاب امبراطورياتهم .. وهاهو بشار اليوم يكابر ويتسمر أمام شاشات القنوات الفضائية وأجهزة الاتصال من كل نوع تحت يديه يدير آلة القتل العبثي ضد شعبه الذي قال له بالصوت العالي فات أوانك وأنقشع ظلامك ولاح الفجر فجر الحرية الذي سنعانقه ونستضئ بنوره رغم مكابرتك وإيغالك في القتل والتدمير..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسويغ الفساد ثقافة شعبية
- فزاعة فضائية بمواصفات قذافية..
- ذكرى الاولى لتحرير طرابلس.. فرح يخالطه الحزن
- حتى لا تدنس الثورة السورية..
- إمارة شمال مالي الإسلامية .. عواقب التفكيك ومخاطر التغول
- حرب كيميائية اسرائيلية ضد العرب الفلسطين
- ديمقراطية الدم في العراق
- في عرس الديمقراطية بُعث الامل وصمتت البنادق..
- لا للعسكرة.. نعم للتمدن..
- الخطوط المغربية.. واقع دون الطموح!!
- الأفريكوم تطرق الباب .. ما سر صمت حكومتنا؟!!
- (س ص) لماذا التخلي عن أمانته العامة؟
- ملتقى بني وليد القبلي.. إستنساخ لثقافة هدامة
- حق العودة .. الوجه الآخر
- يائيل برتانا.. خطوة على الطريق الصحيح..
- الازمة الايرانية الخليجية طوق نجاة للطرفين
- عندما يُمسخ عيد العمال.
- مركز لحجز المُعنِّفين.. قبل دور المعنَّفات.
- برقة الهادئة هل يعكر صفوها السنوسيون؟
- الاسد او.. بحرق البلد!!!


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عبعوب - اللحظات الأخير لرحيل طاغية..